أخبار السودان

انتصار أبوظبي في العدل الدولية يربك البرهان ويدفعه لقطع العلاقات مع الامارات

 

قرر السودان الثلاثاء قطع العلاقات الدبلوماسية مع الإمارات واستدعاء طاقم بعثته الدبلوماسية واعلان الأخيرة ما سماها “دولة عدوان”، في قرار يبدو رد فعل فوري على الانتصار الدبلوماسي والسياسي في محكمة العدل الدولية التي رفضت جملة وتفصيلا شكوى كانت تقدمت بها حكومة الأمر الواقع في السودان تزعم فيها تورط أبوظبي في جرائم إبادة جماعية.

ويبدو القرار أيضا خطوة تصعيدية أخرى في سياق سياسة الهروب إلى الأمام وصرف الأنظار عن التقارير الدولية التي تتهم الجيش السوداني نفسه بارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية.

وكان متوقعا على نطاق واسع أن تلجأ الحكومة السودانية لقرارات تصعيدية بدلا من تفعيل دور دبلوماسيتها لحل الخلافات الإقليمية والاستفادة من الجهود الإماراتية والعربية عموما لوقف الحرب ووضع حد لأسوأ أزمة إنسانية.

ويعتقد أن السلطة التي يقودها قائد الجيش الفريق عبدالفتاح البرهان ويهيمن عليها الإسلاميون، لم تعد تملك هامشا واسعا من المناورات ولا تجد حرجا في إعادة تسويق المزاعم السابقة التي اتهمت فيها أبوظبي بتسليح قوات الدعم السريع والتدخل، ضمن محاولة على ما يبدو للادعاء مرة أخرى بأن التقدم الذي تحققه (الدعم السريع) في الفترة الأخيرة بعد مكاسب ميدانية، مرده الدعم الإماراتي.

ولا يخرج قرار قطع حكومة بورتسودان العلاقات الدبلوماسية واستدعاء طاقم السفارة السودانية من أبوظبي، عن سياق محاولة الالتفاف على احباط الإمارات محاولة تهريب أسلحة للجيش السوداني وافشال خدعة للإيحاء بأن قوات الدعم السريع تتلقى أسلحة من الإمارات.

وقطع العلاقات يمثل تصعيدا خطيرا يمكن أن يؤدي إلى مزيد من الاستقطاب في المنطقة وتقويض جهود الوساطة المحتملة ويمكن كذلك أن يؤثر تدهور العلاقات على وصول المساعدات الإنسانية إلى السودان، خاصة وأن دولة الإمارات تلعب دورا حيويا في تقديم أو تسهيل تلك المساعدات عبر القنوات الأممية.

ومن المرجح أن تتأثر المصالح الاقتصادية المشتركة بين البلدين سلبا بهذا القرار، بما في ذلك الاستثمارات والتجارة.

وفي الوقت نفسه، قد يؤثر قطع العلاقات مع دولة إقليمية مهمة مثل الإمارات على صورة السودان وعلاقاته مع دول أخرى. ومن الممكن أن يكون هذا القرار مرتبطا بتطورات ميدانية معينة في الحرب الأهلية أو بتحولات في المشهد السياسي الداخلي في السودان.

وفي بيان لمجلس الأمن والدفاع السوداني تم إعلان “دولة الإمارات العربية المتحدة دولة عدوان”، و”قطع العلاقات الدبلوماسية معها”، و”سحب السفارة السودانية والقنصلية العامة”.

واتهمت الخرطوم في البيان الذي تلاه وزير الدفاع قوات الدعم السريع باستخدام أسلحة إماراتية في هجماتها الأخيرة على بورتسودان، المقر المؤقت للحكومة السودانية وهي المزاعم ذاتها التي دأبت حكومة الأمر الواقع على ترويجها بلا أي سند أو أدلة في سياق حملة تشويه يقودها الإخوان.

وزعم البيان أن الإمارات سخرت المزيد من امكانياتها لإمداد قوات الدعم السريع بأسلحة استراتيجية متطورة، مؤكدا احتفاظ السودان بحقه في الرد بكافة الوسائل، في اتهامات سبق لأبوظبي أن وصفتها بأنها مسرحية سخيفة نافية نفيا قاطعا صحة تلك المزاعم.

ويشير قرار قطع العلاقات الدبلوماسية مع الإمارات إلى ضعف الموقف السوداني وإلى حالة تخبط ناجمة على الأرجح عن تراجع الجيش السوداني في الفترة الأخيرة في مواجهة قوات الدعم السريع التي قصفت الثلاثاء بمسيرات مطار بورتسودان وقاعدة للجيش قبل أن تضرب محطة الكهرباء الرئيسية ومستودع الوقود بالميناء البحري، في استهدافات من شأنها قطع خطوط الامداد لقوات البرهان.

وتأتي الهجمات المستمرة لليوم الثالث على التوالي غداة قصف المستودع الرئيسي للوقود ما تسبب بحريق كبير في جنوب المدينة. وأعلنت الشركة الوطنية للكهرباء أن الهجمات استهدفت محطة بورتسودان التحويلية وأن فرقها تعمل على تقييم الأضرار.

وقال مسؤول في المطار إن مسيّرة “استهدفت الجزء المدني من مطار بورتسودان” بعد يومين من أول استهداف للقاعدة العسكرية بالمطار نسبها الجيش السوداني لقوات الدعم السريع.

وعلى بعد نحو 570 كيلومترا إلى الجنوب، استهدفت طائرة مسيرة مطار مدينة كسلا ورد الجيش بالمضادات الأرضية وفق شهود عيان.

وبعد قصف الثلاثاء أعلنت السلطات السودانية إلغاء جميع الرحلات في مطار بورتسودان الذي يعد بوابة الوصول الرئيسية للبلد الذي دمرته الحرب، وفق المسؤول ذاته.

وفي المطار “اندلعت النيران في عدد من المنشآت” عقب القصف حسبم ا أفاد أحد المسافرين. وقال المصدر في الجيش إن الضربة “استهدفت خزانات الوقود في مطار بورتسودان”.

واستهدفت المسيرات كذلك ميناء بورتسودان الواقع جنوب المدينة، بينما سمع دوي انفجارات وشوهدت سحب الدخان تتصاعد من مستودع الوقود بالميناء، وأظهرت مشاهد التقطتها عدسة فرانس برس مدى قوة الضربة.

ويقع مستودع الوقود المستهدف بالقرب من الجزء الجنوبي من ميناء بورتسودان في الوسط المكتظ للمدينة التي انتقلت إليها الأمم المتحدة ووكالات إنسانية ومئات آلاف الأشخاص بعد مغادرة العاصمة الخرطوم.

وقال مصدر في الجيش إن مسيرة أخرى استهدفت القاعدة العسكرية الرئيسية في وسط المدينة، فيما أفاد شهود بسقوط مسيرة في محيط أحد الفنادق.

وتقع قاعدة الجيش كما الفندق على مقربة من مقر قائد الجيش عبدالفتاح البرهان الذي يخوض منذ أبريل 2023 حربا ضد قوات الدعم السريع بقيادة نائبه السابق محمد حمدان دقلو، على خلفية صراع على السلطة.

وأفاد شهود في شمال المدينة بسماع أصوات مضادات أرضية تنطلق من قاعدة عسكرية.

في الأسابيع القليلة الماضية قصفت قوات الدعم السريع بنى تحتية مدنية في مناطق مختلفة من شمال شرق البلاد الذي يسيطر عليه الجيش، ما تسبب بانقطاع الكهرباء عن ملايين الأشخاص.

وأسفرت الحرب في السودان عن سقوط عشرات آلاف القتلى وتشريد 13 مليون شخص فيما تعاني بعض المناطق من المجاعة، وسط “أسوأ أزمة إنسانية” في العالم بحسب الأمم المتحدة.

ومنذ خسارة الدعم السريع مواقع عسكرية في الخرطوم ووسط السودان زاد اعتمادها على الطائرات المسيّرة بدائية الصنع وأخرى متطورة وعلى المدافع البعيدة المدى.

العرب

‫8 تعليقات

    1. لو محكمة الجنايات الدولية نظرت الدعوى ثم أصدرت حكمها يالبراة يحق للعرب ان تقول هذا الكلام لكن الدعوى لم لتنظر لعدم الاختصاص ودا زى مريض دخل بالخطأ على طبيب قلب وقال له مشكلتك دى تمشى تقابل طبيب مسالك بوليه
      بس كده

  1. سبحان الله ما إفتخار اللص بالسلب! … فإن الحجج التي حفل بها مسرح العبث السياسي الاماراتي ليس ألا للاستهلاك الداخلي … ولكل مقام مقال …فالكذب كان ولا زال في دويله الشر دبلوماسية وحنكة .. وهكذا هم يُعلفون

    المحكمه الدوليه لم تبرئ الدويله … ولا تزال تراوح مكانها تلعب الادوار الغذره … تشابهت قلوبهم مع الذين قال فيهم الله (وَإِنَّ مِنْهُمْ لَفَرِيقًا يَلْوُونَ أَلْسِنَتَهُم بِالْكِتَابِ لِتَحْسَبُوهُ مِنَ الْكِتَابِ وَمَا هُوَ مِنَ الْكِتَابِ …) وهو امر مسلم به يشاهده القاصي والداني وعابها ان يواجهها السودان ويُشهِد العالم علي إفكها.

    أصيبت دويله الشيطان بخيبة أمل وصدمة من فشل مخططاتها ودحر تآمرها ووكسة عملائها … جن جنونها وابت إلا ان تقتص لحقدها بتدمير البنية التحتيه للسودان … موازاة لخط كفيلها بغزة … وهي تلعب دورها الذي صنعت له… وبكل غباء … فالغباء يكون أيضا إصطناعيا كما صار الزكاء.

  2. هذا ليس انتصار وإنما ربنا يقدرنا نمسك خشمنا
    محكمة الجنايات الدولية قالت نظر هذه الدعوة ليس من اختصاص وبس
    فى جهات أخرى مختصة بنظر هذه الدعوة محكمة الجنايات الدولية هى مختصة لكن فى عصى وضعت فى دواليبها

  3. انتصار شنوا يا ناس الغفلة….. المحكمة قالت هذه لا تخضع لنا ولا نفوذنا ولا اختصاصنا….. يعني المحكمة ما قالت لم تحصل جرائم ولا عدم وجود شركاء و و و و و ….الكل يعلم بما يجري والمحكمة تعلم لكن لا تريد ان تتدخل لانه ليس اختصاصهم……. الله غالب

  4. المحكمة قالت لا توجد اى بينات وان وجود رحلات بين ابوظبى وأم حرس لا تعنى تورط الامارات فضلا عن عدم الاختصاص واحد من حيثيات رفض الدعوى وحقيقة المصيبه فى وزارة عدل السودان وجهلها حتى باختصاص محكمة العدل الدوليه وهل هى درست القانون فى الملجة حتى تفوت عليها بديهية كهذى اين فطاحلة السودان اين تاريخ السودان اين علماء السودان اكيد هم كثر وتم اقصاءهم وتشريدهم منذ ايام المخلوع واصبحت الكلمة لغثاء السيل امثال حسن طرحه والرزيقى الارزقى والاعيسر الاشيتر هاهو حالنا من ضعف الى ضعف ومن هوان الى هوان لذلك لا غرابه ان تذيل السودان دول العالم اجمع بعد حكم كيزانى مقيت لمدة خمسه وثلاثون عاما نهضت فى اقل منها تركيا وماليزيا من عدم وأصبح السودان دون العدم وبعد دا اجيك كوز راسو قرعة اقول عايز يحكم بلد دمرها وطلع عينها يا سجم انت تلاتين سنه ما عملت فيها حاجة والله تلاتين سنه دى لو حكمنا حمار كنا دوله لها وزنها لكن نعمل ايه مع من هو اغبى من الحمار

    1. المحكمة لم تقل ذلك يا زق ساي
      الكلام دا جبته من وين
      تأليفك
      المحكمة قال لاتوجد اى بينات
      دا انت من قال ذلك هدية منك لأولياء نعمتك يا مرتزق يا مرتشى يا بايع وطنك وأهلك وقد تكون مش سودانى لانك زول ساي والسودانى زول مؤصل

  5. تربك البشير يا محررو الراكوبة ..دي ليست قضية البرهان البطل وحده ..دي قضية الشعب السوداني الذي لا تنتمون اليه يا ابواق الجنجويد القتلة الجهلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..