اخبار السياسية الدولية والاقتصاد

دعوات دولية للهند وباكستان لضبط النفس… وبريطانيا تعرض الوساطة

 

مع بدء الهجمات الهندية على الشطر الذي تُديره باكستان من إقليم كشمير المتنازَع عليه، توالت ردود الأفعال الدولية الداعية للتهدئة وضبط النفس، وسط مخاوف من تصاعد الاشتباكات إلى نزاع مسلَّح بين القوتين النوويتين.

وحثّت الصين، الأربعاء، الهند وباكستان على ضبط النفس، في أعقاب الهجمات المميتة على أهداف باكستانية، مُعربة عن قلقها. وقال متحدث باسم وزارة الخارجية في بكين، في بيان: «تُعرب الصين عن أسفها للعمل العسكري الهندي، هذا الصباح، وتشعر بالقلق بسبب التطورات الحالية».

وأضاف المتحدث: «ندعو كلّاً من الهند وباكستان إلى جعل الأولوية للسلام والاستقرار والحفاظ على الهدوء وممارسة ضبط النفس، وتجنب الأفعال التي من شأنها أن تزيد من تعقيد الوضع».

أفراد أمن هنود يقفون حراساً على طول طريق في سريناغار (أ.ف.ب)
أفراد أمن هنود يقفون حراساً على طول طريق في سريناغار (أ.ف.ب)

وفي حين لا تزال العلاقات بين الصين والهند متوترة بسبب النزاعات الحدودية طويلة الأمد في جبال الهيمالايا، تحتفظ بكين بعلاقات اقتصادية وثيقة مع باكستان.

يشار إلى أنه من خلال مبادرة «الحزام والطريق»، تُموّل الصين مشروعات البنية التحتية للطرق والسكك الحديدية في باكستان؛ بهدف ربط منطقة تشينجيانغ غرب الصين بالبحر العربي.

كما استهدفت هجمات سابقة، شنّتها جماعات مسلَّحة في جنوب غربي باكستان، عمالاً صينيين. وأكدت بكين معارضتها جميع أشكال الإرهاب.

من جانبه، أعرب الرئيس الأميركي دونالد ترمب عن أمله في أن تهدأ التوترات بين الهند وباكستان بسرعة، وقال ترمب، في فعالية أقيمت بالبيت الأبيض، الثلاثاء: «إنهما يتقاتلان منذ عقود عدة. آملُ أن ينتهي الأمر بسرعة كبيرة». وأضاف: «كان الناس يعرفون أن شيئاً ما سيحدث بناءً على القليل من الماضي».

وقال وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو إنه يراقب الوضع بين الجارتين المسلحتين نووياً.

 

وخاضت الهند وباكستان 3 حروب منذ استقلالهما في عام 1947، وتراجعتا عن شفا حرب رابعة بسبب كشمير.

ودعت روسيا البَلَدين إلى «ضبط النفس» بعد تبادل القصف المدفعي الكثيف بينهما، وقالت وزارة الخارجية الروسية إنها «قلقة للغاية من تصاعد المواجهة العسكرية»، ودعت «الطرفين إلى ممارسة ضبط النفس؛ لتجنب مزيد من التدهور»، مشددة على أنها تأمل في «حل التوتر بالطرق السلمية والدبلوماسية».

وجدّد الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، دعوته إلى ضبط النفس. وقال المتحدث باسم غوتيريش، للصحافيين: «العالم لا يستطيع تحمل مواجهة عسكرية بين الهند وباكستان».

كان غوتيريش قد أعرب، الاثنين، عن قلقه من بلوغ التوترات بين نيودلهي وإسلام آباد «أعلى مستوياتها منذ سنوات»، مشدداً على أن «الحل العسكري ليس حلّاً».

كما أدان الأمين العام للأمم المتحدة، الاثنين، الهجوم الدموي الذي وقع في الجزء الخاضع لسيطرة الهند من إقليم كشمير، في 22 أبريل (نيسان) الماضي، وأسفر عن مقتل ما لا يقل عن 26 مدنياً.

فتاة أُصيبت خلال قصف عبر الحدود بقطاع أوري نُقلت إلى المستشفى لتلقي العلاج في الجزء الذي تديره الهند من كشمير (رويترز)
فتاة أُصيبت خلال قصف عبر الحدود بقطاع أوري نُقلت إلى المستشفى لتلقي العلاج في الجزء الذي تديره الهند من كشمير (رويترز)

في السياق نفسه، أكدت الحكومة البريطانية، اليوم، أنها «مستعدة» للتدخل «لخفض التصعيد» بين الهند وباكستان. وقال وزير التجارة البريطاني جوناثان رينولدز، لهيئة «بي بي سي»: «نحن مستعدون وقادرون على القيام بأي شيء يتعلق بالحوار وخفض التصعيد».

كانت بريطانيا قد أصدرت تحذيراً لرعاياها من السفر إلى الهند وباكستان، وسط تصاعد التوتر بين الجارتين. وذكرت وزارة الخارجية البريطانية، في بيان، أنه «في ليلة 6 مايو (أيار) بتوقيت المملكة المتحدة، ذكرت وزارة الدفاع الهندية أنها قصفت 9 مواقع في باكستان والجزء الخاضع لإدارة باكستان من إقليم كشمير. وردّاً على ذلك، وردت تقارير عن إطلاق نيران المدفعية الباكستانية عبر خط المراقبة».

تصاعد الدخان بعد سقوط قذيفة مدفعية على بلدة بونش الرئيسية بمنطقة جامو الهندية (أ.ف.ب)
تصاعد الدخان بعد سقوط قذيفة مدفعية على بلدة بونش الرئيسية بمنطقة جامو الهندية (أ.ف.ب)

وقالت الوزارة إنها تنصح بعدم السفر ضمن مسافة 5 أميال (8 كيلومترات) من الحدود بين باكستان والهند، والسفر ضمن مسافة 10 أميال من خط المراقبة، وهي الحدود الفعلية التي تُقسِّم كشمير إلى شطرين، وإلى إقليم بلوشستان المضطرب، جنوب غربي باكستان.

وأضافت: «نحن مستمرون في مراقبة الوضع من كثب… يجب على الرعايا البريطانيين البقاء على اطلاع دائم بنصائحنا المتعلقة بالسفر واتباع نصائح السلطات المحلية».

مشيّعون كشميريون باكستانيون يُلقون النظرة الأخيرة على الضحية التي قُتلت في غارات هندية خلال جنازة بمظفر آباد (أ.ف.ب)
مشيّعون كشميريون باكستانيون يُلقون النظرة الأخيرة على الضحية التي قُتلت في غارات هندية خلال جنازة بمظفر آباد (أ.ف.ب)

كذلك، أكدت وزارة الخارجية المصرية أن مصر تتابع، بقلق بالغ، تطورات الأوضاع في جنوب آسيا، ودعت الهند وباكستان إلى نزع فتيل الأزمة وضبط النفس. وجاء في بيان للوزارة أن مصر تؤكد أهمية بذل كل المساعي لتحقيق التهدئة، ونزع فتيل الأزمة بين الهند وباكستان، بعد تبادل البلدين القصف، ما أسفر عن وقوع عدد من الضحايا.

وشددت مصر على أهمية اللجوء إلى الحلول السلمية لتفادي انزلاق المنطقة إلى مزيد من التطور والتصعيد.

وأجرى وزير الخارجية التركي هاكان فيدان، اتصالاً هاتفياً مع نائب رئيس الوزراء وزير خارجية باكستان محمد إسحاق دار، بحثا خلاله تطورات التصعيد الأخير بين باكستان والهند. ونقلت وكالة أنباء «الأناضول» التركية، اليوم، عن مصادر في «الخارجية» التركية، أن فيدان ونظيره الباكستاني دار، بحثا، خلال الاتصال الهاتفي، المستجدات الأخيرة عقب توتر العلاقات بين باكستان والهند.

وأعلن الجيش الباكستاني، في وقت سابق اليوم، مقتل 26 شخصاً، وإصابة 46 آخرين، على الأقل، في هجمات هندية على أهداف باكستانية.

الشرق الأوسط

 

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..