مقالات وآراء

صراع النفط!!

 

أطياف
صباح محمد الحسن
صراع النفط!!
طيف أول :
حزنك ياوطن لا يعيشه سواك بقدِره ووجعه
فدع أحلامك تنمو ما تشاء، و لا تجعلها مزدحمة بأكاذيب الطغاة
الذين لا تفقه عقولهم
و لا تدرك
معنى الحياة!!

وفي ظل الحرب لم تتوقف الأطماع الإقتصادية لطرفي الصراع في نهب موارد البلاد إن كانت مواردها النفطية او المعدنية، كل طرف يتحكم في حركة الإقتصاد حسب مصالحه ومواقع سيطرته، والسماح لمافيا السوق بإنعاش تجارة الحرب
ففي 2024 كان هناك صراع بينهما حول تجارة النفط ، حيث غضبت الحكومة من إتفاق تم بين حكومة جنوب السودان وقوات الدعم السريع ، والذي ينص على حماية نحو 237 كيلومترا من خط أنابيب النيل الكبرى في منطقة تقع تحت سيطرة الدعم السريع ، لضمان التدفق السلس للنفط الخام لجنوب السودان ، تقوم قوات الدعم السريع بتوفير الحماية لخط الأنابيب، مما يعطي مساحة لنقل الوقود وقطع الغيار
واستمرت قسمة عائدات النفط بين الطرفين حتى استهداف مصفاة الجيلي ، ووصلت للدعم السريع حصتها من آخر برميل
وأمس الأول يبدو أن إستهداف مخازن الوقود جنوب الميناء ببورتسودان والتي تضم المرافق الرئيسية لتصدير النفط القادم من جنوب السودان ماهو الي صراع جديد حول تجارة النفط، سيما أن الحكومة السودانية اعلنت عن رفع حالة القوة القاهرة ، على نقل النفط الخام من جنوب السودان إلى ميناء البحر الأحمر بعد تحسن الظروف الأمنية.
ويبدو أن الدعم السريع قصدت ضرب حكومة بورتسودان لشل حركتها اقتصاديا كطريقة جديدة وإسلوب مختلف في القتال
ومعلوم أن الحكومة لديها مصلحة في الحصول على رسوم معالجة النفط، ورسوم النقل بالإضافة للرسوم السيادية
وفي وقت سابق تخوف خبير نفطي كان تحدث الي “راديو دبنقا” أن الجديد الذي طرأ في قضية النفط بين السودان وجنوب السودان بعد الحرب هو دخول طرف آخر في معادلة تقاسم المصالح ، ممثلا في قوات الدعم السريع وأن ذلك يتم بإتفاق غير معروف الأبعاد مع هذا الطرف الجديد وبمصالح لم يكشف عنها!!
إذن وفي ظل الحرب فإن طرفي الصراع يتقاسمان عائدات النفط ولكن بالتأكيد تغيرت الأرباح والعائدات وربما أُلغيت إتفاقيات ، بعد أن تغيرت موازين السيطرة، لذلك تعمدت الدعم السريع ضرب المستودع بهدف قطع انبوب الإستثمار بين حكومة بورتسوان وحكومة الجنوب،مما يعني أن الدعم السريع انتقلت من مربع اللهث وراء تحقيق المآرب العسكرية ولجأت لفن هزيمة حكومة بورتسودان اقتصاديا
ولأن الفلول هذه المرة أصابت المسيرات أهم مصالحها “جن جنونها” مما دفعها لقطع العلاقات الدبلوماسية مع دولة الإمارات بالرغم من أنها كانت مترددة في الخطوة لأكثر من عامين ولأول مره يظهر الفريق البرهان مهزوزا في كلمته وخطابه لأن النيران طالت هذه المرة (المال والإستثمار)
فالدعم السريع نهبت وسرقت واغتصبت وقتلت المواطنين وقالت الحكومة إنها دمرت كثير من المنشآت ، ولكن لم تنزعج الحكومة مثلما حدث الآن ، لأن حكومة “الشفشفة” في بورتسودان لايعنيها 150 الف مدنيا قتلوا في الحرب ولاتعنيها المجاعة التي تهدد ماتبقى منهم ولكن يعنيها خسارتها 150 الف برميل من النفط، وسارعت تناشد الدول بالتدخل لحماية المصالح في البحر الاحمر بعد ضرب المستودعات ولم تناشدها لإنقاذ ارواح المواطنين الذين حاصرتهم الدعم السريع حتى الموت!!
فمؤسف أن تكون نقطة بترول أهم وأغلى من نقطة دم المواطن
واستدعى البرهان أمس مشاعر الدول التي لها مصالح مشتركة في البحر الأحمر في إشارة منه لطلب الدعم والمساندة وذلك بقوله : (إن ما يحدث الآن يمثل تهديداً للأمن الإقليمي والدولي وحياة ملايين المواطنين.. وتهديداً للممر الملاحي في البحر الأحمر)
إلا أن المملكة العربية السعودية لم تعر هذا إهتماما بل جاءت ردة فعلها مخالفة لتوقعات الفريق البرهان وفلوله التي طالبت المملكة صراحة بحماية مصالحها في البحر الأحمر
ولكن مجلس الوزراء السعودي في جلسته أمس برئاسة ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان طالب بضرورة الوقف الفوري للحرب في السودان وتجنيب المزيد من المعاناة والدمار، و أكد مجلس الوزراء السعودي أن إنهاء الأزمة في السودان يتطلب حلا سياسيا سودانيا سودانيًا يحترم سيادة البلد ووحدته، مما يعني أن المملكة أكدت أنها لاتدعم حلا ً عسكرياً لأزمة الحرب في السودان.
طيف أخير :
#لا_للحرب
رئيس تحالف “صمود” د. عبد الله حمدوك للشرق : التطورات الجارية في مسار الحرب في السودان خطيرة بكل المقاييس، وندعو الدول الصديقة والشقيقة الي الضغط على طرفي الصراع للوقف الفوري للحرب .

الجريدة

 

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..