مقالات وآراء

فرص بورتسودان في مقاومة مهدداتها العسكرية

 

صلاح شعيب

دخلت البلاد منعطفاً جديداً بعد التصعيد الأخير في الحرب، والذي يهدد بالفوضى الشامل في المناطق التي تسيطر عليها سلطة بورتسودان، خصوصاً في ظل تقارير تشير إلى التأثير الضخم في المستقبل القريب لفقدان الوقود على مجمل الحياة هناك.
فانهيار مصفات ومستودعات المحروقات الإستراتيجية سيولد أزمات كبيرة لا حدود لها بعد التدمير الهائل الذي لحقها، فضلا عن تأثير عدم وجود رادع للقصف الجوي، وهذا ما يستدعي التساؤل حول مدى سلامة السكنى في المدينة الساحلية.
إن صيغة البل التي اعتمدها دعاة الحرب كوسيلة للنصر لم تتجل بكل عنفوانها إلا في الدمار الذي تشهده بورتسودان، وأجزاء من القطر هذه الأيام. فهل هذا هو البل المقصود التي تصوروا حدوثه ام أنهم لم يضعوا في الحسبان ان الحرب غير مضمونة العواقب بالنسبة لهم؟
ونتمنى الآن فقط أن يكون السودانيون جميعاً قد أدركوا أن تخريب الكيزان للانتقال الديمقراطي قد أوردنا إلى هذه الكلفة الفادحة للحرب حتى أصبحنآ في موقف لا يحسد عليه أمام العالم.
فكل الخراب المادي – والذي لا يوازي فقدان الأروج المهدرة عبر الحرب – هو تدمير للرصيد التنموي للشعب السوداني جميعه، وهو أمر محزن للغاية سواء كان مسرحه نيالا أو كسلا؟
نحن لا نمل التكرار المقصود بأن الحركة الإسلامية الآن فهمت أن لمغامراتها الاعتباطية ثمناً باهظاً لا يدفعه قادتها بقدرما جعلت السودانيين جميعاً على حافة البكاء المر لانهيار دولتهم.
حتى الآن اختلف الناس حول الوسائل التي استخدمت في القصف المستمر للمنشات العسكرية، والاقتصادية، هذه. أهي مسيرات، أم صواريخ، أم طائرات مسيرة خرجت من نطاق الرصد ثم الدفاع بالنظر؟. وكذلك شمل الاختلاف المواضع التي انطلقت منها هذه الوسائل القتالية الدقيقة في قصد أهدافها. أهي آتية من مطار أم جرس أم غرب النيل أم ناحية البحر والشرق كما قال وزير الطاقة والنفط السوداني؟.
ولكن على كل حال فإن التصعيد في الحرب الذي تكاد نتيجته تشل عقل حكومة بورتسودان سيولد واقعاً جديداً سيدفع تحالف السلطة هناك ثمنه، والذي قد يصل إلى تصدع فاعليتها.
لقد تزامن قصف المدن مع قطع مجلس الأمن والدفاع العلاقة مع الإمارات. وهذا تصعيد دبلوماسي أرعن لن يساعد البرهان، وحلفائه، في تحقيق النصر في الحرب. ورغم قول خبراء بعدم شرعية قطع هذا المجلس العلاقات – وققاً للوثيقة الدستورية – فإن سلطة بورتسودان ذاتها لا تملك الشرعية بعد انقلابها على الانتقال الديمقراطي لثورة ديسمبر.
إن ما فعله البرهان بمعاونة الحركة الإسلامية من تدمير للسودان ينبغي أن يحمل كل السودانيين العقلاء لمضاعفة الجهد للوقوف ضد هذه الحرب التي أرادها الإسلاميون سريعة لاسترداد مجدهم الزائف.
فالدمار الذي عايشناه في اليومين الماضيين – مضافاً إليه الدمار المادي والبشري لعامين – أكد بلا شك رجاحة حجة الرافضين للحرب، والذين ما تركوا سانحة طوال هذه الفترة إلا واستغلوها في التحذير من عواقب القتال بين الطرفين، وما يجره من مآسٍ إنسانية، وعمرانية. ولكن يبدو أن سلطة البرهان، وحلفائه، والكيزان، التي ظلت تتعنت دون الاستجابة لنداءات محلية واقليمية لإحداث التسوية فهمت الآن جدوى التسوية التفاوضية، وفشل القول بوجود مجد للبندقية.

‫4 تعليقات

  1. خندق جنوب غرب بورتسودان .عشان ما تصحو يوم تلقوا الجنجا في بيوتكم وغالبا البورت قبل الشمالية لخنق الشمالية وغالبا في الصيف والحر لانهم بيتسحملوا والهدف اصلا سكان البورت العزل المساكين وثرواتهم كما فعلوا من قبل بالبقية في المدن السابقة

  2. الأمر العجيب والمستغرب منك يا استاذ صلاح في مقالك هذا انك لم تدين هذا الفعل الإجرامي الذي قام به الدعم الصريع من تدمير لمستودعات البترول وضرب للمطار المدني في بورسودان
    كل ما فعلته هو انك فقط قمت بتوجيه الشتائم واللوم للبرهان والحركه الاسلاميه فهل الحركه الاسلاميه والبرهان هم من قاموا بضرب بورسودان بالمسيرات????
    وهذا ليس مستغربا منك فهذا النهج هو ديدن القحاته والذين يوجهون التهم للجيش ويغضون الطرف عن فظائع وجرائم الجنجويد خوفا وطمعا في دعم الجنجويد المالي وبالطبع دعم دويلة الشر

    1. الشايقي كيمو من اوصلنا الي تلك المرحلة .هل ضرب حوضن الدارفور وضرب اسوق وضرب أحياء لأنهم من الدعم ماذ تفكر لو الدعم قادر يعمل مستحيل من حفر حفرة لاخية وقع فية معليش انت لسة تحمل في روكب الجمل والحمير البشر تغير الناس تغير الدنيا تغير …حتي برهان تغير

    2. الشايقي كيمو،، فعلا انت اسوء من الكيزان،، قبل كم شهر كنت بتايد وتروج لضرب المدنيين في كل انحاء السودان بحجة انهم من حواضن الجنجا،، وايدت ضرب خزان جبل اوليا، وضرب كبري شمبات بحجة انها. تستخدم من قبل الجنجا وقتل الاف المدنيين من جراء تلك الضربات، والاف المنازل وملايين المشردين من ضرب الطيران المصري والاوكراني،، انت نسيت الكلام دا؟؟ والله والله الكوز اسوء من الشيطان بمراحل،، هل تعلم بان ارسطو عندما حدثوه عن الشيطان قال لهم بان صانع الشيطان اسوء من الشيطان نفسه،، وهذا ينطبق عليكم وعلى اللي بالي بالك

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..