أخبار السودان
إصابة العشرات جراء قصف مستودعات الوقود في بورتسودان

أصيب 17 شخصا بينهم 9 حالات بالاختناق جراء استهداف الدعم السريع لمستودعات الوقود بمدينة بورتسودان شرقي السودان خلال اليومين السابقين.
قالت شبكة أطباء السودان، إن القصف الصاروخي عبر المسيرات من قبل الدعم السريع لمستودعات الوقود الاستراتيجية بمدينة بورتسودان تسبب في إصابة 17 شخصا بينها 9 حالات بالاختناق، تم تحويلها إلى مستشفيات مدينة بورتسودان.
وادانت الشبكة استهداف المرافق المدنية والبنية التحتية لمدينة بورتسودان بولاية البحر الأحمر وتهديد حياة أكثر من مليون مدني جراء القصف الصاروخي المسير، واعتبرتها زيادة لرقعة الحرب وتمدد للانتهاكات ضد المدنيين.
وحذرت الشبكة من التبعات الصحية التي ستصيب المواطنين القاطنين بالقرب من مواقع الحرائق المستمرة بالمخزون الاستراتيجي للوقود، كما حذرت المواطنين من استنشاق الأبخرة والغازات الناتجة من الحرائق، ودعت السلطات الصحية لرفع حالة الطوارئ لمستشفيات مدينة بورتسودان.
حين تحترق دارفور.. يصفقون
وحين يقترب الخطر منهم.. يبكون
لسنتين كاملتين، ظل الطيران الحربي التابع للجيش السوداني ينهال على المدنيين في دارفور وكردفان بالبراميل المتفجرة، يقصف الأسواق والمستشفيات، يحرق القرى، ويدمر مصادر الحياة من آبار مياه ومطارات ومرافق حيوية، دون أن تهتز لهم شعرة أو يصدر منهم بيان. بل كانوا يصفقون لتلك الجرائم ويعتبرونها “تفوقاً استراتيجياً” يمنحهم اليد العليا في الحرب، غير عابئين بدماء الأطفال والنساء، ولا بمعاناة آلاف الأسر التي هجّرتها القنابل إلى معسكرات النزوح.
لكن اليوم، وقد امتدت ألسنة النار إلى مناطق سيطرتهم، وبدأت ضربات الطيران المُسيّر – من جهة لم تُعلن – تستهدف مطارات ومخازن وقود في بورتسودان و كسلا ، تبدلت لهجتهم فجأة. خرجوا يستنكرون، ويبكون على “مقدرات الدولة”، ويتباكون على ما وصفوه ب الإرهاب. وكأن ما حدث في نيالا والجنينة وكتم والكومة، لم يكن جزءاً من الدولة، وكأن دماء الأبرياء هناك أقل وزناً من خزان وقود في الشرق!
هذا النفاق الفج لا يمكن فهمه إلا في سياق واحد: أن النظام المتمترس اليوم في بورتسودان، ليس معنيًا بوطن أو شعب، بل فقط بحماية مصالحه وسلطته ومكاسبه. فحين كانت الطائرات تحرق الأطفال في دارفور ، كانت الجريمة بنظرهم إنجازًا عسكريًا. أما حين تقترب النار من منشآتهم، تصبح ذات الأفعال “جرائم حرب” و”استهدافاً ممنهجاً للبنية التحتية”.
ما أشد سخرية هذا المشهد! وما أوضح حجم الزيف والتضليل في خطاب أبواق الإخوانجية الملاعين، الذين لم يعرفوا يومًا مبدأ، ولا تحركوا يومًا إلا وفق بوصلتهم المصلحية الضيقة. هذه الأصوات التي طالما برّرت العنف وسكتت عن المجازر، لا يمكنها اليوم أن تعطي دروساً في الأخلاق أو القانون الدولي، لأنها ببساطة كانت شاهدة على كل الانتهاكات، صامتة حينًا، ومباركة أحيانًا أخرى.
إننا أمام لحظة كاشفة، ليس فقط في ميدان المعركة، بل في ميزان الأخلاق. وقد بات واضحًا أن من تعود على الظلم، يفزعه فقط أن يذوق جزءاً منه. أما شعب السودان ، فقد خبر الحقيقة جيدًا، ويعرف من الذي يحرق البلد، ومن الذي يسعى لتحريره.
مصيبتنا في مثقفين وقياداتها السياسية.. لا يغادرون محطة الكيزان والشيوعييين.. وكل سياسي يريد إقصاء الآخر ليينفرد هو بالساحة.. للأسف الفكرة هي أقصى لتبرز انت