مقالات سياسية

تحالف تأسيس تحالُف إماراتي الصناعة لخدمة أجندتها في السُودان

نضال عبدالوهاب

 

لا أدني شك أن كل الذي ظلّت تفعله الإمارات في السُودان ودعمها للحرب الحالية وإستمرارها في الدعم غير المحدود لمليشيا الدعم السريع بكافة أنواع الأسلحة والعتاد العسكري واللوجيستي والسياسِي من وراء حجاب ، هو ليس إلا لتحقيق أجندتها في السُودان بل و في كُل المنطقة وأجندة من يقف خلفها ويُطلق يدها…

وللأسف يتم إستخدام “مواطنين” و “مواطنات” سُودانيون وسُودانيات في هذا المشرّوع الأماراتي في السُودان ، عسكريون ومدنيون ، كُل المليشيا وآخرين كُثر داخل الجيش نفسه وبعض قيادته وضباطه ، خاصة أن الجيش ظلّ مُرتبط هو الآخر بتنفيّذ تلك الأجندة مُنذ عهد “البشير” والمؤتمر الوطني مروراً بمرحلة الثورة وما قام به لإجهاضها و”عرقلتها” ثم تكسيّرها بكُل سبل المُحاربة مع صنوه وشريكه في ذلك الوقت مليشيا الدعم السريع…

جندت الإمارات لتحقيق أجندتها في السُودان العديدين للأسف ، فأجندتها غير مُرتبطة بالإقتصاد فقط وسرقة الموارد ، ولكنها تتعداها للسيطرة الكاملة علي بلادنا وموقعها خاصة في مياه البحر الأحمر والنيل وكافة الأراضي الخصبة ومصادر الطاقة والثروات ، وكل ذلك وفق إستراتيجيتهم لإيجاد بدائل للنفط في بلادهم المتوقع “نضوبه” وجفاف آباره ، و”هوس” النفوذ الذي يُسيطر علي قيادتهم.

كان من الميسور للإمارات شراء “ذمم” العديدين وتُسكِت الكثير من “الضمائر” وتوجيه أموالها ومزاياها للكثيرين ، فظاهرة تقديم الرشاوي وإغداق الأموال لشراء المواقف أو توجيهها ليست غير مسألة بسيطة لاتحتاج كبير عناء لمن يسهُل عليهم “بيع” أنفسهم في سوق أساسه “العرض” و”الطلب” فشهدنا كيف بدل الكثيرون مواقفهم ، أو كيف إنحني من كُنا نعدهم “قامات سامقة” ووطنيون “أفذاذ” ومُناضلين “ثوريون” ورجال “مبادئ” ، كُل هؤلاء إستطاعت الأمارات للأسف أخذهم في إتجاها وإتجاه أجندتها وبقي قليلون جداً يخدمون ذات أجندتها ولكن بدون مقابل مادي ولكنها “عمي البصيرة” وبعض من “ضيق الأفق” و”الإنخداع” وبعض “المخموميّن” بلا وعيّ منهم تُسيطر عليهم إما مشاعر “الجهوية والإثنية والقبلية” وسد زوايا شوفهم “خطاب الكراهية” وبعض “أحقاد” تُحركهم ، أو قراءة خاطئة لما ظنوه أنهم يتبعون تحالف “ثوري” حقيقي وماهو إلا تحالف أُسس لتقسيّم وسرقة بلادنا عبر بعض الوكلاء والإنتهازيون وخُدام الإمارات وأجندتها….

عندما نشأ تحالف “تأسيس” ، لم يكن سراً في بذور تكوينه أنه يمضي إلي تحقيق أجندة الإمارات وأولها أو أعلاها هو تقسيم البلاد ، والبداية من دارفور ثم تتبعها جبال النوبة فالشرق ، فكان أن تمّ “فرز” عيشة الجنجويد الظاهرين داخل تحالف “تقدم” بما سُمي بعملية “فك الإرتباط” وما بين الذين لم يدعموا علانية مليشيا الدعم السريع ورفضوا كذلك علانيةً تكوين حكومة موازية في مناطق سيطرتها وهي “دارفور” ، وخرجت المليشيا بالفعل من الخرطوم والجزيرة لتحصر تواجدها في دارفور وهي المُستهدفة كانت ولاتزال بالتقسيّم ، ولعلّ أذرع الأمارات داخل الدولة تجعلها تدفع لها ولمن يقف خلفها من قوي الإستكبار بتنفيذ سيناريو فصل دارفور هذا ، والإستمرار في تنفيذ المُخطط وفق ماتم صياغته ورسمه ، ولولا وجود مقاومة ورفض لبعض أبناء دارفور أنفسهم ولعدد من الوطنيين لكان لهذا السيناريو اللحظة وجود تام علي الأرض وتطبيق سياسة الأمر الواقع فيه.

ذهبت أيادي الأمارات داخل تحالف تقدم وبذرت بذور تحالف تأسيس ، وكان لابد من وجود حليف عسكري أو فاعل قوي فيه يُضاف للمليشيا في هذا التحالف ، وكان هذا الفاعل هو الحركة الشعبية شمال والتي تم التنسيق مابين قياداتها والإمارات لتلعب ذات الدور الذي تقوم به المليشيا مقابل الدعم المادي والعسكري للحركة الشعبية ، خاصة أن للحركة بقيادة القائد عبدالعزيز الحلو علاقة إستراتيجية بالحركة الشعبية بقيادة سلفاكير القريبة من الإمارات ولها إرتباطات وتنسيق معها وإتفاقيات مالية وتعاون ومصالح.

وحتي اذا قامت المليشيا بدفع أموال للحركة الشعبية وهي التي تحتاج للمال دون شك لإلتزاماتها مع إنعدام مصادر التمويل اللازم لها لمقابلة إحتياجاتها ، إلا أن الأمارات هي التي توجه تلك الأموال حتي وإن كان عن طريق المليشيا ، والتي ظلت هي من ترعاها وتجعلها وكيل من وكلائها في السودان لسرقة موارده خاصة في معدن “الذهب” عبر شركات تابعة للدعم السريع أو أفراد سُودانيون ورجال اعمال أو حتي شركات أجنبية تتعامل هي معها تصدر الذهب عن طريقها ، كل هذه الأموال تُضخ من الإمارات إذاً لتمويل كافة الأنشطة التي تحقق بها أجندتها في السُودان ولدعم المليشيا أداتها الرئيسية في الحرب الحالية.

دخول الحركة الشعبية شمال لتحالف تأسيس ورُغم المحاولات الكثيرة لتبريره وإيجاد مسوقات سياسِية والكثير من “التنظيّر” والحبر المسكوب لإقناع من رفضوا الخطوة أو إنتقدوها حتي من داخل مربع الرفاق داخل الحركة نفسها أو لدي بعض حلفائها وأصدقائها ، إلا أن الحقيقي هو أن هذه الخطوة تمت بعلم وموافقة قيادة الحركة كنتيجة مُباشرة لإجتماعات وتنسيق مع القائد عبدالعزيز الحلو وبعض الوسطاء وحلقة “ضيقة” جداً هي التي نسقت لذلك من داخل الحركة لتحقيق “مكاسب” تظن قيادة الحركة أنها يمكن لها أن تتحقق بما فيها “فصل” إقليم جبال النوبة في حال تمرير تقرير المصيّر أو إقراره ، مع الإستفادة المالية والعسكرية التي ستتلقاها الحركة الشعبية شمال ، لم يتم قراءة أن دخول الحركة الشعبية شمال في هذا التحالف الخادم منذ بدايته لأجندة الأمارات ليس له أي علاقة لا من قريب أو بعيد بمشرّوع السُودان الجديد الذي ظلت تُناضل من أجله الحركة ، بل هو نسف له من الأساس في تمزيّق السُودان علي أساس عرقي وجهوي ورهن كل ثرواته بدلاً أن تذهب للمُهمشيّن والكادّحين تذهب هدية للإمارات ودول الإستكبار والإستعمار وبعض الفتات للقلة من الأفراد من المُستفيدين والمُيسرين ، فهذه الأمارات ودول الإستعمار لايهمها كادحيّن ومهمشيّن ولا تعبأ لنازحين أو من تمت إبادتهم ولا للتطهير العرقي بحقهم ، ومن أُرتكبت وتُرتكب جرائم الحرب وإنتهاكاتها في حقهم ، وإنما مايهمها هو فقط ثروات بلادنا في كُل أجزائها ومصالحها ومصالح شعوبهم فقط….

خرج تحالف تأسيس وأدوات الأمارات و”الدُمي” داخله ليدافعوا عنها ويرفضون أي مساس بها ، وهذا طبيعي لأن الأمارات هي من تدفع الأموال وتمنح المزايا ، وأنت تقرأ لبعضهم أو تسمع يُخيل لك أن السُودان هو الإمارة “الثامنة” في إتحاد الإمارات العربية المُتحدة؟؟ ، ولكن كُل هذا طبيعي إذ أن تحالف تأسيس ودون أي مواربة هو “صنيعة” أماراتية بإمتياز وموجه لخدمة أجندتها في السُودان.

نختم بالقول أن الحرب الحالية بقدر مافيها من فظائع وجرائم والسوء لبلادنا وشعبنا إلا أنها “غربلت” وكشفت تماماً كُل “الزيف” وبيّنت المُخادعين وتجار السُلطة والإنتهازيين والعاملين لمصالحهم الخاصة في كُل المنظومة العسكرية والأمنية والمدنية والسياسِية….

هذه البلاد حتماً هي ليست للكيزان أو الإسلاميين ، وليست لحزبيين ومنسوبين لقوي سياسِية أو مدنية ، وليست لمليشيات وقتللة ، وليست لحركات وفصائل مُسلحة وليست لجيش أو كتائب تابعة له أو قادة داخله ، وليست لأفراد من أي إتجاه كان ، ولا لقبيلة أو مكون إجتماعي مُحدد ، وإنما هي ملك لجميّع السُودانيون علي كُل تنوعهم وإختلافاتهم ، وتخصهم جميعاً وملك لكل الأجيال فيه الحاضرة والتي لم تولد فيه بعد ، والمحافظة عليها والدفاع عنها واجب كُل الوطنيين والشُرفاء داخلها رجالاً وشباباً ونساء ، ولن تكون طيّعة لاي أجندة خارجية أو مصالح دول أخري دون مصالح السُودان وجميّع الشعب السُوداني داخلها فهي التي تعلُو ولايُعلي عليها….

وستعيش بلادنا حرة وموحدة وستنتصر بإذن الله .

 

[email protected]

‫6 تعليقات

  1. شوعيين اغبياء هم والكيزان جعبتين في سروال واحد أو المثل الصحيح طيزين في سروال واحد لان العرب تقول للجعبة طيز.
    كلامك مافيه ولا ١٪من الصحة

    1. ما في مشكلة .. افرض انو كلام الكاتب صح. بس زول يجاوب، ماذا لو تم الاتفاق على وقف الحرب في أول ثلاث شهور، على سبيل المثال؟!!
      ما كان احتاج أصحاب العصف الذهني للهري دة كلو.

  2. إنت يا نضال ترى بعين واحدة فقط لأنك مجرد جلابي عنصري آخر.

    ألا ترى كيف تدعم قطر وتركيا خط الجماعة المسيلمية المجرمة وتمول تسليح هذه القوات المشلخة ؟

    فعلاً تأسيس موالية للأمارات وعميلة لها بشكل كامل.
    لكن ماذا عن المعسكر الآخر والرافض لإيقاف هذه الحرب ؟
    لماذا لا تكون منصفاً وتتحدث عن جبهة الحرب والبل والجغم والتي تدعمها تركيا وقطر وإيران حتى ؟

    من عرَّض وحدة السودان للخطر وقسم الجنوب من البداية؟

    هل الإمارات العربية هي من أصرت على إقامة نظام إسلامي يحكم الجميع بهذه الشريعة التاريخية ؟

    وأختم بقولك أن هذه الحرب كشفت فعلاً وتماماً أقنعة الزيف والعنصرية التي يتبعها الجلابة من أمثالك.

  3. وفعلا صدق من قال ان اسوء الكيزان هو الشيوعي المتحورالي كوزخاصة في ارزل عمره..

  4. الشيوعي الجذري جاء من رحم الأخوان المسلمين

  5. ما كنا نعتقد ان امثال السيد نضال ينجرون بكل هذه البساطة وراء خطاب بائس ومتردي كهذا وترديد سرديات الاخوان المسيلمين مثل (قوي الإستكبار ، استهداف السودان ، التآمر على موارد البلاد) .
    54 دولة هي مجموع دول افريقيا ..
    لماذا السودان تحديداً ؟
    ما هو الذي يميز السودان عن دونه بربكم حتى تتكالب عليه الدول بهذه الصورة ولماذا بدء هذا التآمر على السودان بعد وصول الكيزان للسلطة ، لماذا لم يكن هذا الاستهداف في السابق ، أم ان الهدف هو محاربة (الشريعة) يا سيد نضال كما يدعي هؤلاء وأين كانت هذه الشريعة بالله عليك ؟؟
    شُفتوا ليكم دولة افريقية الآن حاصل فيها ما يحصل في السودان ؟؟
    على الاقل انظروا لدول جوارنا وما تمشوا بعيد .. انظروا الى اين وصلت كينيا واثيبويا وتنزانيا ورواندا والقائمة تطول ..
    الحروب توقفت في افريقا الفقيرة البائسة منذ عشرات السنوات بعد كبح جماح العسكر والانقلابات والتخلص من الايدلوجيا والافكار البالية وتحولت هذه الدول لدول مزدهرة ، الكترونية رقمية منتجة .
    ان لم نتحرر من هذه الأوهام والخزعبلات ، فتأكدوا اننا سائرون على ذات الطريق ، واننا ندعم النظام البائد وتنظيماته الاررهابيه ودواعشه ونساعد على عودتهم ، والمحافظة على حروبهم ضد طواحين الهواء و أعداءهم الوهميين والمتخّيلين في عقليتهم المنحرفه.
    ونظن ان سيد نضال الذي يعيش في الغرب ، يعرف جيداً كيف يفكر هؤلاء والى اين صارت الامبريالية و صورة دول الاستكبار الآن .
    هذا خطاب بائس ، تجاوزه العالم بزوال الحرب الباردة وسقوط الاتحاد السوفيتي وللمفارقة (ذات السنة التي وصل اليها الكيزان للسلطة) . العالم تغيير و تبدّلت الافكار ولازال اليسار السوداني المتكلس و الاخوان والدواعش يقفون في ذات المحطة منذ 50 عاماً !!!!!

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..