مقالات وآراء

(وطنية) من (لا وطن لهم)..!!

د. محمد عطا مدنى

 

وأنا أعبث بذاكرة حاسوبى، استوقفنى فجأة مقال كتبته منذ سنوات طويلة، ونُشر فى أحد صحفنا الأليكترونية، لا أذكر أين بالضبط ، وكان بعنوان (الانتماء قسرا..!)، وسبب إعادة نشره وتغيير عنوانه، أننى وجدته مقالا (استباقيا عجيبا)، يتنبأ (بالأحداث) و(الأفكار) قبل وقوعها. وسيعجب القارىء العزيزمن هذه (الحالة) التى تأتى بالصدفة، حيث يمكنك أن تتنبأ بشىء (غير معلوم) فى وقت سابق لمعرفة الحقيقة بسنوات..!

 

فقد وقع فى يدى محضر الاجتماع الأخير ) للحركة (عام 2018م قبل (السقوط) بعام، وهو بعض ما(طفح) به الإنترنت بعد اقتحام (المقرات) وإحراقها من قبل الثوار، والتى كان يدور فيها (العبث) بمستقبل أمة وشعب. وقد جاء فى مقدمة ذلك الاجتماع (عبارة خطيرة) ذكرها (المخلوع) وهو يرحب بأعضاء الحركة يقول نصها (مرسل صورتها فى نهاية المقال) : (إن انتمائنا للتنظيم الدولى للإخوان المسلمين، أقوى وأعمق من انتمائنا للوطن..!)، وهذه العبارة جاءت بعد نشر المقال بأربع سنوات..!

 

وقد عجبت لأن تلك العبارة التى ذُكرت فى هذا الاجتماع تشرح للشعب السودانى، وبالذات للجزء (المغيب) من شعبنا، أسباب (الفرحة الغامرة) التى تعتمل بين جوانح (الجماعة) نتيجة حرق وتدمير الوطن، وتكرارهم لعبارة (أنهم مستعدون لاستمرار الحرب لمائة سنة..!)

 

وهذا نص المقال وعنوانه الذى نشر به وقتها (الانتماء قسرا)..!

 

استفزنى مقالا نُشر بجريدة الأهرام الغراء بتاريخ 24 ديسمبر 2014م فى باب رد فعل للأخ الأستاذ الصحفى عماد أبوشامة بعنوان: (رسالة شكر وهدية لوالى الخرطوم من الرضى) تعقيبا على قرار السيد والى الخرطوم والذى بموجبه تم ترديد النشيد الوطنى فى منتصف ليلة رأس السنة، وأيضا بمناسبة نشر مقال للأستاذ (صلاح الرضى) والذى وُصف بأنه رئيس (اتحاد المخترعين السودانيين)، وبأنه (رجل وطنى وقومى من الطراز الأول)..! وله اسهامات كبيرة فى مجال الإختراعات، وذكر المقال بأن (الأستاذ الرضى) قد نادى بإعادة (انتاج الوطنية..!) وذلك عن طريق (الترديد المستمر) للنشيد الوطنى فى كافة (المناسبات) و(المؤسسات) أى والله (المؤسسات !!) كل يوم، وبأنه أرسل رسالة شكر للصحيفة وللسيد والى الخرطوم يشكره فيها على تبنى (فكرته ودعمها)، وبأنه يتبرع لكل مدرسة بولاية الخرطوم (وسيعمم لكافة الولايات)، بمسجل وميكروفون هدية منه (لتفعيل الفكرة) والتى يقدمها لمعالجة مرض (انعدام الوطنية الذى أصاب الشعب السودانى) وتتلخص الفكرة أو(العلاج الفعال) لانعدام الوطنية، من خلال خطوات معينة حددها (المخترع الوطنى) فى الخطوات التالية:

1/ عزف السلام الجمهورى صباح كل يوم فى كل مدارس السودان.

2/ رفع علم السودان وتحية الوطن فى طابور الصباح فى عموم المؤسسات التعليمية.(!!!)

3/ رفع علم السودان على كل المؤسسات والسفارات والجامعات.(!!!)

4/ عمل مسابقات لإنتاج أغان وطنية للشباب.

5/ تقديم (حافزمادى) للفنانين والفنانات فى حفلات الأفراح والمناسبات لمن (يتغنى أو تتغنى) بأغان وطنية، على أن (يُسمح) باستمرار العرس أو المناسبة بعد الساعة 11م ساعة كاملة (بلا مقابل) لتقديم (الأغانى الوطنية) لتحريك (الوجدان) و(زرع) الروح الوطنية التى (انعدمت تماما)..!!

 

*توضيح مهم للجيل الجديد : كان المواطن إذا أراد أن تستمر مناسبته بعد الوقت المسموح به وهو 11مساءا، أن يشترى ساعة أو ساعتين من (كفيله) جهاز الشرطة فى الحى بمقابل مادى..!

6/ دخول الفرق الوطنية للملاعب حاملة أعلام السودان (مع عزف السلام الجمهورى) ..!!

7/ أن تبدأ الفضائيات صباحا بالسلام الجمهورى و(العلم يرفرف) (!!!)

8/ اصدار (قرار) من سعادتكم (أى من الوالى) بأن يكون العام الحالى 2014م (هو عام الوطنية والهوية السودانية) ..!

9/ تحديد موعد للإلتقاء بكم (أى بالوالى) لتهنئته على إنجازاته) فى هذا (العمل الوطنى الهام)..!

 

وختم السيد صلاح الرضى خطابه بالجملة المهمة التالية:

(سيدى الوالى : نحن جميعا إذا لم نقدم شيئا للسودان، فنحن خصما عليه)..!

أى والله .. هذا ما جاء فى باب (رد فعل ) الذى نشر الرسالة المهمة والخطيرة للسيد المخترع الكبير و(الوطنى من الطراز الأول) والذى قدم برنامجا استراتيجيا (مهما وخطيرا) لمعالجة حالة (انعدام الوطنية) عند الشعب السودانى..!

 

ولكنه نسى علاجا (مهما) كان يجب أن يضمه إلى إختراعاته الخطيرة والعبقرية، (وهو من ابتكاراتى إضافة إلى هذه الأفكار الخطيرة والمهمة) :

1/ انتاج (كبسولات) لعلاج (انعدام الوطنية) عند الشعب السودانى، يتناولها المواطن كل 6 ساعات لمدة العام الذى حدده 2014م (وهو عام الوطنية) حتى يتحول الشعب السودانى من شعب سيىء (عديم الوطنية) إلى شعب (يموت فى وطنه حبا وعشقا)، ويتحول إلى شعب وطنى (من الطراز الأول) مثل (المخترع من الطراز الأول)..!

2/ أن تجرى عمليات جراحية (عاجلة) لمن فشلت الكبسولات فى علاجه،(لإستئصال غدد عدم الوطنية) من كل فرد لم يستجب للعلاجات السابقة..!

3/ أن ينفى إلى خارج الوطن (للصالح العام) كل من لم يستجب للعلاج..!

 

تخيلوا أن هذا مثالا لبعض ما كان ينشر فى صحف العهد البائد، وهو نهج لا يمكن أن يقدم إلى تلاميذ الروضة، دعكم عن شعب بحجم الشعب السودانى بتاريخه وثقافته وتراثه، وكأن (المخترع الكبير) و(كاتب المقال) يعيشان خارج إطار هذا الوطن المنكوب..!

 

لقد تناسى المخترع الكبير، والوطنى من الطراز الأول، أن أهم علاج كان يجب أن يتناوله (هو وبقية جماعته) هو(unti-cozincin) ويؤخذ 10 مرات يوميا مدى الحياة، حتى يتم شفائهم من (مرضهم العضال)، ويحلوا عن راس الشعب، ليعود المجتمع السودانى لحالته الطبيعية الطيبة و(المتدينة حقا) (وليس شعارا).. والتى نشأ عليها منذ آلاف السنين..!

 

ساخر سبيل (رحمه الله) ذكر فى مقال من مقالاته: حببنى التلفزيون السودانى فى الثقافة، فكلما فتح إبنى (قناة سودانية (تناولت كتابا وذهبت به إلى غرفتى)..!!

وأنا أضيف لعبارته: وكلما اطلعت على (صحف) تستهين بعقول قرائها..!

…………………….

آخر الكلام:

الحب حالة..

الحب مش شعر وقواله..

الحب حاجة متتوجدش وسط ناس..

بتجيب غداها من صناديق الزبالة..

الحب (جواكم) استحالة..!

(الشاعر النوبى هشام الجخ)

 

[email protected]

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..