مقالات سياسية

زيارة ترامب وضرورة الحل الداخلي

تاج السر عثمان بابو

١

أوضحنا سابقا أن الحرب دخلت عامها الثالث، وهي تحمل المزيد من الخراب والدمار وجرائم الحرب، بعد تصاعد استخدام المسيرات التي دمرت المطارات ومستودعات الوقود والميناء كما حدث في بورتسودان ونيالا وعطبرة وكوستي وبقية المناطق، مما زاد الناس رهقا على رهق، ويبقى الامل في قيام اوسع جبهة جماهيرية لوقف الحرب واستعادة مسار الثورة، باعتبار ذلك هو العامل الحاسم، أما العامل الخارجي فهو مساعد (فما حك ظهرك مثل ظفرك)، ولشعب السودان تجربة كبيرة في التوحد للتغيير، كما حدث في استقلال السودان عام ١٩٥٦، ثورة اكتوبر 1964م، انتفاضة مارس – أبريل 1985، وثورة ديسمبر 2018م، مع الاستفادة من دروس التجربة السابقة في ترسيخ الديمقراطية والحكم المدني الديمقراطي، والخروج من الحلقة الجهنمية للانقلابات العسكرية.

٢

كما أشرنا الي أن الحل الخارجي مساعد، وليس الحاسم، بالتالي لانعول كثيرا على زيارة ترامب الاثنين القادم، وهو الذي أعلن سياسات اقتصادية هزت مضاجع الدول الغربية، علما بأن الزيارة تأتي في ظل إحتدام التوتر في منطقة البحر الأحمر والقرن الأفريقي  والشرق الأوسط، واسيا، كما هو جارى الان في حرب السودان وغزة والحرب الروسية الاوكرانية التي هدفها السباق علي نهب الموارد من المحاور الاقليمية والدولية. مع خطورة ان يكون السودان في مرمى الصراع الدولي علي الموارد، كما في المحاور التي تسلح طرفي الحرب. وخاصة ان حرب السودان بعد دخول المسيرات بورتسودان سوف تشعل الوضع في منطقة البحر الأحمر وتعيق الملاحة فيه. فضلا عن تأثيرها  على مستقبل استقرار الإقليم بأسره، خاصة البحر الأحمر والقرن الإفريقي ومنطقة الساحل والصحراء وحوض النيل. فحرب السودان باتت تهدد بتقسيمه، وتهدد أمن المنطقة باسرها، مما يتطلب وقف الحرب، وتوصيل المساعدات الإنسانية للمتضررين وفتح المسارات الآمنة.

٣

لكن كما أشرنا لا نرمي كل البيض في سلة العامل الخارجي وزيارة ترامب، ويبقى تصعيد العمل الجماهيري باعتباره الحاسم في وقف الحرب واسترداد الثورة، وترسيخ الحكم المدني الديمقراطي، ووقف إطلاق النار، حتى قيام المؤتمر الدستوري في نهاية الفترة الانتقالية للتوافق على شكل الحكم ودستور ديمقراطي وقانون انتخابات يفضي لانتخابات حرة نزيهة في نهاية الفترة الانتقالية.

تعليق واحد

  1. الكلام الجميل لا يسدد الديون (مثل فرنسي).
    الوعي يتشكل عبر النشاط المادي .. فريدرك إنجلز
    الفلسفة تعمل على تفسير العالم والمهم تغييره .. كارل ماركس
    نقرأ كل يوم عدد مهول من المقالات المرتبة ونسمع تسجيلات صوتية وفيديوهات (برضو) كلام جميل لكن الحرب مستمرة والإنتهاكات مستمرة وتأخذ أشكال أكثر فظاعة والمعاناة تتضاعف وتتمدد إلي خدمات كانت متوفرة وتلحق مناطق كانت معافاة نسبياً إلي نادي العذاب الوطني .. تعلمنا منذ نعومة معاشرتنا الفكر الثوري “أن النظرية والممارسة متكاملتان؛ فبدون ممارسة، تصبح النظرية عقيمة، وبدون نظرية، تصبح الممارسة عمياء”
    وتعلمنا ان العمل الثوري في جوهري عمل أخلاقي ينحاز إلي الأنسان وما يتعلق بصون كرامته وتعزيز حريته وسلامة روحه وممتلكاته وحمايته من العوز والشقاء. المقالات الجميلة والطروحات السياسية المكثفة (مجرد كلام) في غياب عمل يومي على الأرض يترجم البيان السياسي على واقع معاش. لن يشترى أحداً الكلام الجميل وهو يعاني ولن يتعايش مع ذلك التفسير، نريد التغيير . وما يغير الحزب ما بقوم حتى يغيروا ما بإنفسهم وينخرطون في العمل الجماهيري التعبوئ الجماعي لهزيمة مشروع تقسيم الشعب والوطن. ولكن كيف؟ قانون نيوتن للحركة (سيظل الجسم في حالته من حيث الحركة أو السكون ما لم تؤثر عليه قوة خارجية).. الحقيقة لن تقف الحرب ما ظلت قوانا السياسية تكتفي بالبيانات والمقالات المكثفة وكلمات الصحف. المطلوب من القوة المنظمة (الأحزاب السياسية والنقابية والمثقفين) التواصل مع الأمم المتحدة والإتحاد الأوروبي والإتحاد الأفريقي والأمارات ومصر وتشاد وكينيا وكل الدول التي لها تأثير وتأثر بالحرب السودانية ونقول نحن القوة المنظمة التي تحمل برامج تخاطب قضايا شعبنا ولا نمثلهم إلا عبر تصوراتن للحل ولكننا نتحمل المسؤولية ونقدم التضحيات دون غيرنا للدفاع عن وحدة تراب الوطن والشعب لتحقيق الأهداف الوطنية الكبيرة وهي : السودان وطن واحد ، وشعب متعدد الثقافات لكننا شعب واحد ومصيرنا واحد وتاريخنا المشترك يعزز هذه الحقيقة ولن نسمح بإختطاف الدولة لصالح أي دولة تحرم شعبنا إمتيازات التمتع بخيارات بلاده ونراعي مصالح الجميع في كل ما يتعلق بمراعاة مصالح شعبنا .. أن قيادات الحرب الحالية يعملون على تحقيق مصالح محاور ودول وتجقيق طموحاتهم الذاتية وما يضمن مصالح الجميع هو الشعب السوداني عبر تأسيسي دولة المواطنة والحرية والديمقراطية. الحقيقة نحن لا نعمل بالصورة التي تحقق حلماً وتحول النظرية إلي فعل سياسي يحقق نتائج ملموسة في الواقع المعاش في بلدي .. وذلك عار المثقف الذي يعتقد بعزوفه عن مصادمة هذا الوعي وإكتفاءه بالكتابات المفخمة يمنحه جسراً للوصول إلي وجدان الشعب وأحلامه. أين السودانيون الذين تظاهروا ضد القمع في كل العواصم الغربية التي تسمح بالتظاهرات؟ أين شعوب العالم التي تستجيب دوماً للتضامن مع قضايا شعبنا في كل المرات التي يتعرض إلي الظلم والإنتهاكات؟ .. موجودين بالطبع ولكن غاب الموقف لأن نجم المثقف السوداني أفل وأنقسمت القوي المستنيره لصالح القبيلة والجهة وغيبت العقل. وإذا غاب العقل مات الضمير المرشد إلي الخير ، والضمير الذي يحشد فينا الشجاعة والمروءة والجسارة والإباء ..
    لا للحرب .. نعمل للسلام كلام جميل لكنه لا يكفي ( النظرية يجب أن تخدم التطبيق الثوري وليس فقط التفسير المجرد والشعارات )

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..