دعت منظمة مشاد إلى تحرك دولي عاجل ومنسق، يهدف إلى إجلاء اللاجئين السودانيين من مناطق الخطر في ليبيا إلى أماكن أكثر أمانًا، مشددةً على توفير الحد الأدنى من الحماية الإنسانية والقانونية، ومراعاة حقوق اللاجئين الأساسية، لا سيما الفئات الأشد هشاشة، كالنساء والأطفال وضحايا الانتهاكات.
وتشهد العاصمة الليبية طرابلس منذ مساء أمس حالة من التوتر الأمني المتصاعد، حيث اندلعت اشتباكات عنيفة بين مجموعات مسلحة، مما أدى إلى حالة من الذعر بين السكان، وتشير التحركات العسكرية المكثفة في المدينة إلى تصاعد الأوضاع، الأمر الذي يثير القلق حول سلامة المدنيين والممتلكات.
ويُقدّر عدد اللاجئين السودانيين، في ليبيا بحوالي 210 آلاف شخص، وفقًا لتقديرات المفوضية السامية للاجئين الصادرة في يناير 2025، و فر 200 ألف سوداني إلى ليبيا عقب اندلاع الحرب بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع في أبريل 2023.
وطالبت المنظمة في بيان صدر اليوم الثلاثاء، (اطلعت عليه الغد السوداني) السلطات الليبية إلى اتخاذ خطوات جادة لضمان سلامة اللاجئين على أراضيها، وضمان وصول المنظمات الإنسانية إلى مراكز الاحتجاز ومناطق تجمع اللاجئين دون عوائق، وفقًا لما تقتضيه الالتزامات القانونية والأخلاقية للدولة.
و أوضحت مشاد أن التقارير الميدانية تشير إلى تفشي أنماط متعددة من الانتهاكات، من بينها الاحتجاز التعسفي، وسوء المعاملة، والاستغلال، إضافة إلى ما يرد من شهادات حول حالات اختفاء قسري ومعاناة شديدة في مراكز الاحتجاز، مما يشكل انتهاكًا واضحًا لأحكام القانون الدولي الإنساني، وللصكوك الدولية المعنية بحماية اللاجئين، وعلى رأسها اتفاقية عام 1951 الخاصة بوضع اللاجئين.
وفي السياق ناشدت المنظمة المجتمع الدولي، و الأمم المتحدة، ومفوضية شؤون اللاجئين، والاتحاد الإفريقي، والمنظمات الإنسانية والحقوقية، إلى توسيع نطاق الاستجابة الإنسانية، وتفعيل الآليات الدولية لحماية اللاجئين، والعمل على إنهاء معاناة من تقطعت بهم السبل في ظروف لا إنسانية، تهدد حياتهم وكرامتهم يوميًا.
الغد السوداني
