ضياء الدين بلال … من مديح القتلة إلى التذاكي السياسي الرخيص

حسن عبد الرضي الشيخ
بلا مؤاخذة، لا يمكن المرور على ما خطّه الصحفي الكوز ضياء الدين بلال دون التوقف عنده بقلم النقد الجريء، والضمير الوطني الحي. الرجل الذي قضى سنوات ينفخ في أتون الطغيان، ويمجّد القتلة، ويصفّق للخراب تحت راية “الوطنية” المزوّرة، يعود اليوم متذاكيًا ليتصدر المشهد محاضرًا في “الوطنية” و”الحوار” و”التسامح”، كأن الذاكرة الجمعية للشعب السوداني قد مُسحت، وكأن دماء الأبرياء قد جفّت واندثرت.
ضياء الدين، الذي رأى في ميليشيا الدعم السريع “قوة وطنية”، لم يطرف له جفن وهو يشاهد أهل دارفور يُبادون، وأحياء الخرطوم تُسحق، ونساء يُغتصبن. بل كان أحد أعضاء جوقة التهليل والتطبيل، عندما كانت الميليشيا ترتكب الفظائع من أجل عيون المخلوع البشير، زعيم عصابة الإنقاذ. آنذاك، كان ضياء “الطين” يجمّل القتل بشعارات خاوية عن “الكرامة” و”السيادة”. وعندما تمرّد الابن على الرحم الذي أنجبه، لم يوجّه ضياء الطين نقده إلى الدعم السريع الذي واجه عبثية الكيزان، بل صبّ جام سخطه على القوى المدنية التي أسهمت مع الشباب الباسل في اقتلاع نظام البشير. لم يسأل نفسه حينها: كرامة من؟ وسيادة من؟
واليوم، وقد بدأت رياح الحرب تكشف زيف الانتصارات، وبعد أن خاب أمل ضياء وجماعته في تحقيق نصر كانوا يتوهمونه، خرج إلينا متخففًا من عنجهيته السابقة، متقمصًا دور “الحكيم”، وراح ينادي بـ”الحوار السوداني–السوداني”.
من السخرية أن يتحدث ضياء الدين عن “التصوّرات النمطية المتبادلة”، وهو الذي لم يتوقف لحظة عن شيطنة قوى الثورة، ووصمها بـ”قحط” — التسمية التي استخدمها باحتقار فجّ. وكأنه لا يدري، أو يتجاهل، أن هؤلاء الذين يقفون اليوم في مقدمة صفوف المقاومة المدنية، هم أنفسهم من خرجوا في ديسمبر يطالبون بالحرية والسلام والعدالة، فواجهوا القمع والمطاردة وسُحقت أحلامهم على يد الأجهزة التي كان ضياء أحد أبواقها غير المعلنة.
ضياء الدين وأمثاله من سدنة النظام البائد، لا يخشون على الوطن قدر خشيتهم على امتيازاتهم المتهاوية، وصكوك الغفران التي وزعتها عليهم “الجزيرة مباشر”، حين فتحت لهم، هو زميليه مزمل ابو القاسم وأسامة عيدروس وغيرهم، المنابر لتلميع مشروع سياسي وأخلاقي مات وشبع موتًا: جماعة الإخوان المسلمين. فبات ضياء يتنقل بين أدوار الترويج لبقايا الإسلامويين، ومحاولة إقناع الداخل والخارج بأن لا بديل عنهم سوى الفوضى، متناسياً أن الفوضى ذاتها كانت حصاد سنوات حكمهم الكارثي.
ما كتبه المهندس خالد عمر يوسف ليس فتحًا جديدًا، بل صوت عقل وسط ضجيج الجنون، ويُستحق الاحترام كموقف مسؤول. أما محاولة ضياء الدين للقفز إلى الأمام، وتقديم نفسه كـ”عاقل وطني”، فهي محاولة مثيرة للشفقة. الرجل يعلم أنه لا مكان له ولأمثاله في مستقبل السودان، وأن مزبلة التاريخ السياسي في انتظاره، فآثر أن يسبق نهايته بمسرحية عنوانها “الانفتاح والتعقل”.
لكن الشعب السوداني، وقد شبّ عن الطوق، لا يُخدع بهذه البهلوانيات المتأخرة. فلا مكان في سودان ما بعد الدم والدمار لمن زيّن القتل، وبارك الاستبداد، وتقلب على كل الموائد. من هتفوا للبندقية بالأمس، لا يحق لهم اليوم أن يحدثونا عن الحوار. فالهزيمة لا تُقنَّع بالحكمة.
ويبقى السؤال الأهم : متى يُحاسب ضياء الدين بلال وأمثاله على ما اقترفته أقلامهم من جرائم في حق الوطن؟ .
احييك استاذ حسن.
ما يحير الجن الاحمر هذا القدر العجيب من الوقاحة والكذب وعدم الاستحاء والخجل وموت الضمير الإنساني وسوء الاخلاق.
هذا الكوز الدجال الاعور هل يعتقد اننا بهائم بلا عقول ليعتقد انه يستطيع ان يتذاكي علينا بهذا الهراء الذي يقوله. سبحان الله الدجال الاعور يذرفع الدموع من ضحايا مجزرة فض اعتصام القيادة. يقول ان تبادل الضحكات بين قوي الحرية والتغيير والقتلة وهم في نظره الناقص الجنجويد فقط يقول انه مشهد صادم تسبب في جرح عميق لمشاعره المرهفة. بالله عليكم هل يمكن لاي أحد من البشر ان يكون بهذا القدر من السفالة والوضاعة والكذب ومحاولة التضليل. هل يوجد أحد اخر مثل هذا الاعور الدجال في سوء الاخلاق وموت الضمير
لم يكن مالك الملك علام الغيوب في عليائه غافل ابدا عما فعل ويفعل ضياء الطين بلال ومن هم علي شاكلته من مخازي
فلننتظر ونري عجبا قريبا يحدث لهم وهذه المره رجزا وحاصبا من السماء بما كانوا يظلمون يتعبهم ويعذبهم ولا يبيدهم فيتمنون
الموت ولا يرونه وهذا هو مكر الله بمن كانوا يمكرون .!!!!!