مقالات وآراء

أبو المعتصم .. و”تكسيرة التلج” التي فضحت المستور

حسن عبد الرضي الشيخ

 

ما كتبه المدعو “أبو المعتصم” — الحسين أحمد عثمان — ليس مقالاً بقدر ما هو وصمة جديدة تُضاف إلى ملف النفاق السياسي، ومحاولة بائسة لتبييض وجه نظام الكيزان المتعفّن، لم تترك للمعلمين من كرامة، ولا للوظيفة من هيبة. فكيف لمعلّمين يعرفون قدر أنفسهم، ويحملون عبء الأجيال، أن يصدّقوا مهرجاً سياسياً لا يكتب إلا بلغة “الشحدة” المبطّنة بالتملّق؟ كيف لهم أن يقبلوا أن يتحدّث باسمهم شخص يحاول تمرير أجندات الكيزان بلسان دارجيّ يدّعي البساطة، وهو محشوّ بالسمّ الزعاف؟

 

١. النفاق السياسي المفضوح

إن دفاع أبو المعتصم عن الكيزان، وتغنّيه الدائم الخبيث بنقابتهم الفاسدة، يُظهر بجلاء من يخدم هذا الشخص، ومن أي “قدر وسخ” يأكل. تلك النقابة التي نهشت أجساد المعلّمين لسنوات طويلة، واستمرأت أكل حقوقهم، هي نفسها التي يرغب في إنعاشها من رماد الفساد. لكنها لن تقوم، ولو غسلناها بسبع غسلات إحداهن بالتراب، فقد شربت من إنائها كلابٌ مسعورة لا ترضع إلا من أثداء الظلم.

 

٢. الاستعداء العنصري ضد جبريل إبراهيم

ما لا يمكن السكوت عنه، هو المحاولة الوقحة للزجّ بالدكتور جبريل إبراهيم وحده في زاوية المسؤولية، متجاهلاً البرهان وعصابته الكيزانية الذين يمسكون فعلياً بكل مفاصل الدولة، ويحرّكونها وفق مصالحهم العنصرية الضيّقة. أبو المعتصم لا ينتقد سياسات، بل يستهدف الرجل لأنه من دارفور، محاولاً تمرير خطاب كيزاني قديم قائم على شقّ الوطن بين “شمال عربي” مزعوم و”غرب أفريقي” مُستهدف.

 

لقد فشلتم في فصل دارفور كما فصلتم الجنوب، وهيهات أن يتحقّق حلمكم المريض. السودان لن يُحكم مرة أخرى بوصاية كيزانية عنصرية، مهما نافق المنافقون.

 

٣. المقال الركيك .. شفقة أم شتيمة؟

ماذا بقي من كرامة المعلّم حين يكتب باسمه من يصف احتياجاته وكأنه يستجدي صدقات المنظمات؟ ماذا يعني أن تطالب بحقوقك بأسلوب يشبه “كسيرة التلج” التي كتبها أبو المعتصم؟ أين العزّة؟ أين كبرياء المهنة؟ وهل نطالب بكرامتنا عبر سرد أواني المطبخ المنهوبة و”الحلل والصواني” كأننا في شكاوى برنامج اجتماعي لا مقالٍ حقوقي؟

 

الأستاذ أسامة أحمد أبو كساوي ردّ على ذلك بسخرية لاذعة:

“يدفع لينا بس عشان نرجع. خلاف كدا إلا نرجع بالقالو حمد”

 

والأستاذة علوية محمد صالح علّقت بحكمة تليق بمعلّمٍ حقيقي:

“لا حول ولا قوة إلا بالله.. مطالبة لا تليق بنا كمعلّمين ولا تشبهنا، ولها ما وراءها. الحقوق تُنتزع ولا تُستجدى.”

 

٤. يا أبو المعتصم .. كفاك تلجاً!

تغليف الرسالة الحقوقية بمدحٍ رخيص و”تمسيح جوخ” مفضوح، لا يخدم المعلّمين، بل يُهينهم. الأستاذة مناهل عبدالوهاب قالتها بوضوح:

“كسير تلج شديد. كيزان، الله لا جاب عقابكم.”

 

أما أحد الزملاء، فقد لخّص المسألة بدقة:

“أسلوب ركيك، أقرب للشحدة منها للمطالبة بالحقوق. دع المعلمين وشأنهم فإنهم أقدر على انتزاع حقوقهم.”

 

٥. الختام: رسالة للمعلّمين الشرفاء

أيها الزملاء، لا تسمحوا للحسين أحمد عثمان أو غيره من أبواق الكيزان أن يتحدّث باسمكم. لا تعطوا من تلوّثت ضمائرهم بمال النقابات فرصة أخرى لتدنيس قضيتكم. الحقوق تُنتزع لا تُستعطف. والفساد لا يُبرّأ بتحميله على فرد واحد، بل يُجتثّ من جذوره، من البرهان إلى آخر كوز.

 

قالت الأستاذة آمنة علي جبر الله حامد في حكمة بالغة:

“لكل مقام مقال، يمكن الناس المخاطبهم يحبو الزي دا.”

لكننا نؤكد أن مقام المعلمين ليس هذا، وكرامتهم لا تُشترى بـ”صحن فول وجلابية”.

 

نطالب بحقوقنا كما ينبغي:

بعزّة، لا بذلّة.

بصوت المعلم، لا بلغة الشحّاد.

وبحق الوطن، لا بخدمة الكيزان.

 

[email protected]

‫2 تعليقات

  1. دولة دارفور ح تنفصل وقريبا جدا ولو كره جميع الدارفوريين

    انحنا ماشين نرجع دولتنا المستقلة مرة اخري دولة وادى النيل او مايعرف كوش وما ادراك ما كوش دولة وحضارة عمرها اكثر من سبعة آلاف سنة وهى الرافعة الحضارية التى يفتقدها ابناء الهامش العنصري البغيض ناس دارفور وجبال النوبة.

    والبقول غير كدا اهو دااااك الميدان والنار تورى وشها.

  2. السودان لن يُحكم مرة أخرى بوصاية كيزانية عنصرية، مهما نافق المنافقون.! نقطة سطر جديد
    **************************************************************************************************
    لقد لخصت كل شئ في هذه الجملة استاذنا الجليل حسن عبدالرضي جالد الكيزان وكانس الاوساخ

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..