دمشق سلمت أرشيف إيلي كوهين إلى إسرائيل.. خطوة لإظهار “حسن النية”؟

بعد أن أعلنت إسرائيل يوم الأحد 18 مايو/أيار عن استعادة مجموعة من الوثائق والصور والمتعلقات الشخصية المرتبطة بالعميل الإسرائيلي إيلي كوهين، كشفت مصادر لوكالة “رويترز” يوم الأربعاء 21 مايو/أيار أن السلطات السورية هي التي وافقت على إعادة الأرشيف، في إطار مسعى لتحسين العلاقات مع تل أبيب.
وفي حديثهم لوكالة “رويترز”، أشار مصدر أمني سوري ومستشار للرئيس السوري أحمد الشرع (أبو محمد الجولاني سابقا)، بالإضافة إلى شخص مطلع على المحادثات السرية بين البلدين، إلى سوريا هي التي عرضت المواد الأرشيفية لكوهين كجزء من مسعى غير مباشر لتهدئة التوترات مع الإسرائيليين وبناء الثقة مع الرئيس الأمريكي ترامب.
وأضاف أحد المصادر أن دمشق وافقت أيضًا على إعادة رفات كوهين، بالإضافة إلى رفات ثلاثة جنود إسرائيليين قتلوا على يد القوات السورية خلال الاجتياح الإسرائيلي للبنان عام 1982. وحتى الآن، استعادت دمشق رفات أحدهم، وهو تسفي فيلدمان.
وكانت سوريا قد احتفظت بالأرشيف الشخصي لإيلي كوهين، الذي أعدم في دمشق عام 1965 بعد أن نجح في التسلل إلى أعلى دوائر السلطة السورية. وتم العثور على هذا الأرشيف من قبل مجموعة من السوريين في إحدى المباني التابعة لجهاز الأمن السوري بعد سقوط نظام بشار الأسد في ديسمبر/كانون الأول الماضي.
رسميا، لم ترد أي جهة على استفسارات وكالة “رويترز” بشأن دور سوريا في حصول إسرائيل على متعلقات إيلي كوهين، سواء من مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، أو المسؤولين السوريين، أو البيت الأبيض.
كما لم توضح إسرائيل كيفية حصولها على الوثائق والمقتنيات، واكتفت بالقول إن ذلك كان نتيجة لعملية سرية ومعقدة نفذها جهاز الموساد بالتعاون مع جهاز مخابرات أجنبي حليف.
وفي هذا السياق، أشاد الموساد باستلام متعلقات كوهين التي احتفظت بها المخابرات السورية لمدة 60 عاما، واصفا ذلك بأنه إنجاز أخلاقي رفيع. بينما تسعى إسرائيل منذ فترة طويلة لاستعادة رفاته ودفنه في إسرائيل.