مقالات وآراء

لن تنجوا .. ولن تُنسى جرائمكم .. فانتظروا القصاص

نبيل منصور

 

في زوايا هذا الوطن الجريح، تختبئ آلاف القصص التي تفيض بالألم والدموع. حربكم، تلك التي أشعلتموها أنتم في الحركة الإسلامية، لم تترك بيتًا إلا ودخلته كالسوس، تنهش الأرواح والأجساد والأحلام.

 

انظروا حولكم:

ذاك الأب الذي دفن أبناءه بيديه، وتلك الأم التي حملت جثة طفلها في حضنها وهي تهرب من الموت.

 

ذاك الشاب الذي خسر تجارته التي بناها بعرق سنين، وتلك العائلة التي لم يبقَ لها من بيتها سوى الرماد.

 

وذاك الجريح الذي يئن في صمت بلا دواء، والمغتصبة التي كسرت الحرب روحها وسرقت منها ما لا يعوّض.

 

وأولئك الموظفون الذين أصبحوا في العراء بعد أن دمرتم مؤسسات الدولة ومصادر الرزق.

 

والملايين الذين تشردوا ونزحوا داخل الوطن وخارجه، يقتاتون الذل وينامون على حلم العودة الذي لا يأتي.

 

هل تظنون أن الناس نسوا؟

كلا. الناس لم تنسَ، بل انكشفت أعينهم على حقيقتكم. حقيقتكم المجردة، سقط قناع الدين، وسقطت معه كل دعاواكم الكاذبة.

 

هذه الحرب لم تكن قدَرًا نزل من السماء، بل كانت نتيجة مباشرة لسياساتكم المسمومة، ولطمعكم الذي لا يشبع، ولعقود من التمكين والفساد والتمييز والخراب.

 

فالمسلم لا يقتل ولا يسرق ولا يكذب، بل هو من سلم الناس من يده ولسانه، فانظروا إلى ما جنت أيديكم بحق هذا الشعب.

 

لقد دعمتم الإرهاب، وإستخدمتم الأسلحة المحرمة دوليًا، ومارستم التطهير العرقي ضد بعض شعوب السودان، وارتكبتم أبشع الانتهاكات ضد أبناء البلد الواحد.

 

خربتم النسيج الاجتماعي وزرعتم الكراهية بين الناس، وبدلًا من بناء وطن يسع الجميع، جعلتم من السودان مسرحًا للصراعات والدمار.

 

بسبب سياساتكم اللعينة فُرض علينا حصار دام لعشرات السنين، واليوم، وبسبب إستخدامكم للأسلحة الكيميائية، سندخل في دورة جديدة من العزلة والحصار، أشد وأنكى من سابقتها.

 

لقد تسببت سياساتكم الإجرامية في تأخير أبنائنا عن التعليم، وحرمانهم من مستقبل مستقر، بل وعن نظام صحي يراعي أبسط حقوق الإنسان. باختصار، حرمتمونا من وطن يؤمّن أبسط مقومات الأمان والكرامة.

 

ولم تكتفوا بذلك، بل نهبتم خيرات هذا البلد بلا حياء، حتى تآكلت عملتنا الوطنية أمام أعيننا، وفقدت قيمتها كما فقدتم أنتم أي قيمة أخلاقية أو وطنية. سُرقت ثرواتنا في وضح النهار، عبر واجهات الفساد والتجنيب والشركات الوهمية التي صنعتها أيديكم.

 

لقد استبحتم حدود السودان، فتحولت إلى ممرات للسلاح والمخدرات والمرتزقة، وصار وطننا ساحة مستباحة لكل طامع، بلا سيادة ولا كرامة، فقط لأنكم بعتم البلاد لمن يدفع أكثر.

 

ولن ننسى جريمتكم العظمى في فصل جنوب السودان، حيث زرعتم الفتنة، وأدرتم ظهوركم لوحدة الوطن، فأصبح السودان بلدين يئنّان تحت ويلات الحرب والفقر، وكل ذلك كان نتاجًا مباشرًا لسياساتكم المسمومة التي لا ترى إلا السلطة والتمكين.

 

لن تنجوا بفعلتكم هذه. وإن أفلتّم من قبضة العدالة اليوم، فلن تفلتوا من وخز الضمير ومن عذابه، ولن تنجيكم كتب الفقه ان بحثتم فيها عن مهرب، ولا عباءات الوعظ من لعنات الضحايا.

 

الشعب يرى بوضوح من أشعل هذه النار، وهو ينتظر نهاية هذه الحرب لا ليستكين، بل ليسترد حقه، ويقتص منكم، سياسيًا وأخلاقيًا وقانونيًا.

 

ومهما طال الزمن، فأنتم ستدفعون الثمن، ثمن كل روح أزهقت، وكل بيت دُمّر، وكل شرف انتُهك، وكل طفل بات لاجئًا، أو مواطن نزح .

نعم، ستدفعون الثمن غالياً، وغاليا جدا وإن تأخر القصاص، فموعده قادم، لا محالة. ولن تُمحى آثار جرائمكم من ذاكرة هذا الشعب، ولا من صفحات التاريخ.

 

[email protected]

‫2 تعليقات

  1. حييييياك الله أخى نبيل منصور كلام في الصميم الكيزان لن ولن ولن نتركهم أبدا حتى نقتص منهم أشد القصاص عليهم اللعنة الي يوم الدين، وخاصة كلابهم العقورة البرهان وكضباشي وابراهيم جابر وياسر كاسات الله لاكسبكم جميعا ويوم القصاص آت بإذن الله.

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..