عذرا، في بيتنا جنجويدى ريزيقي..!!. (2)..

خالد السنابي

نعم في بيتنا جنجويدى ريزيقي، لم يدعوه او (يعزمه) أي من افراد اسرتنا، لم يستأذن احد في الدخول لمنزلنا ،دخل بيتنا عنوة،و بقوة السلاح ليعبث فيه كما شاء، دون رادع يردعه،لان جيشنا الهمام كان في حالة( انسحاب تكتيكي) ليحمي نفسه ، وترك المواطن لقمة سائغة لابنه الذي خرج من رحمه كما اخبرنا بذلك السفاح المخلوع ولجنته الامنيه ازلهم الله في الدنيا والاخرة،!!..

..دمر الجنجويد كل شئ اسسه الوالد رحمة الله عليه ،بكده وكدحه، وبعرق جبينه ،عمل في مجال الزراعه ، لم يحمل سلاحا ابدا، ولم يكن عضوا في حركة مسلحه، حاله، مثل حال اجدادنا وابائنا في أرض الحضارات بلاد النيلين..

هدم الجنجويد صالة الجلوس التي شهدت طفولتنا وافراحنا واتراحنا، فيها احتسينا قهوة الصباح وشاي المغرب،وفطور الجمعه ،الذي يتجمع فيه الاحباب، اخوتي، وبعض الجيران والاصدقاء،و بها كل عبق ذكرياتنا، حتي صور افراد الأسرة التي كانت تزين الصاله تم تهشيمها وحرق بعضها،.

كما طالت معاول الجنجويد الحائط الفاصل( (الحيطة) مع جيراننا،هدمه الجنجويد لكي يكون ممرا يحميهم من القناصة ،ينقلون عبره ما خف وزنه وما ثقل من المسروقات، من بيتنا وبيوت الجيران. .

..حتي الاشجار والزهور المتسلق منها، وغيرها،و التي تم غرسهم في حديقة المنزل ،بطلب من والدتنا عليها الرحمه. تم اجتثاثهم..اصبحت جنينة المنزل أرض بلقع، (ربما ارادوا تحويلها الي صحراء ريزيقات مصغرة).!!..

لم تسلم غرف المنزل من تغول جنجويد حزام البقارة ،عبثوا بكل شئ فيها الدواليب ، السرائر، المكتبات ،بحثا عن الذهب والمال،حتي ( حيط) الغرف لم تسلم منهم ،عبثوا بها حرقا، وتلطيخا بما خرج من مؤخراتهم وما حملته ايديهم من قاذورات ،.

نهبوا الحلي الذهبيه ، بعضها ورثته امي من والدتها، وكانت تحت الحفظ والصون لزمان تجاوز المئة عاما،تشمل حلي (الجرتق) و ( شيلة) زواجها من الوالد لهم الرحمة، لا ندري أين مكانها اليوم ،في الضعين، نيالا, ربما عبرت الحدود الي ديار ريزيقات تشاد و النيجر.!!..

حتي المطبخ تم تدميره بالكامل التلاجة ، ديب فريزر، الدولايب، الرفوف ،سرقوا عدة المطبخ وبعضها تم تهشيمه،..

…هشموا ابواب المنزل ونهبوا سيارة شقيقتي الصغري والتي كانت مصدر فخر لها ،لانها اشترتها من حر مالها…
..وامتد خراب الجنجويد الي خارج اسوار المنزل،اجتثوا و حرقوا شجر المهوقني والفايكس ودقن الباشا، التي كانت تزين مدخل المنزل ..

… رغما عن كل هذا الحقد الدفين ، والغل والحسد، الذي يعشش في صدور هولاء الاوباش، والذي نفثوه فينا ،قتلا واغتصابا ونهبا وتدميرا لمتلكاتنا ،لن نستكين، ولن نستسلم ، سنعيد لمنزلنا سيرته الاولي ،اصلاحا وتعميرا وتشجيرا مهما كانت التكلفه .. وهذا عهدنا مع والدنا ووالدتنا، وعهد الحر دين عليه..

لن ننسي ما حاق بنا من مسبغة، ولن نعفو، ونرفع ايدينا تضرعا الي من حرم الظلم على نفسه، وجعله بين العباد محرمًا، كما جعل الظلم قرين الشرك بالله.
ندعوه ان ينزل جام غضبه علي الكيزان، والسفاح المخلوع ،ولجنته الامنيه، الذي جلبوا الي ارضنا الملاقيط ،شتات الصحاري ، اللصوص القتلة ،ومكنوهم فينا ،تسليحا وسلطة، وتركوهم يستبيحوا ديارنا وعملوا فينا نهبا، واغتصابا وقتلا,

هرب بعض قادة الجيش، وانسحب الجند،بامر من ما تبقي من قادتهم ، ليتحصنوا في مراكز قيادة الجيش، وفروع اسلحته، لم يكن امن المواطن وحمايته مبلغ همهم…ولا نقول لهم سوي حسبنا الله فيكم..

اتمني أن يتم توثيق. كل جرائم الجنجويد وما اكثرها، حتي لا تسود الرواية البائسة، (طرف ثالث) يرتدي زي الدعم السريع، رغما عن اشكالهم التي لا تخطئها العين ,ولغتهم الغريبة، القمئة، المشبعة بفاحش القول وبذيئه،،لكي تتم ملاحقة هولاء اللصوص القتلة،لارجاع المسروقات وليدفعوا التعويضات لضحاياهم بيد صاغرة، ذليلة، خانعه ،حتي ولم تم افقار حواضنهم..

حرب طي الخرطوم لابد ان يتبعها، حق تقرير مصير بلاد النيلين (السودان القديم ) والذي لا خيار غيره، حتي لا تتكرر مأسي حرب طي الخرطوم مجددا.

رحم الله شهدائنا من القوات النظامية ،الذين صمدوا وقتالوا الجنجويد ، والابرياء من المواطنيين العزل والذين تم قتلهم غيلة وغدرا.

لك الله يا بلادي..