العقبة !!

أطياف
صباح محمد الحسن
طيف أول :
للأماني التي أرهقها غسق الإنتظار وللاحلام التي تعثرت وهي في طريقها للشروق مابين غيمة ورحيلها تختبئ الشمس فقط لتخرج زاهية!!
ويبدو أن مقعد رئيس مجلس الوزراء في ظل السلطة الإنقلابية سيبقى شاغرا ولو شُغل، لأنه إما أن يكون الرئيس فيه بلا مهام او المهام فيه ليست للرئيس، لطالما أن القرار البرهان نفسه لايملك ناصيته ، فالمنصب ستشغله شخصية مسلوبة الإرادة لذلك لن تصلح للإدارة ليس لأن حكومة البرهان “بنت أكتافها” على جهد وعرق ثورة ديسمبر المجيدة، وسلبت احلامها ، وتربع البرهان على عرش مسروق، استخدم فيه القوة والسلاح للحصول عليه
ولكن لأن” المقعد المكسور” سيظل بلا تأثير وصاحبه بلا تقدير
في بلاد تحترق ويموت شعبها في الحرب وبالمرض، وتقف حكومتها على كوم من رماد ، وتحاول أن تختبئ خلف رآية المدنية على أرض مازال الأمر والنهي فيها للبندقية ، ومع ذلك تستند السلطة فيها على تنظيم معزول ومنبوذ دوليا ، لذلك كلما بنى البرهان له عرشا فوق اساس انقلابه سينهار قبل ان يكتمل سقفه!!
وكامل ادريس الذي يدفعه حب السلطة والحصول على اللقب طالته الألسن ولفظته الثورة وتبرأ منه دعاة التغيير
ولكن لم يقف الأمر عند هذا الحد فالرجل قبل أن يتقلد منصبه هاجمه تيار إسلامي عريض وأحتج على تعيينه
فالمعلومات كشفت أمس عن خلافات بين قيادات إسلامية والفريق عبد الفتاح البرهان بسبب الإعتراض على قرار تعيين كامل ادريس رئيسا للوزراء ، ورجحت المصادر أن القيادة الإسلامية الرافضة لكامل قد تحول بينه وبين توليه
المنصب !!
فلو إستجاب الرجل لنداء البرهان ووصل بورتسودان وتقلد منصبه لرفع الحرج عن القائد بعد رفض دفع الله الحاج لطلبه ، لو استجاب فمن المتوقع أن لايبقى في منصبه طويلا فالمعلومات تقول : إن التيار الإسلامي الرافض لإدريس هو تيار علىكرتي وصلاح قوش واسامة عبد الله، عكس تيار احمد هارون الذي دفع بإدريس كخيار تحايلي للحصول على الشرعية ورحب به، ويبدو أن صراع الكبار ليس الإختلاف فيه بسبب كامل انما يعود للخلافات الجوهرية الداخلية بين التيارات الإسلامية!!
ولأن الثلاثي هم أبطال الحرب وأصحاب القرار لذلك فمن المرجح أن يتعرض قرار البرهان لعملية إجهاض قبل أن يكمل حلم ادريس بالمنصب أطواره الطبيعية للميلاد
ومعلوم أن عدم رغبة قوش مهندس الحرب الذي يدير اللعبة
من الخارج، وكرتي الذي يدير الميدان هي عقبة من الصعب أن يتلافها إدريس ، لأن الرجلين يمثلان التنظيم في “وجهه المنتقم” من البلاد والعباد عبر خطة مشروع لدمار السودان من خلال اداة الحرب بإعتبارها الفكرة المدمرة واليد الباطشة ولأن تيار الحرب هو، التيار المتحكم في القرار الإنقلابي فلو لم يحظ ادريس بالقبول عند هؤلاء فهذا يعني أن طريقه تحفه المخاطر وان مجيئه الي بورتسودان سيكون اشبه بالدخول الي” وادي الذئاب” فلهذا السبب من الأفضل أن يحتفظ الرجل بماء وجهه ويعتذر عن المنصب قبل ان يبدأ
وكشفت المصادر ايضا عن إجتماعات مكثفة وسط القيادات الإسلامية والعسكرية في بورتسودان ، إستمرت لساعات طويلة ناقشت القرار الإمريكي بفرض عقوبات على السودان بسبب إستخدام حكومته أسلحة كيماوية عام 2024 خلال صراع الجيش خلال حرب 15 ابريل
والذي سبب صدمة قوية للحكومة، لأنه جاء في وقت تعمل فيه لحياكة خطة تخدع فيها المجتمع الدولي ، لتؤكد له عزمها تشكيل حكومة مدنية
لذلك ربما يكون للقرار ايضا اثرا على تعيين رئيس وزراء وذلك يعود الي أنه ومن المحتمل أن تتراجع السلطة العسكرية عن خطوة تشكيل حكومة مدنية، لطالما أنها وجدت نفسها الآن في مواجهة إتهامات خطيرة على ساحة العدالة الدولية تهدد مستقبلها السياسي، علما بأن هناك اصوات تطالب بمواصلة الدرب غير آبهة بالعقوبات وتنصح بخطوة انتحارية بالتلويح لمواصلة مشروعها الروسي على ساحل البحر الأحمر، الخطوة التي تجد اعتراض من البعض لأنه يرى أنها ستنقل الحكومة من مواجهة العقوبات الي المواجهة مع أمريكا مباشرة !!
طيف أخير :
#لا_للحرب
بينما تتفشى الكوليرا في ولاية الخرطوم بصورة كبيرة وتهدد حياة الاطفال
وزير الصحة الإنقلابي
يتنزه علي ضفاف بحيرة مونت بلانك بجنيف بصحبة وفده
على هامش اجتماعات منظمة الصحة العالمية!!
غمضُ العين عن شرّ ضلالٌ *** وغضّ الطرف عن جورٍ غباءُ
الجريدة



