مقالات وآراء

بالكيماوي يا برهان – آخر هتافات الحركة الإسلامية

إسماعيل عبد الله

 

لقد جسّد نظام الحركة الإسلامية السودانية أسوأ نموذج لحكم الدولة الإسلامية، وأحدث شرخاً بوجدان المسلمين السودانيين لا يمكن رتقه، وجرحاً عميقاً لن يندمل، فحينما أذاع العميد الركن عمر حسن أحمد البشير، ذلك الضابط المغمور، بيان انقلاب الحركة الإسلامية قبل أكثر من ثلاثة عقود، وعدّد الأسباب التي دعت لانقلابهم على الشرعية، لم يكن أكثر المحبطين يتصور أن نهاية حقبة الإسلام السياسي بالسودان، ستكون بهذه المأساوية والعسف والفجور، الذي احتقنت به صدور من بشرونا بجنة عرضها السماوات والأرض، وحور عين وقاصرات طرف، من يستحضر الزخم الديني الذي افتتح به الإخوانيون ملكهم العضوض، يستحيل أن يخطر بباله تفجيرهم للبراميل المعبئة بغاز السارين بأوساط المدن السودانية، وقتلهم لمئات النساء والأطفال، بل لم يتنبأ أخطر المحللين العسكريين بنجاحهم (المخزي) في اشعال الفتنة بين القبائل، للدرجة التي أجبروا معها قطاع عريض من الناس على الانقياد من خلفهم كالقطيع، يرددون أفظع كلمات السباب العاجزة عن شفاء غلوائهم المهووسة، لقد أدخلونا في حرج مع الشعوب المسلمة من حولنا، ولجموا ألسنتنا وهزموا عزيمتنا بأن فشلنا في الإجابة على سؤال مسلمي العالم : لماذا تقاتلون بعضكم يا سودانيين وأنتم تدينون بدين الإسلام؟. سوف يكتب التاريخ أن أول من هزم مشروع الدعوة في إفريقيا هي الحركة الإسلامية السودانية.

تخيلوا معي أن الهتاف الأول لهذه الجماعة كان حاشداً (للمجاهدين)، وحاثهم على رفع الأذان بقبة البيت الأبيض الأمريكي، بينما الهتاف الأخير هو تشجيع قائد جيشهم على استخدام السلاح الكيماوي ضد المواطنين، انظروا كيف انقلبت دعوة (الحق) إلى مشروع للمسيح الدجال القادم في آخر الزمان بلباس الأنبياء والمرسلين، الخادع للمؤمنين والزاج بهم في أتون مشروعه الهادم للدين، هكذا فعلت الحركة الإسلامية السودانية بالمواطنين، خدعتهم بفرية إدخالهم إلى الجنة، ثم قتلتهم بدم بارد بأسلحة محرمة دولياً. جزى الله الأمريكي (الكافر) خيراً ان أظهر الحق من بين رزايا مسلمي الحركة الإسلامية السودانية، والسودانيون لديهم تجربة إنسانية نبيلة مع الأمريكان ثمانينيات القرن الماضي، وتحديداً في عهد الرئيس الأسبق رونالد ريقان، حينما عجز المسلمون عن إغاثة مسلمي السودان بعد اندلاع المجاعة الشهيرة، فأسقط ريقان جوالات الذرة الأمريكية على أرض مخيمات النازحين الجوعى، إنّ الدين الذي لا يوفر الخبز للمسلمين ويقتل الجائع، أفضل منه العلمانية التي تؤمّن الناس من الخوف وتطعم الجائعين من الذرة القادمة من مزارع تكساس، بعد هذه الجرائم الحاقدة التي ارتكبها علي كرتي أمين عام الحركة الإسلامية وجوقته المنحرفة، أتوقع أن تنزع العمائم من رؤوس رجال الدين المنافقين في شوارع المدن السودانية، مثلما فعل أحرار إيران بالعمائم السوداء في المظاهرات المتضامنة مع الشهيدة “مهسا أميني” بشوارع طهران.

السودان اليوم يودع الحركة الإسلامية لمثواها الأخير، ويستقبل الحلول القادمة من وراء البحار، رغماً عن انف كل من رفع عقيرته بالهتاف والشعار السياسي المهرول نحو الكرسي منذ العام الأول (للاستغلال)، والمواطن السوداني المهجّر والنازح قسراً، لا يمانع في وجود أي منظومة حكم وبرنامج لإدارة الدولة، بشرط ان يحميه من كيماوي كتائب “البراء” وحقد دواعش “المشتركة”، فلم نسمع أي تشنجات مهووسة حينما أعلن مشروع التأسيس علمانية الدولة، لأن الناس قد ملّوا الهراء والنفاق والكذب باسم الدين، ووعوا لحقيقة أن الدولة التي لا تحرس الناس وهم نيام، لا خير فيها ولو رفعت شعار القرآن والإنجيل والتوراة، هكذا أوصلتنا الحركة الإسلامية السودانية، لهذا المزاج الباحث عن الحقيقة بعيداً عن الميتافيزيقيا، التي خرج من غيبوبتها العرب أهل الرسول، فمنحوا حكوماتهم الأولوية للحاق بركب الذكاء الاصطناعي، والانخراط في المشاريع الاقتصادية العابرة للقارات، ودعم التسامح والانفتاح الثقافي والاجتماعي مع المجتمع الإنساني دون تزمت ولا هوس، ذلك الهوس الذي أتى إلينا بالسم الزعاف الذي يطلقه أبناء جلدتنا، من فوهات خراطيش أسلحتهم الكيماوية، دون أن يستدركوا أن الشعوب المحبة للسلام في العالم اتبعت موجهات الآية الكريمة : (ومن أحياها فكأنّما أحيا الناس جميعا)، فلو كانت هنالك حسنة واحدة خرج بها السودانيون من تجربة حكم الحركة الإسلامية، لكانت هي العبرة من حديث رسولنا الكريم الذي لم يقرأه الدواعش: (والذي نفسي بيده لَقَتْلُ مؤمن أعظم عند الله من زوال الدنيا)، صدق أبو القاسم.

 

[email protected]

‫7 تعليقات

  1. أن الكلمة أمانة word is a trustee
    اتقوا الله يريدون احتلال بلادكم من أجل ثرواتها ضد هذا الشعب المغلوب على أمره اتقوا الله لا تصيروا امعات
    Obey god they want to take your country resources this kind naive nation oney god dont be jockers

  2. الاخوان المسلمين اشرار بلا حدود ودواعش بلا رحمة ولا خلق ولا دين فعندما تمرد عليهم خدامهم فى الدعم السريع من الرزيقات والمسيرية جن جنونهم وحضروا شياطينهم ومردتهم لحسم التمرد . وحذرنا الرزيقات من احتلال بيوتنا نحن اولاد البحر وتهجيرنا ونهب اموالنا ولكن لا حياة لمن تنادى فقد اقاموا فيها ووزعوها غنيمة واحضروا اسرهم واقاموا فيها حفلات الاعراس والفرح ولم يرسلوا اطفالهم للمدارس بالطبع لانهم يعتبرونها سبة وعيبا .. وتلقائيا منحنا نحن اولاد البحر اشرارنا من الاخوان تفويضا للقيادة والحسم وتحرير الارض من الاحتلال . واولاد البحر فيهم العلماء واهل الخبرة والنخب والعقول والدهاء والذكاء والكيمياء والفيزياء ومن يستطيع ان يبيد الافات والديدان ويرقات الذباب والسوس داخل الثمار فى المخزن والجراد فى الصحارى والطيور فى حقول الجزيرة والمناقل لن يعجزه ان ينظف بيته وغرف نومه وارضه وعماراته وعقاراته من القوارض والحشرات والافاعى السامة والفئران القذرة والرزيقات بابسط الوسائل العلمية التى لا يعرفها الفكى صاحب الحجبات والتمائم ومن ينتظر امريكا ان تنقذه وتحميه من بطش المعامل وانابيب الاختبار .

  3. يسلموك للجنجويد يغتصبوك ان شاء الله انت ما بتفهم ولا شنو قلنا ليك الف مرة ما تشتم الاسلام وتسيد لدين الناس بمقالاتك الضحلة

    1. هذا الكاتب يستخف بالقرءان وبالاسلام لو عنده مشكلة مع المؤتمر الوطني ليه يسيء للاسلام ولماذا تسمح له الراكوبة ينشر هذه الاساءات للاديان؟

  4. الكيزان شر مستطير وناس مجرمين لكن اتتوا يا دعامة اسوا واعفن من الكيزان لانكم كلاب الكيزان وتم استخدامكم كلاب حراسة لحراسة خكم الكيزان ولتقتلوا وتبيدوا الشعوب السودانية وخين تم رميمكم في القمامة وقتلكم تنصلتوا من الكوزنة انتم مجرد مخلب قط قذر رخيص الثمن

  5. أنظروا كيف فضح الله هذا الشيوعي الخسيس فجعله يكتب كاشفا عن سوأته قائلا: “الميتافيزيقا التي خرج من غيبوبتها العرب أهل الرسول”

    وهذا يكفي لطمر كل القيئ الذي قئته عن الإسلاميين وعن تصديقك إتهام الأمريكي للجيش السوداني.

    يكفي الإسلاميين فخرا أنهم وقفوا مع شعبهم ودولتهم وحرائر أهلهم، وكفاكم أنتم خسة انكم وقفتم وتحالفتم من المغتصبين والقتلة والنهابين.

    الأسلاميون اليوم يقدلون بين ظهراني شعبهم حافين حالقين من علايل أب روف للمغالق، فهل تقدروا تقدلوا أنتم مثلما يقدل الإسلاميون يا خونة؟

    حتى خارج السودان يستطيع الإسلاميون والوطنيون أن يقدلوا حافين حالقين في شوارع لندن وجنيف وباريس ولوكسونبورج ونيويورك.
    أما أنتم فلن يستطيع أحدكم التحرك في شوارع هذه المدن إلا لابسا الكدمول وداخل سيارات مظللة ومع ذلك لا تسلمون من قذف نعال الجاليات السودانية.

    ولو جات الإنتخابات ستعرفون قدركم ومكانكم يا عملاء.

    لم يتبق لكم شيئا تعملوه غير السب والشتم والسب والهرطقة .
    الأسلاميين قدر خشمك يا طفبوع؟

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..