نحو تصحيح المسار : حينما تنكشف الأقنعة

د. أحمد التيجاني سيد أحمد
ظلت الحركات الإسلامية في السودان، منذ سبعينيات القرن الماضي، تمارس اختطافًا ممنهجًا لأي مسعى من الشعب السوداني لبناء مجتمع حر وديمقراطي. وعلى مدى عقود، سخّرت هذه الحركات إمكانيات مالية هائلة —تُقدَّر بتسعة مليارات دولار— في حملات دعائية تهدف إلى تصوير نفسها كمنقذة للأمة، بينما هي في الواقع منبع الأزمة.
وفي تحوّل خطابي حديث، تحاول هذه الحركات إعادة تقديم نفسها كـ”ضحايا” لقوات الدعم السريع، متجاهلة سجلها الدموي وممارساتها في تقويض الدولة الوطنية. لكن ما يُروّج له من اتهامات ضد الدعم السريع، هو في كثير من الأحيان، إما مبالغ فيه أو عارٍ تمامًا من الصحة.
المثير للانتباه هو ما أكدته الولايات المتحدة مؤخرًا بشأن استخدام الأسلحة الكيميائية من قبل قوات SAC ذات الخلفية الأيديولوجية الاسلاموية. هذا التطور يجب أن يكون جرس إنذار للمجتمع الدولي، وخاصة الاتحاد الإفريقي والأمم المتحدة، اللذين ظلّا حتى الآن متراخيين ومتواطئين بالصمت.
لقد آن الأوان لهاتين المؤسستين (AU , UN ) أن تراجعا مواقفهما، وتدعما المسار المدني الديمقراطي الذي يمثله تحالف “تأسيس”—كتحالف سياسي نابع من إرادة الشعب، يهدف إلى إنقاذ السودان من دوامة الحرب، وإعادة تأسيس الدولة السودانية على أسس جديدة من العدالة والتعددية والسيادة الشعبية.
تأسيس ظهير الجنجويد اللذين قتلوا الثوار ثم انقلبوا على الثورة ثم عاثوا في الأرض فسادا بعد الحرب يمثلون المسار المدني الديمقراطي؟ لا اظن انه يوجد أسوأ من الكيزان سوى الجنجويد ومن شايعهم
وعدتم مرة أخرى للنضال بالكذب والسواطة؟
$$/ تسعة مليارات دولار في الدعاية (يا محمد عصمت؟ راجع نفسك كويس المبلغ 64 مليار وليس 9 مليار.
الكذب المقبول قد يبتلعه البعض، أما هذه الكذبة البلقاء فمحال أن يصدقها أحد يا محمد عصمت.
وأفضل دعاية للإسلاميين ليس المال المكذوب، ولكن الموقف الصحيح الذي وقفوه.
وأنتم وكفيلكم الصغير والكبير أقدر على دفع المال من الإسلاميين لو كان المال يقلب الحقائق أباطيل والأباطيل حقائق، لكنه لا يفعل.
وأسوأ دعاية عليكم هو الموقف الخطأ الذي وقفتموه.
يقول هذا البوق القحاتي بلا حياء:
“..لكن ما يروج له من إتهامات ضد الدعم السريع هو في كثير من الأحيان إما مبالغ فيه أو عار تماما من الصحة”
لهذا السبب كرهكم الشعب السوداني ولهذا السبب تطاردكم جالياته في الدول الغربية كما الكلاب الضالة وتقذفكم بالنعال، لأن الشعب السوداني يعيش جرائم مليشيا الجنجويد واقعا، وأنتم تنكرونها إفتراضيا من فنادق نيروبي وأديس وكمبالا مقابل المال الخبيث المدفوع مقدما مقابل عمالتكم ودوس كرامتكم وبلع ذممكم.
فأنتم مع الكفيل بين خيارين:
$ أما أن توالوا المليشيا وتعادوا شعبكم وتعيشوا على حساب الكفيل.
$ وإما أن تناصروا شعبكم وتعادوا الجنجويد فتطردوا من الفنادق…ولات ساعة مندم.
ثم يقول الكاتب البوق المسخوت أنهم يعملون من أجل: “إعادة تأسيس الدولة السودانية على أسس جديدة من العدالة والتعددية والسيادة الشعبية”😨
الشعب السوداني عاش عدالة الجنجويد وتعدديتها وسيادتها، ولذلك إنخرط عن بكرة أبيه في قتالهم مدينة مدينة قرية قرية فريق فريق.
وانخرطت جالياته في الخارج في مطاردتكم كما الكلاب الضالة في شوارع عواصم الدول الغربية ورميكم بالنعال.
الإسلاميون حجزوا مقاعدهم في قلوب السودانيين وأنتم حجزتم مقاعدكم في مزبلة التاريخ وسجنتم أنفسكم في جيوب الجنجويد فخسرتم الشعب والجنجويد معا، وخسرتم الدنيا والآخرة كذلك.
صحيح، كيميائيا إذا مزجت نفس العناصر فستحصل على نفس المادة، بشىرط ثبوت العوامل الأخرى (أي تحدث المزج الثاني في بيئة مشابهة للبيئة الأولى).
وأنتم اليساريون الدجالون بسبب (عدم إيمانكم بالماورائيات، لا تخافون الله) أضفتم قبل ثورة ديسمبر 2018م الكثير جدا من الكذب والهراء والشيطنة والدجل والهرطقة إلى أخطاء الإسلامين…ومع وجود عوامل أخرى من ضمنها:
1) إستعداد الرأي العام لتصديق أي هراء أو أكذوبة تلصقونها بالإسلاميين، حتى لو كانت كذبة بحجم ما أطلقتموه على لسان محمد عصمت، أحد كيميائييكم للدجل والهرطقة، عن وجود64 مليار دولار للإسلاميين في ماليزيا بإسم عوض الجاز..ولكن الميزة الغريبة في هذه الكذبة بالذات هي أنكم أطلقتموها وأنتم تعلمون أنها كذبة، ولكنكم من كبرها وشدة جاذبيتها صدقتموها فذهبت حكومتكم القحتية تطالب الحكومة الماليزية برد المبلغ المكذوب.. فكانت الكارثة التي تعلمونها😆
2) عدم معرفة الشعب السوداني آنذاك أن اليسار يعتبر الكذب واغتيال الخصوم معنويا، أو حتى تصفيتهم جسديا إذا لزم الأمر، من أدوات النضال المشروعة وفقا لقاعدتهم (الغاية تبرر الوسيلة) وليس عيبا ولا حراما كما يعتقد المؤمنون المخدرون بقيم الماورائيات والخرافات الدينية الساذجة، فالدين عند اليسار وعموم بني علمان (أفيون الشعوب)، يستخدمه البرجوازيون والإقطاعيون والإمبرياليون لتخدير الشعوب (البروليتاريا الرثة) بالقيم الدينية الطوباوية الزائفة المضللة..، فاليساريون بصفة عامة والشيوعيون بصفة خاصة يخالفون الفطرة البشرية بأنهم لا يتورعون عن الكذب والبهتان والنميمة وإنما يتورعون عن الصدق، ولا يتورعون عن الرذائل إنما يتورعون عن الفضائل، لأنها مرتبطة بالأديان المرفوضة بالنسبة لهم.
3) عدم سابق معرفة الشعب السوداني ورأيه العام بقبتكم المزينة بأساطير الشعارات الوردية المخملية الحالمة…كان بيئة مواتية وعامل مساعدا لييصدق بوجود فكي مالي قبره في قبتكم.
4) غرور فيل الإنقاذ واستهانته (بأرضة المعارضة ونملها الأبيض التي تأكل منسأته) صرفه عن الإهتمام بتفنيد أكاذيب المعارضة، وخاصة اليسار الذي قربه فريق الإسلاميين المختطف للسلطة بعد المفاصلة ليحارب بهم الفريق الآخر (المفطوم).
5) طول مكث الإنقاذيين في الحكم أدى الى الملل الشعبي وقوى رغبته في التغيير لعله يجد عناصر إضافية في مائدة اليسار المزدان بالشعارات الوردية البراقة.
كانت تلك هي البيئة المواتية والعوامل المساعدة التي أضفتم لها قسطا وافرا من الأكاذيب والتضليل والشيطنة واغتيال خصومكم الاسلاميين معنويا، فصدقكم الشعب ونهض وثار واقتلع الإنقاذ.
ويلاحظ القراء هذه الأيام أنكم تضخون سيلا سوناميا من المقالات المحشوة بالتضليل والزيف والدجل والبهتان والسب اللعن وشيطنة الإسلامين في مسعى مشابه لما فعلتموه عشية ثورة ديسمبر 2018م لاعتقادكم أنكم ستحصلون على ثورةيسمبر Two.
وذلك لن يحدث، ببساطة لأنكم لسذاجتكم لم تعلموا أن تلك العوامل الجوهرية الحاسمة التي جعلت نجاح الثورة ممكنا معدومة تماما الآن:
أ) فالسلطة اليوم بيد نفس العسكريين الذين تحالفوا معكم بالأمس وحموكم لمدة عامين، وليست بيد الإسلاميين كما تكذبون بهدف تضليل الرأي العام الداخلي وتخويف الإقليم بفزاعة الإسلاميين كذبا وزوا…فكيف يثور الشعب على من ليس بيدهم السلطة؟
ب) جربكم الشعب وتأكد (بيان بالعمل) أن قبتكم ما فيها فكي كما ظللتم تروجون وتدعون كذبا وزورا.
ج) تأكد الشعب السوداني أنه دفق ماء الإسلاميين على رهابكم فجنى السراب وجحيم الجنجويد.
د) الإسلاميون الذين شيطنتموهم عشية الثورة بمثل هذه الترهات التي تحاولون إحيائها مجددا بمثل هذه المقالات، وقفوا مع شعبهم ضد كلبهم السابق، الدعم السريع، عندما سعر، أما أنتم فاحتضنتم ذلك الكلب بعدما سعر وحرشتموه على الشعب السوداني لبفتك به ووقفتم تتفرجون على مآسيه وتدعون الحياد المنافق.
> فهم وقفوا بالجانب الصحيح من التاريخ فدخلوا قلب الشعب السوداني.
> وأنتم اخترتم الوقوف بالجانب الخطأ من التاريخ فخرجتم من قلب الشعب السوداني الى الأبد.
فهل تريد دليلا على ما أقول؟
أ/ أنظر كيف تشيطنون لواء البراؤون وتدعشنوه وتسبوه وتشتموه وتلعنوه، وانظر كيف يتفاعل معه السودانيون وينشدون في أفراحهم (براؤون يا رسول الله؟)
فهل تعتقدون أن الشعب السوداني سيكذب وقوف البراؤون وبقية الوطنيين بمختلف أطيافهم وأيديولوجياتهم معه ودفاعهم عنه ويصدق هذه الترهات التي تكتبونها من فنادق كمبالا ونيروبي وأديس وبعض العواصم الغربية التي يدفع لكم ثمن الإقامة فيها وطعامكم وشرابكم ومتعكم الكفيل الراعي لمليشيا آل دقلو الإرهابة؟
خسئتم والله.
ب/ ثم أنظر كيف تطاردكم الجاليات السودانية في كل العواصم الغربية بلا استثناء كما الكلاب العقورة الضالة وتقذفكم بالنعال والبيض الفاسد، فهل تعتقدون أن هناك من يصدق مثل هذه المقالات الباردة ويكذب تلك المطاردات الساخنة؟
خسئتم والله.
قال تسعة مليار دولار قال!
ما كان تتمها عشرة يا أبو قحت!