عودة صلاح قوش إلى بورتسودان- تداعيات الثورة والصراع على السلطة

زهير عثمان حمد
صلاح قوش والنظام السابق- يُعدّ الفريق أول صلاح قوش من أبرز رموز “الدولة الأمنية” خلال عهد الرئيس المعزول عمر البشير. ارتبط اسمه بأجهزة القمع، وبتكتيكات السيطرة الصارمة على المجال العام، إلى جانب دور محوري في تحصين النظام
ضد موجات التغيير. عودته المفاجئة إلى الساحة السودانية بعد أعوام من الغياب لا يمكن فصلها عن طبيعة السلطة الانتقالية الراهنة، التي لا تزال تخضع لتوازنات القوى القديمة، ما يعزز المخاوف من أن مؤسسات النظام السابق لم تُفكك فعليًا، بل عادت تدريجيًا تحت لافتات “الاستقرار” و”مكافحة التمرد”.
الوضع الراهن في السودان , يعيش السودان اليوم انهيارًا مؤسسيًا غير مسبوق في ظل حرب أهلية شاملة وانقسام السلطة بين قوى الأمر الواقع. بعد سقوط العاصمة في يد قوات الدعم السريع، انتقلت مؤسسات الحكومة العسكرية إلى بورتسودان، حيث تفتقر السلطة
هناك إلى سند شعبي أو شرعية انتخابية، ما فتح الباب أمام عودة أسماء من العهد السابق، بدعوى الحاجة إلى الخبرة الأمنية أو ضمن ترتيبات غير معلنة مع مراكز نفوذ داخلية وخارجية.
تحليل ردود الفعل
ابتهاج الإسلاميين- رحّب قطاع واسع من الإسلاميين بعودة صلاح قوش، باعتباره أحد أعمدة النظام السابق الذين يمتلكون القدرة على استعادة التوازن الأمني وسط الفوضى. هذا الابتهاج لا يُمكن فهمه خارج سياق سعيهم لاستعادة نفوذهم عبر أدوات “الدولة العميقة”
والاستفادة من ما تبقى من شبكات السلطة غير الرسمية.
في المقابل، يُبعث هذا الموقف برسالة خطيرة: أن الحسم الأمني، لا الإصلاح، هو الطريق لحل الأزمة. وهي رسالة تُضعف مشروع الثورة المدنية، وتُكرّس منطق القوة في السياسة بدلًا من منطق التوافق الوطني.
صمت حكومة بورتسودان- لم تُصدر السلطات الرسمية أي تعليق واضح حول عودة قوش، وهو صمت يمكن تأويله بطريقتين: إما كنوع من القبول الضمني بعودته كجزء من ترتيبات أوسع تجري خلف الكواليس، أو كدليل على عجز الحكومة عن مواجهة مراكز نفوذ تفوق سلطتها.
هذا الصمت، في كلتا الحالتين، يُبرز الانقسام داخل النخبة الحاكمة بين من يرون في قوش “ضرورة أمنية” لمرحلة الحرب، ومن يرفضون إعادة تدوير أدوات النظام السابق. غياب موقف موحَّد يُقوِّض ثقة الشارع في هذه الحكومة، ويطرح علامات استفهام حول مدى التزامها بمسار الثورة.
التداعيات المحتملة
تراجع مكاسب الثورة – عودة رموز النظام السابق دون مساءلة تُهدد ما تبقى من شعارات الثورة السودانية، وعلى رأسها العدالة الانتقالية. إنها رسالة سلبية للجماهير التي ثارت ضد الاستبداد، وضحّت بدمائها من أجل تغيير جذري.
في حال استمر هذا المسار، قد نشهد تأسيسًا تدريجيًا لـ”دولة بوليسية” جديدة، تتخذ من الحرب ذريعة لتكريس القمع وإلغاء الحريات.
التأثير على الشرعية الدولية – الصمت الدولي إزاء هذه العودة يوحي بأن “الاستقرار” أصبح أولوية تتقدم على الديمقراطية وحقوق الإنسان في التعامل مع الملف السوداني. هذا التوجه يُشجّع قوى الثورة المضادة على التحرك بثقة أكبر، كما يُضعف موقف القوى المدنية التي كانت تعوّل على دعم خارجي لتحقيق التحول السياسي.
ردود الفعل الشعبية:
الشارع السوداني لم يفقد حساسيته تجاه رموز النظام البائد. وفي حال استمر الصمت الرسمي، أو تزايدت مؤشرات إعادة إنتاج الأجهزة الأمنية القديمة، فقد تُطلق هذه التطورات شرارة موجة احتجاجات جديدة، تقودها لجان المقاومة والمجتمع المدني، وتعيد البلاد
إلى مربع المواجهة المفتوحة بين قوى الثورة والعسكر.
أسئلة مشروعة تستحق الطرح
هل عودة قوش تعكس فشلًا في تفكيك بنية النظام القديم، أم أنها نتيجة لغياب بدائل مدنية فاعلة ومتماسكة؟
ما دور العوامل الإقليمية في إعادة تشكيل المعادلة الأمنية السودانية؟
كيف يمكن لقوى الثورة أن تستعيد زمام المبادرة وسط تراجع الدعم الدولي وازدياد نفوذ الشبكات الأمنية؟
*عودة صلاح قوش ليست مجرد حدث بروتوكولي أو تفاصيل أمنية، بل هي تجسيد لصراع عميق بين مشروعين متناقضين:
مشروع الثورة، الذي يُنادي بدولة مدنية عادلة خاضعة للمساءلة والشفافية،
ومشروع الثورة المضادة، الذي يسعى لإعادة تدوير رموز السيطرة القديمة، مستغلًا الفوضى وغياب الإرادة الجادة في التغيير.
وفي ظل هذا التنازع، فإن مستقبل السودان سيتحدد بناءً على قدرة قوى الثورة على توحيد صفوفها، وبناء خطاب سياسي جديد، والضغط من أجل استعادة المسار المدني، باعتباره الطريق الوحيد للنجاة من تكرار المأساة.
[email protected]
تحياتي زهير، قوش، لم يعد الى بورتسودان بل طرد بطريقة ظريفة،، مصر استطاعت استخراج كل المعلومات عن تنظيم الاخوان السوداني، من طا طا للسلام عليكم، ولم يقصر الاخ صلاح قوش في ذلك، وقبل ذلك ارسلت المخابرات الامريكية طائرة خاصة لاستقدام قوش، في مركزها في لانغلي وفي اكثر من اسبوع كامل استفرغ كل معلوماته للمخابرات الامريكية، مصر وامريكا لديهم معلومات عن الاسلاميين اكثر مما عند الترابي،وسيد قطب والساعاتي ويعرفون عن الاسلاميين الى درجة انهم اصبحو مجرد موظفين لديها،، تم طرد قوش بلطف من قبل المخابرات المصرية تفاديا للاشتباك غير الضروري، مع كفيلهم الاماراتي التي اتهمت قوش وجماعته بشراء السلاح لجيش مخانيث الكيزان، ويا دار ما دخلك شر،، لا تعطي يا زهير الامر اكثر مما يحتمل فقوش وغيره من عجايز الكيزان اصبحو كروتا محروقه هو ومن معه من المحللين الاستراطيجين الذي امتلات بهم القاهرة عن بكرة ابيها، من يديرون محرقة السودان الان هم شباب الكيزان في جيش المخانيث
يقال انه سيعود الى القاهرة بعد تفاهم مصري، مع الكفيل الاماراتي،، واقع الاعراب وبدو الصحراء لا يمكن تغيره ولا يمكن فهمه،،،
ان قوش ومهما رسم لنفسه صورة لدى السودانيين ارتبطت بالقوة والعنف والتنكيل فهذه الصورة فى حقيقتها هى صورة العاجز الفاشل الذى لا يحسن ما يسند اليه القيام به ومعروف جدا ان المحقق اى محقق فاشل غالبا ما يلجأ الى العنف لاستنطاق اى متهم بل يريد منه التوقيع على اقوال لم يدل بها مطلقا صلاح قوش ليس بالبصاص الجيد رغم الموارد المالية الهائلة التى تم ضخها له من مال الشعب ولكنه لم يحقق بها اى غرض بل انبرى يستغلها لمصلحته الشخصية فانشأ شبكة من العلاقات التجارية تحت حماية جهاز الامن فشركات الصرافة وتوزيع المواد البترولية الى جانب شركات المقاولات المعمارية كالنصر وغيرها كانت اذرع يستغلها قوش لينهل من المال العام. وللعلم فان المخابرات الامريكية ذاتها كانت تخضع ما ينقله لها صلاح قوش لتمحيص شديد فكانت لا تثق فيه لانه جزء من تنظيم عالمى انشاته اساسا تلك المخابرات الامريكية لمناهضة النفوذ الشيوعى… نحنفظ بسجلاتهم منذ مراحل الدراسة المبكرة…. الملحق الثقافى الامريكى فى ثمانينات الفرن الماضى زار احد الاصدقاء وكان استاذا للعلوم السياسية بالجامعة وخلال حديثثهما اعترضه الامريكى بسؤال مباغت حول تركيز بحوث الخرج لطلاب القسم على مناهضة السياسة الامريكية فى المنطقة طالبا منه تفسير ذلك لم يحر الاستاذ جوابا فقال له ان مرد ذلك يعود لموقف الولايات المتحدة من القضية الفلسطينية والتى يتعاطف معها الطلاب ولكن الضيف لم يقف عند ذلك فقال له هل يستبعد ان يكون الطلاب قد خضعوا لتاثير اليسار العربى الذى ظل مواليا لموسكو مثل شخصكم الكريم وانت العضو النافاعل فى المركز الثقافى الروسى بالخرطوم؟؟؟ هنا تجمد الاستاذ وعرف ان الامر ليس مجرد سؤال فى الاكاديميا بل اكبر بكثير.. وصلاح قوش عندما تقله طائرة خاصة لا تتةقف حتى للتزود بالوقود الى ضاحية لانغلى فى فرجينيا واشنطون دى سى فان الامر اكبر بكثير من فهم هذا العميل الصغير والذى لم تسعفه قدراته التى يبطش بها معارضيه لفهم منا يجرى حوله وما يعده له الامريكان …وفى عهد قوش بالتحديد نقل طه عثمان كل اسرار مكتب سيدهم البشير الى الخليج والتى بدورها ستنقلها الى لا نغلى ذاتها وربما تكون اكثر صدقية من تلك التى نقلها لهم قوش…. ان قوش قد دفع عربون بقائه فى مصر من معلومات تخص اخوته فى مصر وتنظيمهم فيها كما ان مصر الدولة لا تريد ان تخسر علاقتها مع ابو ظبى بعد اتهامها قوش بالتورط فى صفقات تهريب سلاح ومصر واسرائيل تعلمان جيدا ان جزءا من ذلك السلاح سينقل الى تنظيمات حماس وغيرها. لان العلاقة مع العاصمة الاماراتية تحكمها مليارات الدولارات من المعونة والاستثمارات التى لا يمكن للقاهرة الاستغناء عنها بسهولة كما ان الوضع فى السودان ماعاد يشغل القاهرة كثيرا فقد أضحى السودان محافظة مصرية بالكامل… قوش مدير جهاز امن السودان ولكنه عميل صغير فى سى اى لانها تخضع افاداته لتدقيق كبير من قبل مخدميه