المقالات والآراء

الكوليرا في أزمنة الحرب والمجاعة!

 

تستمر الحرب وتستمر معاناة المدنيين. الكوليرا تحصد أرواح الأطفال في قلب العاصمة وفي الفاشر يأكل الأطفال التراب وورق الشجر . الأوبئة تتمدد في ظل غياب الخدمات الأساسية والمياه النظيفة. ويصر البعض على استمرار الحرب بين أبناء الوطن، لا يهمهم ان يموت الأطفال (كأنهم ينفذون حكما بالإعدام على هذا الشعب) لا يهمهم ان تتفشى الفتن ويتفشى الغبن بين أبناء الوطن، فالحزب الكيزاني في سبيل استعادته لسلطة القتل والفساد لا يهمهم موت الابرياء، ومعاناة المواطنين في النزوح، لا يهمهم ضياع الوطن ومواطنيه. لا يهمهم تدمير البنية التحتية التي دفع شعبنا تكلفتها الباهظة، فالتدمير هو ديدنهم منذ استيلائهم على السلطة بالانقلاب على نظام ديمقراطي.

اخبار مروعة عن معاناة المدنيين بسبب الكوليرا في قلب العاصمة، حكومة بورتسودان لا تبذل أية جهد سوى ارسال جنودها لمطاردة المتطوعين وارهابهم ومنعهم من التصريح بوجود كوليرا في البلاد!

المتطوعون الذين قاموا بدور الدولة في ظل غيابها، انشغالها بالحرب وتحشيد مزيد من المليشيات بدلا من السعي وراء السلام وحقن دماء أبناء الوطن درءا للفتن والتشرذم وضياع مستقبل الأطفال (كم من الأرواح كان يمكن إنقاذها لو استجابوا لمبادرات التفاوض من جدة الى جنيف؟)

نفس العقلية الكيزانية التي طالما اعتقدت ان الكذب واخفاء الحقائق في زمن الثورة المعلوماتية، هو سبيلها للبقاء في السلطة، فتحولت المجاعة في عهدهم الاغبر الذي قادت جرائمه الى الوضع الحالي، تحولت المجاعة الى فجوة غذائية. توصيف هلامي لتفادي استخدام كلمة مجاعة التي تفضح فشلهم في تأمين لقمة العيش بعد اغتصابهم للسلطة عنوة وتحويلها الى مكاسب بدلا من دور السلطة الحقيقي في حماية الناس وتامين سبل العيش والرخاء لهم.

إنها مأساة وطن تسلط عليه مجموعة من الطغاة الفاسدين، أنشأوا المليشيات لحمايتهم من الشعب وحين تمردت عليهم المليشيات اتخذوها عدوا (للوطن) وشنوا عليها الحرب، حرب العودة الى السلطة بصفة منقذ، الصفة التي اُستهلكت طوال أكثر من 3 عقود حتى أصبحت كلمة (الإنقاذ) مرادفا للموت والنهب والاستبداد!

#لا_للحرب

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..