الشاعر الكبير عالم عباس يرثي الكاتب الكبير انقوقي وا ثيونق..

صاحب(البهار الافريقى ) ماريا وا مبوى ، حامل لواء الشعر السودانى: عالم عباس محمد نور ينعى الكاتب الكينى Ngugi Wa Thing’s
وإنه بسم الله الرحمن الرحيم.
من مقام على خط الاستواء وهو يرنو إلى جبل كينيا و كلمنجارو ب (أرض جومو) حيث تلك الغابات الازاهر بعث الشاعر الكبير عالم عباس محمد نور بهذه الشهادة لتقرا على نعش الكاتب الكينى الأكبر Ngugi Wa Thing’s قبل عبور جثمانه المحيط الاطلنطى to buried in his village .
كتب عالم عباس محمد نور واللفظ له:
انطفأ شهاب من الكبرياء والاعتداد الأفريقي
خبا رمح ملتهب في الثقافة الأفريقية، وشعلة ادارث ظهرها لزخارف الغرب وبهرجها وواجه العالم بثقافتنا المؤثلة والمتجذرة والمتصالحة مع نفسها ولغتها وإنسانها وواجه العاصفة بالثقة والإيمان واليقين بأن ما لدينا لا تحتاج إلى صكوك غفران مستلبة مدموغة بختم الاستعمار (الاحتلال) ولغته، ولا بمعاييره ولا الخضوع إلى سلطته الثقافية وهيمنته المتعالية المتغطرسة!
في أمنا أفريقيا ما هو اعلا وأرقى، ما هو أجمل وأنبل، ماهو أعمق وأكثر تجذرا، ما هو أنفع وأبقى! ما لنا ولقومنا وأهلنا ومنا وفينا، لا منة من دخيل ولا مجلوب من أصقاع أخر!
لدينا منابع حكمتنا وجوهر وجودنا تراث قومنا وتاريخهم ومجدهم، في أرضنا وفي قارتنا وفي. معتقداتنا ولدينا كنوزا من الحكمة والتجارب وحب الحياة وصناعتها وتزويقها، ما احتجنا أن نغزو العالم لنسرقه وندعي انا نجلب له التحضر والرقي! لدينا ما يكفينا، نرحب بمن جاء يتعلم أو ينهل من فيض معرفتنا وحكمتنا، ومن جاء يسرق ويخدع ويكذب ويسيء إلينا بأنه جاىنا بالحضارة لينقذنا من تخلفنا فسنمد اليه حبال الصبر ونترك له حبله يلتف حوله يشنق به نفسه، ثم يلفى نفسه طريدا أو منبوذا، طال الزمن أو قصر!
يمضون ونبقى، وأفريقيا بلغاتها وثقافاتها وتنوعها الزاخر باقية تلهم العالم وتضخ في اوردتها وشرايينها دماء الحياة وعصارة الحكمة، وتظل، كما كانت دا،ئما وأبدا، مجد الإنسان ومنتهى حلمه المتجدد القديم السرمدي الباقي، حتى يرث الله الأرض ومن عليها!
وداعا وثينق أو وداعا نقوقى، هي عودة إلى الجذور ريثما يتبرعم في جيل يشب في ثقة واقتدار، يعيد للعالم توازنه يصحح مساره، في قلب أفريقيا.
العزاء لشعب كينيا، في فقدها فارسها الباسل ورمحها الثقافي الملتهب، والذي اتكأ على إرث مؤثل من مجد (الكيكيو) الغني المبهر، ممهدا الطريق لرماح أحد نصالا وأقوى مكسرا تشتجر وتزاحم في الآفاق!
وداعا واثيونق نقوقى!
نفتقدك ونحن نرقب براعم تتشكل وازهارا تتفتح، من بعض غرسك الجرىء المزدهر…!
انتهت شهادة الأستاذ عالم عباس محمد نور.
*قلت:*
تكمن شهادة الأستاذ عالم عباس محمد نور فى حق هذا المبدع الكينى فى قوة وجمال احتفاء عالم عباس بكينيا كارض وثقافة ونضال عبر ديوانه النوعى (ماريا وا مبوى) وهو عنوان خريدة كتبها عالم عباس من وحى زيارة إلى كينيا(القديمة ) وعبرها اظهر معرفة مدهشة بثقافة وفضاء كينيا علمآ أن مفردة(وا ) فى (ماريا وا مبوى) قد اربكت من يجهل السن كينيا المتعددة فحسبوها(و) وان ماريا زولة و مبوى زول رغم أن ماريا وا مبوى هو الاسم الكامل لملهمة الخريدة علمآ أن مفردة Wa تكثر فى الأسماء الكينية وقد هاجرت من لغات البانتو الى لغة السواحيلى وهى فى الأصل عبارة عن grammatical indicator refers to the plural names
أبدل المبشرون الأسماء الأفريقية و تم تعميد Ngugi to be called James لكنه لاحقا ثار على عقل المستعمر وعاد إلى إسمه الافريقى القبلى مثلما فعل النيجيرى شينوا حين ترك إسم ألبرت وهذا ما أشار اليه عالم عباس فى قوة احتفاء نقوقى واثيانقو باعتزازه بالثقافة والحضارة الأفريقية وقد قاد حملة ناجحة خلال عمله محاضرا بجامعة نيروبى لأجل تغيير اسم شعبة اللغة الانجليزية لتصبح شعبة الادب معلنا أن الأدب الافريقى ليس ادبا انجليزى وقد ترك الكتابة باللغة الإنجليزية وصار يكتب بلغة قبيلته ثم يتم ترجمة ما يكتبه الى لغات أخرى.
الملمح الأكبر فى مجمل روايات ومسرحيات هذا الكاتب هو دحض عقل المستعمر البريطانى والاحتفاء بثورة تحرير كينيا الشهيرة بثورة الماو ماو وقد ذكر فى مستهل مذكراته إلى رفضه عبارة(الماو ماو) لأنها تحقيرية وهى فى الأصل صوت قط 🐈 جبلى مؤكدا أن إسم الثورة الصحيح هو ثورة(الحرية والارض). فى سياق احتفالاته بهذه الثورة له مسرحية فى تمجيد الثورى كيماثى رفيق جومو كنياتا الذى اعدمه الانجليز واخفو قبره حتى اليوم لذا فشل مانديلا حين زار كينيا بعد خروجه من المعتقل فى تلبية حلمه زيارة قبر كيماثى لكنه زار ارملته واخذ معها صورة علمآ أن مانديلا قد ذكر أنه خلال سجنه الطويل كان يرى بوضح أطياف ثوار كينيا وهى تنير له His Long Walk to Freedom.
احمد الأمين احمد.