مقالات سياسية

المدارس السودانية الخاصة بمصر .. رهق يعتري أولياء الأمور

م/ معاوية ماجد

ونافذة كسب عارية طفقوا يقصفون عليها من ضمير بلا حياء

من المصائب التي تنزلت بفعل السفه البائن في تحرك أصحاب “رحلة الشتاء والصيف” وابتُليَت بها المنظومة التعليمية في بلدنا خضوعها “المنزوع الولاء بفعل ثوابت الأسر” لمشروعهم، وصارت من جراء ذلك سلعة تجارية، وفقدت وزنها كقيمة تربوية وأدبية وروحانية، وتراجع دورها كثيرا في بناء الإنسان، فاق أفق التوقع.

المستشارية الثقافية لسفارة السودانية بالقاهرة، هي وظيفة دبلوماسية تعنى بتعزيز العلاقات الثقافية بين البلدان، وتوفير الدعم للمجتمع المحلي في بلد الإقامة، وتنفيذ برامج ثقافية وتعليمية، ومنها كانت مدرسة الصداقة السودانية والتي تم افتتاحها في 14/8/2016 م بواسطة السفير عبد المحمود عبد الحليم وقد كانت فكرة مكتملة الولاء وموفقة الرؤية “لولا التماهي”، فكان ينبغي أن تكون مؤسسة حاضنة لأبناء السودانيين “الذين قذفت بهم ظروف سوداء مؤلمة من جراء حرب لعينة صنعها سفهاء” تمسك بهم في “فروعها المنتشرة” على مساحة القطر المصري، وتبث بالدفء الوطني والحس الإنساني في أوصالهم، بدلا من أن تتركهم في أيد أولى غيرالحس الذين يسعون بين يدي شيطان الشره المالي، ضاربين بذلك أسوأ المثل في التجلي المبين لجملة “الشيطان لا يفتر”. هناك رجال أعمال خيرون يسعون بين الناس بالجمال جبرا للخواطر وتضميدا للجراح، كان ينبغي السعي وراء نورهم والإمساك بحزمة منه باستدعائهم للتنوير وطرح فكرة مشروع “مدرسة الصداقة السودانية الممتدة”. وبذلك تضمن المستشارية الثقافية العمل على تثبيت دعائم التعليم “المؤقت” على بيئة صالحة واختيار كوادر من المعلمين الاخيارذوي الكفاءات العالية والأخلاق المهنية المرتقية بسلوك الأداء. وإعانة أولياء الأمور في الدفع المالي الميسر المتمثل في خفض الرسوم إلى الحد الأدنى، الآتي من هامش ربح متدثر بثوب الحياء. هي فكرة تعود على الأطراف بالكسب الإنساني الوفير وتجعل من ألسنة أولياء الأمور تلهج بالثناء والدعاء وهو لعمري لأمر عظيم لأولي الألباب. وبذلك تقطع الطرق على “أثرياء الحرب” المتجردين من الضمير الإنساني وحب الوطن وإنسانه. وترفع عن كاهلها أمر المتابعة الراتب للتأكد من تنفيذ شروط وزارة الخارجية المصرية المتمثلة في الثماني نقاط المتفق عليها فيما بينهم وأهمها المباني ذات الاشتراطات الوظيفية والبيئة المدرسية السليمة…

غالب المدارس السودانية الخاصة بمصر تفتقر إلي البيئة التعليمية السليمة المكتملة والمتمثلة في المباني والكوادر الإدارية والمعلمين المتخصصين الأكفاء. همها الأوحد فتح نافذة كسب عارية للرقص أمام ضعف ثلة من أولياء الأمور الذين يختبىء انكسارهم خلف دموعهم المنسكبة في تواري أمام أبناءهم. ولهم في ذلك طرق تضليلية ظاهرها الولاء والتربيت على الكتف، وباطنها سكب زجاجات من خمر رقصهم الفرح بالكسب الحرام، ومنهم من يتشدق تيها وجهلا أمام الملأ في فعالية مدفوعة الأجر، وهو يرتدي ثوب الأيمان ويتكىء على حائط بجانبه الآخر يقبع شيخ محجوب الرؤية ومن حوله صبية يقرؤون سورة “يس”. بأن الأمر ذاهب إلى الكمال. ليتها كانت قراءة لصلاح المغلوبين على أمرهم، الفارين من دخان الظلم البائن، لا للكسب الموصول بجملة خالدة “أريد أخي كليب حياً” التي ارد صاحبها الزير سالم بها أمر، وأرادوا بها معنى آخر مغاير، فليمت الكل في سبيل سعينا وراء الكسب الرخيص للمال. وهم كثر، إذا بحثت عنهم تجدهم اقرب إليك من حبل الوريد.
في زمن قريب كتبت في واحدة منها بكامل الصدق من معلومة رمادية استقيتها من شيطان يرتدي ثوب فضيلة ورؤية ناقصة المرجعية، ظنا مني بان وراء الأقنعة سماحة وولاء، لكن أفعالهم ذرت الرماد على صدق المسعى وبيان النداء إلى الانتماء إليها، مقدمة المقالة التي قصفت بها دخلاء “الثلاثون عام” وتفاعلهم السالب مع ما جاء في الفكرة الشاملة لها، كشف حقيقة انتماءهم، وفي ذلك يبدو انهم واجهة لنظرية الفعل التواصلي مع آخرين. في سياق الفكرة العامة للمقالة التي بين ايدينا ينبغي للجهة المنوط بها حضن الانتماء التحرك الفوري العاجل لإيقاف الخطوات الموثوقة المأذونة بأمر آخرين، المسترشد بمعايير المكون الإفصاحي للانطلاق المظلل بالحماية الساجدة للمال. حتى يستقيم الأمر ويتوقف تناسل الاستغلال، وتصفية استعمار المال في المسعى. وفي ذلك أوقن بان السعي المرتقب سوف يكشف الغطاء عن بعض منها إذا كانت واجهات مالية غير معروفة المصدر.

ستون عاما من الصراع بين الوطن ودخلاء الغفلة السياسية الذين ذبحوا كرامة الوطن باسم الدين وهم منه أصفار بلا قيمة، وما زالوا في غيهم يعمهون. وما يحدث الآن على الأرض وفي الخفاء من صنعهم. وتناول هذا الأمر الشائك عن التعليم الخاص الذي بين ايدينا ماهو إلا جزء من نتاج أفعالهم. فنحن الآن نعيش مأساة دولة دمرتها جماعة “محور الشر”.

نريد لهذه المقالة أن تكون يد حانية تزيل رهق أولياء الأمور وتسد نافذة الاستغلال وتفتح نافذة التعاون المريح مع السلطات المحلية، وذلك من خطوة مرجوة للسفارة السودانية متمثلة في المستشارية الثقافية للفعل الموجَّه نحو الإصلاح في شأن الهوية التعليمية بالاستناد إلى نظرية “الولاء الوطني” وتفعيل آليات الإدماج حتى تصير مدرسة واحدة ممتدة الفروع وتحمل اسم واحد له مدلولات وفيرة. “مدرسة الصداقة السودانية”.

[email protected]

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..