مقالات وآراء سياسية

الدعم السريع والتجنيد القسري للأطفال

الطيب النقر

 

قادة الدعم السريع الذين لم يجتازوا التعليم الابتدائي إلا في ضيق وشدة، في الحق لم يسرفوا في البكاء عليه، أو يظهروا لفقده الحسرة والشجن، وذلك لأن الأقدار لم تنتزعهم منه انتزاعا، فالرغبة فيه لم تكن تتأجج بين جوانحهم، أو تصطلي بها أفئدتهم، فجموحهم كان بعيداً بعداً شاسعاً عن كل ما ما يرتبط بالتعليم من صلة، أو يصل إليه بسبب، ولكن دواخلهم كانت تختنق من الحزن والألم، إذا لم تغتني من تلك السبل التي اتخذتها نظمهم الاجتماعية حياة لها، تتوارثها كابر عن كابر ، فقد اكتفت هذه الناجمة من هذه الحياة بتقليد يعتمد على فلسفة قوية، ونهج متين، وسياسة ثابتة، وهي الأخذ بأكبر نصيب مما تفيض به هذه الفانية من مباهج ومغريات، لأجل ذلك عبثت بحياتهم الحروب، وكثرت فيها الاضطربات، واستفحلت فيها الأهواء الشخصية، التي بسطت سلطانها عليهم، وأخذتهم لهذه الألوان التي ما زالت تبهرنا وتثير فينا النفور والاشمئزاز.

هذه الحياة على خطلها وبؤسها، لا نستطيع أن ندمغها بأنها سودانية محضة، فالسودانيون أو الأغلبية منهم، لا يلبسوا الحق بالباطل، أو يلبسوا على الخطأ ثوب الصواب، فنحن لا نجد أُنْسَنا الشامل، ومتعتنا التي لا تضاهيها متعة، بالخوض في مخازي، وأحداث عظيمة، لم يعهدها مجتمعنا من قبل، فنحن لا نعيش متبطلين نزجي فراغنا بالسلب والنهب، أو ندفع ملال هذا الكون، بالعبث بالنظم السياسية القائمة، ومقارعة جيوشها، نحن لا تغمر النشوة جوانب مهجنا، وتلوح السعادة على محيانا، لأننا حصرنا حياة شعب بأسره، أو كادت تنحصر في شيئين، هما الموت والشقاء، نحن لا نتبع “الأطفال القصر” في كل مكان، ونأخذ عليهم كل سبيل، حتى يكونوا وقوداً لهذه “الكريهة” التي خسرناها من جميع وجوهها.

إن الفريق عبدالرحيم آل دقلو، القائد الثاني لمليشيات الدعم السريع، الرجل الذي اكتظت الفظاظة على سمته، والبلادة على وجهه، الزعيم الشديد الجهل بكل شيء، لا يظهر عواطف الحدب، والرفق، والاشفاق، بيتامى قتلى جيوشه الذين ازدروا الحياة والأحياء، وتركوا ما كانوا يستمتعون به من لذة، وما يتهالكون عليه من سرور، بعد أن عبثت بهم المنايا، وتغلغلت في طبقاتهم الحتوف، وعجزت المليشيا التي كانوا يذدون عنها بيد، ويناضلون عنها بسهم، والتي كانت تعيش حياة هادئة مطمئنة بعد سقوط”البشير”، أن تحتفظ بملكها وسلطانها على المدن والأقاليم التي احتلها، فقد حملها الجيش الوطني على تركها، واضطرها إلى الهرب لحواضنها الاجتماعية التي قدمت منها، كما أن جيشنا الذي لم يقف واجماً بازاء تلك الحوادث الكبري، التي كانت كفيلة بتفتيت كينونة أقوى الجيوش وأعتاها، إليه يعود الفضل في فناء هذه القوات التي لم تستقر في أرض، أو تتحضر بعد بداوة، لقد انتصر جيشنا الوطني على “عربان الشتات”، وعلى النخب المستبدة، المستقرة والقادمة من خارج الحدود، تلك النخب التي تخضع لنظام سياسي واحد، لم يتغير ولم يتبدل، وهو “نظام العصبية” الذي ينتهي إلى ما انتهت إليه هذه المليشيا من افلاس.

لقد عاندت هذه المليشيا الدولة، وانتصرت عليها في الكثير من المرات، والجيش الذي لم يكن في كل الحروب التي خاضها إلا مدافعا عن كيانه وشرف الدولة، سلك في نزاعه مع هذه المليشيا مسلكاً ضيقاً، مضى فيه في هدوء ورفق، حتى أفضى به هذا الهدوء وهذا الرفق، إلى النتيجة التي كان يبتغيها، هذا الجيش الذي له مُثل وأعراف صاغ عليها عقيدته، لا يمكن أن يتورط فيما تورطت فيه “مليشيا آل دقلو” من الرذائل والآثام،، لم يقع جيشنا الوطني في أدران النزاعات، فيقدم على تجنيد الأطفال الذين لم يناهزوا الحلم، ويلقي بهم في أتون هذه المعارك لا تبقي ولا تذر كما فعلت المليشيا “الصهيوخليجية” التي ضربت بالقانون الدولي الإنساني، والمعاهدات التي تحظر مشاركة الأطفال في العمليات العسكرية عرض الحائط.

والحقيقة التي لا يخالطنا فيها شك، أو تنازعنا فيها ريبة، أن المليشيا الممقوتة التي طمست رونق البلاد، كانت تصطنع هذه الفئة العمرية لارضاء مطامعها، التي تتوخى من أجل نيلها أقذر الأساليب وأفدحها، ولعل الشواهد على صحة مزاعمنا يفوق عددها الإحصاء، وقد تحدثت عنها في تقاريرها الراتبة، المنظمات الدولية، والأممية العاملة في مجالات حقوق الطفل، لقد استنكرت هذه المنظمات والهيئات الدولية، السلوك المشين الذي تقوم به قوات الدعم السريع، التي تدفع بأطفال لم يبلغوا الخامسة عشر من أعمارهم، وترغمهم على المشاركة في عملياتها القتالية، ونحن على الصعيد المحلي، شاهدنا ذلك في هجوم المليشيا المارقة الحثيث على مقر سلاح المدرعات في الخرطوم، وفي كل “غزوات” المليشيا الفاشلة لاسقاط مدينة الفاشر الصامدة.

وتصريحات الفريق الأنوك “عبدالرحيم آل دقلو” التي نتخذها مادة للعبث والسخرية، زعم هذا الرجل الذي نلمح هذا الحمل الثقيل الذي يؤود به عاتقه، في احداها أن مخزون الدعم الاستراتيجي من المقاتلين “الأشاوس” لم ينتهي بعد، وأن هناك “مليون مقاتل” ينتظرون “اشارته” للانخراط في النزال، تصريحات القائد الهمام التي أدلى بها لأجهزة الإعلام المقروءة، والمسموعة، والمشاهدة،أطلقها بعد أن أخذ جدار قواته في التصدع والانهيار، وبعد أن بدأت القوات المسلحة وكل التشكيلات التي تقاتل معها، تْجِدُ في سحق جنوده، وتُمْعِنَ في فتح المدن التي كانت تخضع لقواته من قبل، هذه التصريحات بلا شك، تظهر تفوق الجيش الوطني، واستئثاره بالفوز والغلبة، وتظهر أيضاً كذب الفريق الأهطل عبد الرحيم، الذي يتكلف الآن الكثير من العناء، لاقناع ذوي الأطفال الذين”كانوا” يذودون عن حياض الدعم السريع، فالنار لا تستوقد إلا بالحطب، وقد قضت نيران هذه الهيجاء على يابس هذه المكونات وهشيمها، فما أن تناهى إلى أسماعهم أصداء هذه الدعوة التي ينشد فيها البطل الذي لا يبارى الفريق عبدالرحيم، فلذات أكبادهم، كأدوات يستعين بها على ما يريد من مجد وسؤدد، حتى لاذت بالقفار، وأعالي الجبال، فيكفي ما فقدته هذه المكونات من فئات كانت تخاصم وتناجز هذا الجيش العتيد، وتلتمس حقها في هزيمته، لكنها لم تظفر بهذا الحق.

 

[email protected]

‫4 تعليقات

  1. اذا افترضنا بان افراد مليشيا الدعم السريع لم يجتاوزوا التعليم الابتدائي. واذا قلنا بان عدم التعليم ساهم في ارتكابهم الجرائم الوحشية والانتهاكات المروعة
    انت يا كوز يا مجرم يا حقير. انت والكثير من الكيزان تعلموا حتي المراحل الجامعية وما فوقها ورغم ذلك فان ما ارتكبتوه من الجرائم والانتهاكات والفساد والسرقة واللصوصية فاق جرائم المليشيا آلاف المرات. لماذا لم يعصمكم التعليم الجيد من هذا الاجرام الوحشي
    الأمر ليس مرتبطا بالتعليم فكثير من المواطنين حالهم كحال أفراد المليشيا وهناك الكثير من الناس تعليمهم مشابه لمستوي تعليم الكيزان لكنهم في الحالتين لم يصبحوا مجرمين مثلكم او مثل افراد المليشيا
    ليكم يوم يا كوز يا مجرم. حيث لم يعد هناك ما تبقي لكم سوي القليل من الوقت قبل السقوط والهلاك مع سجل حافل بالجرائم وبالعار والمخازي وما يندي له جبين الانسانية من الافعال والاقوال لم يتبقي لكم ايها اللصوص الحقراء الزبالة سوي الذهاب الي مزبلة التاريخ تلاحقكم لعنات مواطني ومواطنات السودان

  2. الجنجويد وكتائئب الاخوان المتأسلمين ومليشيا كيكل وكرور الحركات كلهم متورطبن في تجنيد الاطفال …
    لكن كوز الدمازين الوطواطي كعادة ااكبزان تنطبق عليه كافة دالات الخبث والانحطاط الكيزاني ..
    رمتني بداءها وانسلت .. الفيك بدربوا والشيطان يعظ ؟؟

    1. بالضبط يا استاذ الفاتح ابنعوف ..
      بالذات حركة العدل والمساواة -فكي جبرين- تجنيد الاطفال داخل وخارج السودان -معسكر ام جرس في تشاد-

      هذا مجرد مثال، غيض فيض التوثيق الرائج والمتداول، مقطع توثيق بعنوان :
      “التجنيد القسري للاطفال بواسطة حركة العدل والمساواة”:

      https://x.com/i/status/1928495524610514961

  3. نسيت يا كوز لما جندتوا طلبة الشهادة الثانوية ووديتوهم الجنوب؟
    ولا نسيت البرايين وكلاب كيكل الفيهم أطفال ؟
    التقل الكوز الني المنافق.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..