أهم الأخبار والمقالات

السلاح الكيماوي والجيش المأزوم

✒️دكتور الوليد آدم مادبو

*“عندما يُستهدف الأبرياء، يُنتهك جوهر إنسانيتنا. الصمت ليس حيادًا، بل تواطؤ.”*
— كوفي عنان

ما بعد مجزرة الكيماوي ليس كما قبلها. إنها لحظة فاصلة في ضمير العالم، وفي وجدان كل سوداني. حين تُطلق غازات قاتلة على المدنيين العُزّل، فإن الصمت لم يعد ممكنًا، والحديث عن “أطراف النزاع” يفقد توازنه ومصداقيته. هذه جريمة لا تبرير لها، وكارثة تكشف بجلاء الانهيار الكامل لمنظومة الدولة، وعلى رأسها الجيش الذي فشل في حماية الشعب وتحول إلى أداة حرب وأداة قتل جماعي.

ما حدث ليس مجرد تجاوز عسكري، بل جريمة حرب موثقة، وفقًا لتقارير طبية وشهادات ميدانية من مناطق مثل “دارفور” و”الخرطوم” و”أم درمان”، حيث استخدمت القوات الجوية أسلحة يُشتبه أنها تحتوي على غازات سامة ضد أحياء مكتظة بالمدنيين. *لم تكن هذه ضربات خاطئة، بل كانت ضربات متعمّدة ضد السكان، وهي بذلك ترتقي إلى مستوى الجرائم ضد الإنسانية.*

إن المجتمع الدولي، وفي مقدّمته الأمم المتحدة والاتحاد الإفريقي، لم يعد بإمكانه الاكتفاء بالبيانات القلقة. الصمت عن استخدام الكيماوي هو تواطؤ. *المطلوب تحقيق دولي عاجل، وإحالة المسؤولين عن هذه الجرائم إلى المحكمة الجنائية الدولية*، بما في ذلك قيادات في الجيش السوداني يشتبه بتورطها المباشر أو بالتغطية عليها. كما أن فرض حظر جوي على المناطق المدنية، ولو مؤقتًا، أصبح ضرورة إنسانية عاجلة، حماية لما تبقى من أرواح بريئة تحت نيران الطيران الحربي الحكومي.

الجيش لم يعد جيشًا وطنيًا، بل ميليشيا مقنّعة. يتكوّن من بقايا تحالفات الإسلاميين، وضباط مرتبطين بمصالح قبلية وجهوية، ومراكز نفوذ فاسدة (زبائنية) نشأت خلال عقود النظام السابق. ليس هذا الجيش سوى أداة إرهاب داخلي، تُستخدم لترهيب السودانيين لا لحمايتهم. *السلاح الكيماوي هو فقط تتويج لمسار طويل من الانهيار الأخلاقي:* من قصف المستشفيات والمخابز، إلى المجازر في الجنينة وكُتم وكرينيك، إلى حملات التطهير العرقي في غرب دارفور، وكلها موثّقة بالصوت والصورة.

الحقيقة أصبحت واضحة لكل من له عينان: لا مستقبل للسودان في ظل جيش، عبارة عن مليشيا عقائدية، تستسهل استخدام الأسلحة المحرمة دوليًا وتقتل شعبها. *المطلوب هو تفكيك هذه المؤسسة بالكامل، لا إصلاحها، وإنشاء جيش وطني جديد من الصفر*، تحت قيادة مدنية، بعقيدة دفاعية تحمي المواطن لا تفتك به. الحديث عن “إصلاح تدريجي” وهم كبير، ومسار ثبت فشله. لا يمكن التعايش مع من ارتكب المجازر ضد شعبه. لا يمكن منح القتلة فرصة جديدة. العدالة هي نقطة البداية، والمحاسبة هي شرط السلام.

كتبت الأستاذة رشا عوض مقالة بعنوان “الجيش المصري في السودان” ركّزت فيها على أنّ *الجيش السوداني لم يكن يومًا جيشًا وطنيًا، بل أداة تابعة لمصر منذ تأسيسه،* خادمًا لمصالحها في السودان، وخاضعًا بالكامل للهيمنة المصرية، ما يجعل بنية الجيش معادية لأي مشروع وطني مستقل، ويفسر مواقف قادته من التفريط في الأراضي السودانية والثوابت الوطنية والثروات الطبيعية.

ختامًا، لا يحتاج السودان إلى تسوية جديدة تُعيد تدوير الجنرالات والمجرمين، بل يحتاج إلى قطيعة حاسمة مع دولة العسكر ومليشيات الإسلام السياسي. كل تأخير في هذه القطيعة يعني مزيدًا من الدم، ومزيدًا من المدنيين الذين سيسقطون تحت أنقاض منازلهم بفعل غارات الكيماوي أو القصف الجوي.

*الكيماوي ليس فقط جريمة، بل نداء دموي يدفعنا لقطع الطريق على الدولة القديمة*، ويحثنا لكتابة دستور جديد، بأدوات جديدة، ويحفزنا لصناعة مؤسسات خالية من التلوث العسكري والديني.

‫9 تعليقات

  1. وانت بعد الحوكمة حقت دى مرجعك فى العلم رشا عوض وهل رشا عوض حين تقول الجيش المصري في السوان يؤخذ قولها كافادة ذات مصداقية
    انت كرت محروق ولا تصلح لان تكون سودانى
    اكيد تشاد مناسبة لك

    1. يا مهندس البلاعات السعودية لو قريت مقال رشا عوض المذكور لفهمت انه يصلح ان يكون مرجعا لاي سوداني شريف. هذا هو المقال الدقيق و العميق و الذي عرى الجيش المليشيا

      لجيش المصري في السودان
      ‏رشا عوض

      ‏حتى نضع التعامل مع معضلة “الجيش السوداني” في سياقها الموضوعي، فيجب ان ندرك ان هذا الجيش ليس جيش الشوايقة او الجعليين او الدناقلة او البني عامر او الهدندوة!

      ‏ليس جيش الرزيقات او المسيرية او النوبة اوالزغاوة او الفونج او الفلاتة او المساليت!

      ‏باختصار ليس جيش السودانيين باختلاف قبائلهم!

      ‏هذا جيش مصر في السودان!

      ‏ظل جيشها سواء في عهدها الخديدوي او الجمهوري!

      ‏بمعنى انه الاداة الناجعة لها في استتباع السودان واستغلاله اقتصاديا سواء في اوقات سلمه او حربه!

      ‏بمعنى ان ” العقل السياسي” “لحزب الجيش” وهو حزب قوامه شبكة مصالح متراكمة تاريخيا فيها اطراف مدنية ولكنها تحت هيمنة الجنرالات الكبار والاستخبارات بشكل كامل ، هذا العقل غير وطني وتابع لمصر!

      ‏ولذلك وجود ضباط وجنود وطنيين ونزيهين – وهو حقيقة اذ لا يمكننا ان الجيش يضم في صفوفه مواطنين شرفاء وصالحين- ولكن وجودهم بكل اسف لم ولن يغير شيئا في شفرة “تشغيل الجيش السوداني” فهي ” مشفرة باحكام” ضد تسلل اي مشروع وطني سوداني مستقل! انها شفرة الانقلابات العسكرية التابعة لمصر (طوعا او كرها) في القضايا الاستراتيجية.

      ‏ولذلك لا حل للسودان سوى اعادة بناء جيشه على اسس وطنية، واهم شروط هذا البناء هي اخراج الجيش من السياسة والاقتصاد، هذا هو الاتجاه الذي يجب ان نضبط بوصلتنا الوطنية نحوه، لو فشلنا في ذلك في المدى المنظور ، وهذا وارد، فالمهم هو ضبط البوصلة الوطنية بشكل صحيح وحتما سيأتي الرجال الاحرار والنساء الحرات، المؤهلون اخلاقيا وفنيا لانجاز هذه المهمة ، وحينها فقط نرفع راية استقلالنا بحق وحقيقة!

      ‏اكبر منافس للنفوذ الاسلاموي في الجيش السوداني هو النفوذ المصري الذي اخترق نفوذ الكيزان!

      ‏من الاسباب المهمة التي لم نتوقف عندها في ” مفاصلة الاسلامويين” هي تمرد الترابي على الهيمنة المصرية ، ولكنه بدأ بسودنة جامعة القاهرة وطرد البعثة التعليمية المصرية، ونسي او تناسى ” سودنة الجيش” لان مشروعه الايدولوجي كان هدفه ” كوزنة الجيش” لا سودنته!

      ‏هذا الجيش المتكوزن بطبيعته غير مؤهل لخدمة اي هدف وطني، فقد رأينا كيف خضعت حكومة البشير للابتزاز المصري والاثيوبي بعد مغامرة اغتتيال الرئيس المصري المرحوم حسني مبارك وسلم النظام العسكر اسلاموي حلايب وشلاتين لمصر، والفشقة لاثيوبيا ، اما سلاحه التقليدي والكيماوي فكان من نصيب اطفال دارفور وجبال النوبة .

      ‏الان مصر احرص على تمكين الجيش من الكيزان انفسهم لان فوائدها منه للمفارقة تفوق فوائد اي طرف سوداني!

      ‏( خلال هذه الحرب ارتفعت صادرات مصر من الذهب كما ارتفع احتياطي بنكها المركزي منه واستقر سعر صرف الجنيه، هذا حديث الارقام )

      ‏انت كسوداني عاااادي لست من طبقة الجنرالات الكبار المحظيين ولا توابعهم ، عليك ان تفكر بموضوعية وتجرد ما هي الفوائد المحسوسة الملموسة التي جناها السودانيون من هذا الجيش على مدى سبعين عاما؟

      ‏متى واين انتصر في معركة ضد عدو اجنبي؟ كم عدد المواطنين السودانيين الذين قتلهم هذا الجيش ابتداء من الحرب الاهلية في جنوب السودان ثم دارفور ثم جبال النوبة والنيل الازرق؟ طبعا التبرير للقتل الوحشي في تلك المناطق هو وجود حركات مسلحة، حسنا كم عدد المتظاهرين السلميين الذين قتلوا في الخرطوم وبورسودان وعطبرة ومدني وكسلا والدمازين ونيالا والفاشر طيلة العهود العسكرية؟ كم عدد من قتلوا في اعتصامات المدنيين داخل اسوار القيادات العامة للجيش في المدن السودانية؟

      ‏ماذا فعل الجيش بثرواتنا القومية الهائلة ؟ هل منع تهريبها الى الخارج؟ ابدا! من المطارات المدنية والعسكرية تقلع الطائرات التي تحمل اطنان الذهب المهرب الذي لا يعود ثمنه الى الخزينة العامة!

      ‏الجيش كان اكبر فأس لقطع الغابات السودانية وتصحير البلاد!

      ‏في ارتريا القريبة لا يجرؤ عسكري على التنقل بكيس صغير من الفحم!! لان النظام حريص على البيئة والغطاء النباتي!

      ‏ الحكم العسكري الشمولي في اي مكان يمكن ان تجد له بعض فائدة لعموم المواطنين الا في السودان !! لانه لم ينعم بحكم عسكري اصيل ووطني! بل كل انظمة الحكم العسكرية السودانية عميلة وغير معنية بتقديم خدماتها للسودانيين والقاسم المشترك بينها من عبود مرورا بالنميري والبشير وصولا الى البرهان هو الحكم بالوكالة لصالح مصر! الجديد الوحيد هو ان المتغيرات الاقليمية والمتغير الكارثي الداخلي في السودان ممثلا في هيمنة الكيزان ( الاسلامويين) وسيطرتهم على مفاصل الجيش خلق للوكالة المصرية منافسين جدد! ابرزهم وكلاء ايران في الجيش، ! وهاهي طاحونة حرب الوكالة تدور فتحرق وطننا من اقصاه الى اقصاه!

      ‏ قسوة هذه الحرب ووحشيتها يجب ان تدفعنا لطرح الاسئلة الصحيحة والاجتهاد في استخلاص الاجابات الصحيحة وهذا ما ساظل افعله الى ان اهلك دونه.

  2. في التقرير الذي قدم حول استخدام الأسلحة الكيميائية كانت الادلة عبارة عن عينات من التربه وبقايا حيوانات نافقة.
    لكن هناك شئ آخر لم ينتبه إليه المواطنين وهو مرض ملتحمة العين الذي انتشر بصورة واسعه في ولايات مختلفه
    انه لشئ غريب تورم وأحمرار في العيون يشبه النزف يستمر أكثر من أسبوعين الصيادلة يعلمون جيدا عدد المصابين الذين مروا عليهم بهذة الأعراض
    عندما أصبت بهذة المرض علقت لأحدهم بأنه نتاج الاسلحه التي استخدمت في الحرب لم تكن هناك إحصائيات من جهات الاختصاص ولم تجري فحوصات معملية حول مسببات المرض وأسباب الانتشار ولم تكن هناك حملات توعية فقط كنا نسمع انه وباء أتى من جنوب السودان
    الغريب في الأمر اننا لم نشهد في حياتنا في مثل هذا الوباء في السودان. نعرف الكوليرا وحمى الضنك لكن ملتحمة كانت جديدة علينا كليا
    أجزم انه كانت هناك الآلاف الإصابات بهذا المرض المصيبه هناك من يتلاعب بحياتنا وصحتنا وعفايتنا وكرامتنا والي متى كل هذا الصمت

  3. ههههه كيمياوي وجيش مليشة وهلم جراااا ؟هل تعرف ياالسيد الوليد آدم مادبو انك كنت في يوم من الايام في قائمة الاسماء المرشحين لرياسة الحكومة فما تلعب بي النار وتوسخ اسمك وتلوث سمعتك خليك نظيف دائما واقف مع الجيش دائم واحتمال ولعل وعسي تجد حظك من الرياسة وتعرف الان لو اراد رئيسنا وسيدنا وتاج روؤسنا كامل ادريس لو فكر في منصب ليك في الحكومة الجديدة اكيد الجيش سوف يقول لا والشعب سوف يقول لا وحتي المليشة ذاتها بعد كلامك دا لن تقبلك رئيس ليها احسن تلحس كلامك قبل فوات الفرص

  4. صدقت… كفيت ووفيت والكيزان يستحقون الاعدامات الجماعيه في الميادين العامه من أجل أن يكون شعب السودان او لا يكون… لقد بلغ السيل الزبي… بركان ديسمبر المجيده على الأبواب والمجد كل المجد للساتك والتتريس في كل مكان ! يسقط يسقط فلول الكيزان والي الجحيم ، ولا نامت عيونهم… نعم لا نامت عيونهم للابد!!! سيأتي كوز راسه ملفوف كلقلووظ ليدافع عن المجرمين قتلة الكيماوي!!! قائد سلاح الطيران اهلكه الله انتقامآ وذهب الي الجحيم مذمومآ بإذن الواحد القهار!!!

  5. ووووواب علينا وكرررررا نار عديل ماشوفت مؤتمر كامل ادريس طلع كيف ولا قال بسم الله ثم صلي علي النبي ووواي ياكيزان اطمئنوا خلاص مسلم سمح و وين القحاتة ومش كدا وبس جاب معاه الكتاب اقصد الكتب وسوف يمشي بنا سطر سطر سطر ذي ابرة البرهان وواي وكرا تقولي شنو ومنو هوووي ياشعب كل زول يمشي يشتري الكتب دي عشان نتابع مع الرئيس السطور ومانفط ولا سطرو ايوة واذا هو فط لينا سطر او سطور نعمل ليه تنبيه ووواب وكرررا ياقحاتة شوفت اللغات كيف شئ انغليزي وشئ فرنسي واسباني وايطالي ووولكن نسي الاهم من دا الرطانات ماحافظ ولي شنو كان يعطنا حتة من كل اقليم لو سلام حتي و غايتو ماخلي شئ تبا رئيس كفأ وجاهز من كلو وماباقي غير العمل والتنفيذ وربنا يوفق الرئيس كامل ادريس مش تقول لي حمدوك الفاشل الطيرة شوفوا كامل البروووف https://www.youtube.com/watch?v=AYfF9vVh7QA

  6. (مووواطنه) الكوزة دي مرة (مواطن) الكوز ؟

    يا لجنة جداد الكيزان الإلكتروني إختاروا ليكم أسماء…. لها إيقاع.

  7. يسلم يراعك يادكتور وليد .. لم تصدع إلا بالحق..نسأل المولى ان يثبتك عليه وتظل منارة يهتدي بها الناس لمعرفة حقوقهم وكشف جرائم الكيزان وجيشهم المؤدلج وميليشياتهم .. سير ولا تلفت لنباح المغيبين

  8. متي كانت لأمريكا مصداقية أليست هي من قامت بغزو العراق بحجة امتلاك العراق لأسلحة كيمياوية ثم ظهرت الحقيقة فيما بعد… و أليست هي من قامت بضرب مصنع الشفاء بنفس الحجة ثم قامت بتعويض صلاح ادريس صاحب المصنع بعد أن ظهرت الحقيقة…

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..