واجهة الكفاءة !!

أطياف
صباح محمد الحسن

طيف أول :
ثم يمر عليك فصلٌ لا تعرفه
تجهله نوافذك، ولكن انتظار المواسم إعتاد زوبعة الفواصل!!

ويكشف رئيس مجلس الوزراء في الحكومة الإنقلابية كامل ادريس عن خطة تعيينه الكيزانية مبكرا، والتي يبدو أنها جاءت بتواصل مسبق مع القيادة الإخوانية قبل القيادة العسكرية مما يثبت أن تعيينه من قبل الفريق البرهان بإدعاء الكفاءة من أجل تشكيل حكومة مدنية هو مجرد فرية
فالرجل كشف في أولى خطواته عند وصوله، وعلى درج الطائرة ان التنظيم الإسلامي يقف خلفه، وقبل أن يسجد لله شكرا ً، أنه “رزقه المنصب”، فمن أعلى سلم الطائرة ظهر خلفه السفير بدرالدين محمد علي الجعيفري
الكوز والرجل الأمني
الذي التحق بوزارة الخارجية في العام ٢٠٠١ في عهد الدكتور مصطفي عثمان اسماعيل ، والذي تم تعيينه ضمن دفعة تمت تنقيتها بعناية أظهرت أن الإختيار وقتها وكالعادة جاء بشرط الإنتماء الحزبي فقط !!
وعمل بدر الدين في قنصلية السودان بدبي مما يثبت انه شخصية امنية دبلوماسية، و بعدها عمل في سفارة السودان بالسويد و جنوب السودان
وتم فصله من قبل لجنة تفكيك التمكين في فبراير ٢٠٢٠
ولكن أعاده القاضي ابوسبيحة بعد انقلاب البرهان وكان ذلك في يناير ٢٠٢٢.
ومن بعدها تم نقله للعمل في بعثة السودان الدائمة بجنيف في اغسطس ٢٠٢٢، الي تاريخ مرافقته لرئيس وزراء الانقلاب كامل ادريس، حيث جاءت الأخبار أن كامل ينوي تعيينه مديرا لمكتبه.
والرجل عندما رافق كامل في رحلته الي السودان، وظهر يوزع الورد على ركاب الطائرة (زهور في زمن الكوليرا )!!
فحضوره ضمن طاقم وفد رئيس الوزراء لم يكن صدفة ولم يتم بترتيب التنظيم فقط ، ولا لأن كامل ادريس لايعرف خلفيته وفُرض عليه، فالسفير الكيزاني المُنظم له علاقه وطيدة برئيس الوزراء سبقت تعيينه، حتى انه عندما صدر كتابه “خطة مارشال السودان” أهدى كامل كتابه لعدد من الأشخاص من بينهم خمسة “كيزان امنجية” بالبعثة الدائمة في جنيف وعلي رأسهم السفير حسن حامد، ونائبه السفير بدر الدين الجعيفري.
ووجود عناصر امنية تحيط بكامل ادريس تؤكد أن اختياره وتزكيته تدعمها شخصيات اسلامية.
وجاء كامل ادريس ومعه الجعيفري الذي إن لم يتم يعينه مديرا لمكتبه سيكون احد كبار مستشاريه مما يعني أن القيادات التنظيمية والأمنية هي التي تدير القرار خلف “واجهة الكفاءة”!!
وبدر الدين ليس كوز يعيبه الإنتماء للتنظيم فقط و لكنه صاحب ملف دبلوماسي” غير نظيف” وفساده في عدد من الدول “معلوم” وربما نعود له لاحقا
وقد لايكون تعين “كوز” امر غريب في حكومة يرأسها البرهان ويدير دفتها الكيزان، ولكن الغريب أن رئيس الوزراء قال في بيانه بعد اداء القسم، إنه جاء لخدمة الشعب والديمقراطية ، فكيف يخدم الديمقراطية المكبلة والمقيدة بسلاسل التنظيم الإخواني، والتي نزعتها والقيادة العسكرية بالسلاح!!
وبهذا يكون كامل بدأ مشواره مع المواطن بكذبة، كما فعل الفريق البرهان منذ 2019
ولا ادري عن أي ديمقراطية يتحدث وهو الذي وقف منحنيا امام قائد الإنقلاب، وظهر البرهان يحمل عصاه و يراقب قسّمهُ، في صورة كشفت سلطة وسيطرة العسكر على الحكم وأن كامل جاء للمنصب بصلاحيات معدومة فمن قبل تحدثنا ان تعيين ادريس ماهو الا محاولة لإثنين أن يبلغ البرهان حلمه للحصول على الشرعية ، وأن يبلغ كامل حلمه في أن يصبح رئيس وزراء
وليس ثمة منفعة للمواطن وكلاهما سيجد نفسه يقف على حافة الهاوية قريبا
ويطالب ادريس أن يطوي الناس صفحة الخلافات لبناء وطن مستقر،
” الصفحة الممزقة” !! والغريب أن “سكرة” المنصب أنست كامل ذكر الحرب في بيانه او تعمد تجاهلها، فهل من المعقول ان يصدر رئيس الوزراء أول بيان له، ولايقف على الحرب بكلمة واحدة في وقت يموت فيه العشرات في دارفور بسبب القتال والمئات في امدرمان بسبب الكوليرا !!
وكيف تُطوى صفحة من الوجع والألم والحرب مستمرة!!
فلماذا لم يطالب كامل بوقف الحرب فكيف يتحدث عن تحقيق الأمن والإستقرار في ظل استمرار الحرب، ام أن رئيس الوزراء وصل بورتسودان مدينة السلطة التي لا علاقة لها بالشعب والحرب.
فربما يظهر غدا ليحدث الناس عن ضرورة استمرار الحرب حتى القضاء على التمرد!!.
طيف أخير
#لا_للحرب
لايجدي دعم دول افريقية لحكومة ادريس لأنها ذات الدول وقفت من قبل ودعمت البرهان في انقلابه ، وثبت أن ذلك بلا فائدة وقيمة، لكالما أنها تستطع حتى درء العقوبات الدولية عنه ، وهذا وحده يكشف دورها المتواضع في تسويق شرعيتة.

الجريدة