الشعب يخسر و المكسب للكيزان !!

سيد محمود الحاج
على غرار الخيل تجقلب و الشكر لي حماد ، فإنّ الوطن الآن يخسر كل شيء .. فهو يخسر إنسانه الذي قضت الدانات و المسيّرات و القنابل التي ظلت تقذفها الطائرات فوق روؤس آلآف الأرواح البريئة دون تمييز بين طفل و إمرأة و شيخ ، كما خسر و يخسر مقوماته و بنيته التحتية من جسور و محطات توليد كهرباء و مستودعات وقود و مرافق عامة كالمشافي و المدارس و غيرها و قد توقفت الحياة تماما لأكثر من عامين .. فلا تعليم و لا علاج و لا مصالح تعمل و لا أمن و لا أمان … شلل كامل لحق بالبلاد لأجل أن يعود ذلك النظام الفاسد المارق الذي رفضه الشعب و لفظه الوطن ، إلى الإمساك بالسلطة التي سخّرها طيلة ثلاثة عقود لإشباع نزواته و رغباته الدنيئة و المصلحة الشخصية لأفراده و أتباعه دون الإلتفات إلى مصلحة الوطن او المواطن ، بل على النقيض فقد عملوا على هدم الوطن فلم يستبقوا معولاً من معاول الخراب إلّا و قد إستخدموه و أذلّوا إنسانه بممارسة كل أشكال القهر و الظلم يدفعهم في ذلك حقد ترسّب في أنفسهم دون أن يُعرف له مبرّر و كأن بينهم و بين الوطن و أهل الوطن ثأر قديم .
أناس ليسوا من ذات الطينة التي بنينا منها ، فهم لا يعرفون سلاماً و لا عدلاً و لا يؤمنون بحرية الفرد و لا يؤمنون بما أسموه وطن او وطنية .. فلا غرابة أن كان أسهل الأمور و أبسط الأفعال هي القتل … قتل الروح التي حرّم الله قتلها إلا بالحق لكن أين هم من الله الذي نسوه في سكرة ملذاتهم و نشوة السلطة . فالعالم شهد و يشهد على أفعالهم و ذبحهم للآدميين و قتلهم بأبشع الطرق ، فقوم مثلهم لن يُنتظر منهم سلام و لا عدل و لا مساواة بين الناس ، فهاهم يصرّون على مواصلة الحرب و لو استمرت رحاها تدور لقرن من الزمان فماذا يضيرهم و أسرهم في مأمن في قصورهم المترفة في تركيا وفي ماليزيا و في غيرها يأكلون و يشربون دون خوف من دانة او مسيّرة او كوليرا او حمّى ضنك ، و في جعبتهم من أموالنا المنهوبة ما يكفيهم و يكفي أحفادهم لقرون آتية !!
ما يثير العجب و يجعل المرء يتساءل ، كيف لمجموعة تعدّ على أصابع اليد أن ظلت ترعب و تذل أربعين مليوناً من البشر لأكثر من ثلاثة عقود و تستحقرهم إلى هذا الحد فتستولي على كل مقدّرات الوطن و تستأثر بخيراته و ثرواته جميعها و لا تجود حتى بالفتات على شعبه … و كيف لشعب الوطن أن يظل خانعاً و منخدعاً و هو قد وقف شاهداً على الفساد و الخراب و الجرم المرتكب في حقهم خلال سني حكمهم العجاف ، كما يشهد الآن كل صنوف الشر التي يمارسونها و إصرارهم على أن تبقى نار الحرب مشتعلة و نراهم في كل يوم يصبّون مزيداً من الزيت عليها فلا يشغل بالهم او يعنيهم حال الشعب الذي ظل يضرب في الأرض بين نازح و لاجيء لا يكاد يجد قوت يومه ناهيك عن أموالهم و بيوتهم و ممتلكاتهم التي نهبت !!
إن كانت تلك الشرزمة قد وصلت إلى هذا الحد من المغالاة في إنتهاك عزة الوطن و شرفه و إسترخاص أرواح أهله و إذلالهم فما ذلك إلّا لإيمانهم بمجد البندقية كما صرّح من يجرّ لهم عربة الشرّ ، و أناس هكذا إيمانهم بات التفاوض معهم أمراً غير ذي جدوى ، فكما يقول أهلنا النار لن تنطفىء إن لم تقابلها نار ، لذا ينبغي إعادة النظر في شعار الثورة الذي يقول : حرية…سلام … و عدالة ليصبح حرية .. نضال و عدالة و إلّا فإن الساقية ستظل دائرة تدفق قواديسها ناراً و دماّ و سنبقى كما نحن في متاهات النزوح تعصف بنا الأوبئة و يعصرنا الجوع !!
ما الذي يحدث في هذا الموقع؟
ردا على مقال (الشعب يخسر والمكسب للكيزان) أقول:
[] الشعب خسر صحيح، ولكن التركيز على من أشعل عليه الحرب وتسبب في خسارته هو الأهم، وليس التركيز على من كسب من الحرب!
وإن كنتم تظنون أنكم، باعتباركم أعضاء فريق حملة التضليل أو (جوقة الوضعاء) كما وصفهم القحاتي الوطني أمجد فريد، قادرين على غسل دماغ السودانيين وتغيير قناعتهم الراسخة بأن الذي تمرد يوم 13إبريل وحاصر مطار مروي وأشعل حرب الإطاري عليهم واقتحم بيوتهم وقتلهم واغتصب نساءهم ونهب ممتلكاتهم وضرب بنيتهم التحتية حتى صهاريج وقودهم وخزانات مياههم ومخازن أغذيتهم ومحطات توليد كهربائهم ومشافيهم وأسواقهم ومساجدهم ومدارسهم ومخيمات نازحيهم:
هي مليشيا الدعم السريع الحليفة ل/قحتقدم وليس الكيزان ولا كتائب البراء ولا الجيش السوداني ولا المستنفرين ولا المشتركة ولا حركات الكفاح المسلح.
وان الذي يقتل أسراهم حرقا ودفنا وذبحا ودهسا وقصفا عشوائيا هي مليشيا آل دقلو المتحالفة مع قحت وليس الكيزان ولا كتائب البراء ولا جيش سناء حمد وعلي كرتي كما تزعمون.
وأن الجماعة المتحالفة مع مليشيا آل زقلو الإرهابية هي قحت بمختلف متحوراتها (تقدم وتأسيس وصمود وكفيل الكل) وليس الكيزان ولا الفلول ولا الحركات ولا المستنفرين ولا كتيبة البراء ولا جيش علي كرتي.
وأن الذين أدمنوا العطالة والإقامة مدفوعة الأجر من الكفيل بلا عمل في فنادق أديس وكمبالا ونيروبي غير حياكة المؤامرات والدسائس والفتن على وطنهم وشعبهم والتفنن في العمالة والإرتزاق لصالح الكفيل، هم القحاتة وليس الكيزان ولا كتائب البراء ولا المستنفرين ولا الجيش السوداني.
وأن من صمدوا معهم وقاتلوا دفاعا عنهم وعرضوا أنفسهم للقتل والخطف والاسر هم الجيش السوداني والمستنفرون والكيزان وكتائب البراء والمشتركة وغاضبون ولجان المقاومة والكنداكات وملوك الإشتباك، الذين إنقلبوا عليكم منذ دقة باشدار، وليست المليشيا المتمردة أو حاضنتها السياسية قحتقدم التي هرب نشطاؤها من أول يوم للحرب الى افريقيا الوسطى وتشاد، حيث قاعدة الكفيل في أم جرس، تحت حراسة مليشيا الجنجويد ومرتزقة فاغنر.
إن ظننتم أنكم في جوقة بروباغندا قحت تستطيعون، بهذه الكتابات الغبية، تغيير هذه القناعات الشعبية السودانية الراسخة لدرجة أن ينقلب السودانيون من التغني ب (براؤون يا رسول الله) في أفراحهم وحفلات تخرج طلاب جامعاتهم الي الهتاف في وجه الكيزان كما كان أيام السكرة: (كل كوز ندوسو دوس)..
وإقناع الجاليات الجاليات السودانية في الخارج بالتوقف عن مطاردة القحاطة في شوارع جنيف وباريس ولندن ونيويورك ولوكسنبورج وقذفهم بالنعال والبيض الفاسد والتحول الى إستقبالهم بالورود والهتاف في حضرتهم بشعارات أيام السكرة الجوفاء (شكرا حمدوك، قحت تمثلني، دين أبو طيرة ودين العسكر، و (حرية سلام وعدالة والثورة خيار الشعب)..
إن ظننتم أنكم قادرون على تغيير هذه القناعات الشعبية السودانية الراسخة بمثل هذه المقالات الخشبية الباردة المهرطقة المثيرة للرثاء والشفقة، فأنتم تخدعون أنفسكم فقط وتعللونها بالأماني العذبة والبروق الخلب، وأنتم كمن يدلق ماءه على الرهاب، علما بأنكم دلقتم ماءكم من اليوم الذي تحالفتم فيه مع مليشيا آل دقلو الإرهابية لتحملكم تاتشراتها الى السلطة التي نزعها الله منكم نزع الروح من الجسد.
أما كسب الكيزان فلا يعود لخسارة الشعب وإنما يعود لأنهم قللوا خسائر الشعب باختيارهم الموقف الأخلاقي الصحيح ووقوفهم مع شعبهم يواسونه ويدافعون عنه ويقاتلون معه حليفتكم التي تقتحم بيوتهم وتقتلهم وتنهبهم وتغتصب نساءهم.
وسيستمر الكيزان في الربح وتستمرون أنتم في الخسارة ما دمتم تدسون رؤوسهم بين أرجلكم هروبا من الواقع والوقائع التي لا يمكن أن تحابي الهاربين منها ضد المقبلين عليها.