مقالات وآراء

المدارس السودانية الخاصة بمصر .. رهق يعتري أولياء الأمور.. (2)

م/ معاوية ماجد

ونافذة كسب عارية طفقوا يقصفون عليها من ضمير بلا حياء
رسالة في بريد سعادة السفير الفريق أول ركن مهندس/ عماد الدين مصطفى عدوي

نظرية المجتمع الفسيفسائي في منظومة أصحاب “رحلة الشتاء والصيف” المتعلقة بالاستثمار “الجبان” في التعليم الخاص، تقدم الهوية الخاصة على الهوية العامة، ضاربة بذلك كل القيم الإنسانية السامية التي توفر الحد الأدنى من المشاركة المجتمعية في الحالات الإنسانية الطارئة وبذلك تصبح إرادة شريرة، تمرر الفعل الواحد المتمثل في “مدرسة الصداقة السودانية” إلى فعل متعدد يمثل الانتشار الواسع للمدارس المختلفة في الأسماء والإدارات والمتفقة في البيئة التعلمية الفقيرة، وفي أسلوب الكسب المالي، كل على حسب تطلعاته وتضخيما للأنا أمام الأخريات من المدارس المتبرجة بغواية النفس الساجدة للمال غير المشروع.
السيد/ سعادة السفير الفريق أول ركن مهندس/ عماد الدين مصطفى عدوي.

سلام يحمل اليكم أمنيات خالصة بالسعادة.

لا شك أن خبراتك الثرة في العمل الهندسي والعسكري والسياسي والدبلوماسي هي التي دفعت بالقيادة لتضع ثقتها فيك لتولي هذا المنصب، وشاء الله أن يصادف قدرك في زمن توليكم لهذه المسؤولية، اندلاع حرب في البلاد نتيجة لتآمر الأنفس المبتورة، الأمر الذي أدى إلى نزوح أعداد كبيرة من المواطنين إلى مدن متفرقة داخل البلد، ولجوء آخرين إلى الدول المجاورة، وكانت مصر خيارا للكثيرين، ونتج من ذلك تكون مجتمعا كبيرا في بلد الإقامة. وفي سعيه لتوفيق أوضاعه الحياتية الجديدة برز الأمر الأهم والملح وهو التعليم. وهنا وفي لحظة تاريخية فارقة سوف يسطرها التاريخ، ظهر أدعياء الوطنية والفضيلة “أثرياء الحرب” بكامل وعيهم التاعس، وتنادوا جماعات وفرادى أن هلموا إلى قافلة “رحلة الشتاء والصيف”ان لكم فيها لحظ عظيم، وكانت الطامة الكبرى، التي أثارت غبار المتنافسين في هذا المضمار مما أدى إلى زيادة رهق أولياء الأمور وتمزق الثقة بثلة منهم فتكشفت لهم عوراتهم، كنتيجة حتمية بعد أن عصوا أخلاق المواطنة. الأمر في يدكم سعادة السفير لتقويم هذا الاعوجاج والنهي عن الاستكبار، ولكم في ذلك حل مكتمل بالإجراء العاجل في توسيع حاضنة “مدرسة الصداقة السودانية” لتصير فروع تحمل توجيهات صارمة ممتدة بالخير الأمر الذي يبقيكم بعيدا عن الإحراج مع السلطات المحلية، وفي ذات الوقت يحملكم على أكف أولياء الأمور المرتفعة بالدعاء، وهو أمر يتشكل نورا على الصراط، يحمل الفعل ويجمل اللقاء.هي فكرة ناظمة وراهنة يمكنها أن تحل معضلة، وهو أمر نراهن به ونسعى به إلى إمكانية أن ننخرط معا في إزالة الرهق المتكئ على الانكسار، عن كاهل أولياء الأمور وتخفيفا لوطأة ثقل الأفعال المجردة من الإحساس بالآخر، وبالتالي القضاء عليها تماما بقرار شجاع يحمل في طياته حب الوطن وإنسانه. غالب مباني المدارس السودانية الخاصة بمصر ا”لمستأجرة” لا تتوفر فيها أي اشتراطات هندسية، لأنها مباني سكنية “تجارية” التصميم والتنفيذ. لذلك نجدها تفتقر إلى البيئة التعليمية السليمة المكتملة الآمنة، وهي كارثة محدقة بالطلاب في حالة حدوث أي طارئ ما. وهو أمر يدعو إلى الاستغراب والحيرة لهذا التجاوز الذي تم بالمصادقة على عمل في مثل هذه البيئة التي تتنافى تماما مع أدوات الفعل الموجب للإشراطات الهندسية المكتملة بتوفر لوحة السلامة لشاغلي المباني. الأمر ليس بتشخيص سوداوي للحالة “التي بين أيدينا” يغيب عنه العقل الواعي، إنما هي مسؤولية تتطلب منا جميعا الوقوف بحزم عند هذا الأمر لكشف الخبايا التي أدت إلى السكوت والتجاوز وتعريض حياة الطلاب للخطر.

الفكرة تقال على عدة أوجه تحمل نسيجاً واحد نخيط منه كل مستقيم يؤدي إلى رتق التمزق الملقى على قارعة القافلة، حتى تقام عِلاقة صحيحة بين الأطراف وإبعاد العقول المثقوبة المستلقية على “انتصار الكوجيتو”. إن الربط الصريح بين إطاري الفكرة المتمثل في المستثمر ذي الحس الوطني الخالص ومدرسة الصداقة السودانية الممتدة، هو تجاوز لأدوات الرهق المتناثرة التي أدمت نفوس أولياء الأمور كثيرا، عندئذ يمكننا القول بأننا قد أسسنا لواقع تعليمي بحدود إنسانية خالصة وطمس الرؤية “الاستغلالية” التي توصف بالعقلية القديمة ذات الدلالة الوطنية المحدودة.

إن النظر إلى ما بعد القرار المرجو من سعادة السفير بوصفه نهاية لفترة الاستغلال الكارثي بأسلوب غير وطني عدمي في التعليم الخاص لهذه الفترة الاستثنائية من تاريخ بلادنا، سوف يكون مقصد معلناً له الدور الكبير في السيرورة الموضوعية المقبولة لدى أولياء الأمور على مستوى ممارسة العملية التعليمية. وبذلك يكون قد وضع صورة وجود مريحة تستجيب إلى الشروط المتفق عليها مع وزارة الخارجية المصرية.
نريد لهذه المقالة “الرسالة” أن تكون يد حانية تمسك بيد سعادة السفير لتزيل رهق أولياء الأمور وتسد نافذة نزعة الاستغلال المهين المغالية في الرهق، وبذلك تكون خطوة مرجوة للسفارة السودانية تحمل الكثير من الدلالات لتجربة لا يمكن القيام بمحاجتها من قبل أصحاب “رحلة الشتاء والصيف” في الاصطلاحية العلاجية للأمر الفاعل في إصلاح شأن الهوية التعليمية وتفعيل آليات الإدماج حتى تصير مدرسة واحدة ممتدة الفروع وتحمل اسماً واحد له مدلولات وفيرة. “مدرسة الصداقة السودانية”.

[email protected]

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..