مقالات سياسية

خطاب حميدتي الأخير

الكورباج
عبدالرحيم محمد سليمان

لحسن الحظ، لم اتابع الخطاب الاخير لحميدتي، غير انني اطلعت على تفاصيله من خلال التعقيبات التى تفضل بها بعض الزملاء، ومن خلال ما قرأته، اتضح لي ان عراب التمرد او بالاحرى الجهة التي تخطط وتوزع الادوار على “الدوبلير” الذي يؤدي دور حميدتي، قد توصلت الى قناعة راسخة مفادها ان مشروع توطين الفوضى الخلاقة قد فشل فى السودان وتبددت معه الاحلام باقامة حكومتين متنازعتين على غرار ما حدث في ليبيا واليمن، وان كنت لا ادري ما الحكمة الاماراتية من الدفع نحو اقامة حكومتين في الدولة الواحدة، هل تقوم هذه النظرية ان جاز وصفها بذلك – على قناعات تامة بان هذه الحكومات تمهد للانفصال والتفتيت؟ ام ان الهدف الاعمق هو اغراق الشعوب فى صراعات عبثية تلهيها وتعطلها لاطول فترة ممكنة؟ واذا سلمنا جدلا بان الهدف هو تمهيد الطريق نحو الانفصال والتفتيت، فان السؤال الذي يفرض نفسه، ما الفائدة التي تجنيها الامارات من تشظي الدول الى كيانات متناحرة ومتنازعة؟ هل تراهن ابوظبي على ان اضعاف هذه الدول سيضمن لها بيئة اقليمية امنة تعيش فيها بسلام وهدوء؟ ام انها تتبنى نظرية مفادها ان تفكك الدول العربية يصب في تعزيز نفوذها الجيوسياسي، حتى وان كان ذلك على حساب استقرار المنطقة ومستقبل شعوبها؟

وفى كلا الاحوال فان نظام محمد بن زايد بتبنيه مثل هذه الرهانات انما يلف الحبل حول رقبته، مستندا الى فرضيات عفا عليها الزمن، كان يمكن ان تكون هذه الفرضيات مجدية قبل قرون خلت، حين كانت السيطرة تتم عبر ادوات ساذجة واوهام التفرقة القبلية والمناطقية، اما اليوم فى ظل الحداثة والتطور المتسارع، فان هذه السياسات تواجه واقعا مختلفا، بسبب عدم توفر امثال حميدتي الذين يراهن عليهم فى احداث الفروق التى ترضي اهواء الامارات ورغباتها،

وكما اسلفت لحسن الحظ لم ابدد وقتي في متابعة خطاب حميدتي والا كنت كعادتي في كل مرة ، انشغل عن مضمون الخطاب بالتدقيق فى ملامح الشخص الذي يظهر على الشاشة، ومقارنة هيئته بهيئة حميدتي الحقيقي الذى قضى نحبه في الايام الاولى للحرب… نعم، حميدتي قتل فى غارة جوية ، وان الذي يظهر ليس سوى دوبلير يتقمص شخصيته وان “كيكل” قبل انضمامه للجيش التقى هذا الدوبلير على اساس انه حميدتي!!
ما يعني ببساطة ان كيكل وقع ضحية خدعة مدروسة، انطلت عليه كما يراد لها أن تنطلي على الجميع.

[email protected]

‫4 تعليقات

  1. طبعاً ظاهرة الإنكار هي من آليات الدفاع عند الشخص المهزوم نفسياً
    فكرة أن حميدتي مات (وشبع موت) ده جزء من ظاهرة الإنكار.
    نوعك البيكتب عن الموضوع ده مجرد مكري أو كوز.

    بالله وصل بيكم الإنكار لدرجة التشكيك في رواية كيكل عن حميدتي ؟

    غايتو الحرب دي لما تنتهي بيكون أغلب السودانيين محتاجين لعلاج نفسي.
    أصلاً هو وطن مسكون بالديانات والشرود كما قال عاطف خيري.

    1. يا غاندي انت مريض نفسي كل ماتلقا مقال تجي تعمل فيهو (..) يا قحاطي كلامك ده ما بيرجعكم السلطة ومابيزيد الناس فيكم إلا كراهية شديدة

  2. ياود سليمان نأمل ان تشرح لنا لماذا يساند ويقاتل الجيش المصرى مع جيش الكيزان .
    جزمة حميدتى اشرف من البرهان وزباتيته واشرف من إى كوز معفن .
    إى كوز ندسو دوس

    1. كل الغرابة وليس حميتي التشادي الأجنبي وحده غير مرغوب فيهم في بلادنا
      يرحلوا اليوم قبل الغد
      نحن نريد فعلا فصل اقاليمنا المتجانسة وندع النشاذ هذه اخرتها كمان بحكمنا حميتي
      مثلث حمدي هو الحل الامثل
      حياة عبد الملك مفخرة السودان
      اتفه كوز اشرف من كل الغرابة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..