خطوات تهئية الحوار والإتفاق السُوداني لوقف الحرب لصالِح السُودان والسُودانيين(٢)

نضال عبدالوهاب
في الجزء السابق والمقال الأول أوضحت أن الظرف الذي تمر به البلاد والشعب السُوداني من خطر يحتاج نوع أكثر جُرأة مُباشرة في الحلول ، ويحتاج ما أسميته “بالفوقان” والإستيقاظ من حالة الجمود والتطرف والتعنت في المواقف ، والتخلي عن الإنتظار والنظرات “العاطفية” والخيالية والتركيز في الواقع العملي الذي يحدث الآن أو المتوقع حدوثه في حال إستمرار هذه الحرب من الأسؤا لبلادنا وشعبنا لاقدر الله ، وفي ذات الوقت عدم جعل الحلول تُفرض علينا من الخارج الدولي أو إنتظارها والوصول لحالة الإستسلام أو اليأس ، لن نكرر الفظائع التي خلفتها هذه الحرب أو تُمارس فيها فالجميّع يراها يومياً ويعيشها ويعيش مآسيها داخلياً وخارجياً ، ولن نُسهب في تقريب صورة الخطر الذي يواجه السُودان في وجوده وبقاؤه متوحداً أو مُستقراً أو صالحاً للعيش ، فكل هذا كتبنا عنه وأوضحناه ، مايهمني واحاول توصيله في هذه المقالات هو كيفية الخروج من هذا الواقع وتلافي كافة السناريوهات السئية ، والمُضي في خطوات “عملية” للحل توقف هذه الحرب وتمنع إستمرارها أو تمددها ونوقف بذلك إبادة الشعب السُوداني وفناؤه و”الموت” في كل لحظة ونعيد به إستقرار البلاد وعودة اهلها من النازحين والمُشردين وتتوقف معاناة السُودانين وعودة مظاهر الحياة فيه بكافة ضروبها والأمان لهم والحياة ، والمحافظة علي البلاد ووحدتها والإتجاه لمستقبل أفضل في كل شئ ، بوحدة الإرادة لجميع السُودانين ، والبناء للبلد بدلاً عن تدميرها وخرابها.
كتبت في المقال الأول عن الخطوات التمهيدية الأولية والإستباقية التي تتحقق بها الأهداف الرئيسية في وحدة البلاد ووقف الحرب ومن ثم التحول الديمُقراطي ، وفق أولوياتها ، والدعوة للحوار الشامل الداخلي لكل القوي السياسِية وأطراف الحرب ، بما فيها الحوار المُباشر مع الإسلامين أصحاب قرار الحرب وداعميه مع ممثلين للقوي السياسِية والمدنية ، أساس كل هذا الحوار أن الجميّع شُركاء في الوطن ، ومبدأ القبول بالآخرين فيه والإعتراف المتبادل بالجميّع ، وأن محاولات الإقصاء من مبدأ هذه الشراكة الوطنية فيه ضرر عظيّم ، وأن والتفاهمات للوصول لمشتركات يُبني عليها لصالح البلاد وشعبها وتعظيّم مصالح السُودان والسُودانين في وقف الحرب وكُل هذا الخراب والدمار وخطر التقسيّم والإحتلال والتدخلات الخارجية وسرقة مقدرات وموارد البلد هو الأهم وتتطلب قدراً عالٍ من التفهُم وتقديم التنازلات لبعضنا البعض إذا ما أردنا الوصول لحلول “سلمية” تتوقف بها الحراب والصرّاع ، وأن الحلول العسكرية والحربية التي ظلّ طرفا الحرب وحلفاؤهم وداعميهم يتمسكون بها لم ولن توردنا إلا إلي موارد الهلاك وستتواصل بها الإبادة والموت والإنتهاكات والتدميّر وتطول المُعاناة ، وأيضاً كتبنا عن التمهيّد بوحدة كافة القوي السياسِية والمدنية والفصائل للوصول لرؤية مُشتركة قدر الإمكان في هذا الجانب طالما أن هنالك إتفاق علي الأهداف الرئيسية في المُحافظة علي وحدة البلاد وفي وقف الحرب وفي التحول الديمُقراطي ، وأن التشدد ووضع العقبات والمتاريس بناء علي “الماضي” لن يفيد خاصة في حال تم السيّر عكس الواقع الحالي والظرف شديد الخطورة وإدراكه إدراكاً صحيحاً لذلك واصلت في كتابة الخطوات الإستباقية ووقف العدائيات التي تُقدّم للحوار من أصحاب القرار داخل الجيش والمُمسكين بزمام الأمور حالياً في البلد بقوة السلاح مع الآخرين من المُختلفين معهم ومن داخل القوي السياسِية والمدنية والثورية، وفي التهئية لجعل أي تفاهمات أو حوار مُثمر وإيجابي لوقف الحرب والوصول لمصالح السُودانين في ذلك.
في هذا المقال ومواصلة للخطوات المرتبطة بالفاوض بين الأطراف العسكرية ، أوضحت أن دور وساطة منبر جدة لم تعد واقعية بحسب المُستجدات ، وأن الإصرار علي وجود أطراف لها علاقة بالأزمة أو بدعم الحرب أو منحازة لطرفيها لن تكون إيجابية أو في صالح السُودان أو السُودانيين ، وفي ذات الوقت أن التعامل مع الفاعلين أو اللاعبين الرئيسين في هذه الحرب مطلوب بشدة لوقف الحرب ، وهذا يتطلب الذهاب لجهات لها المقدرة علي لعب الدور الدبلوماسي والوساطة والتفاهم المُباشر مع أمريكا والتي تعتبر مُفتاح رئيسي لأنها تدعم الحرب بالسلاح والعتاد الآتي عن طريق الإمارات كمثال ولها تفاهماتها مع إسرائيل ولغة المصالح مع أوروبا وحتي روسيا والصين وإيران وغيرها ، وهذا لوجودنا في منطقة البحر الأحمر وكل مايجري في منطقتي البحر الأحمر والشرق الاوسط والإرتباط بينها ، وهنا نقترح الوساطة الثلاثية “التركية ، السعودية ‘ القطرية” إلي لعب دور التفاهم مع أمريكا والأطراف الإقليمية الأخري الداعمة لطرفي الحرب خاصة الإمارات ومصر وإيران وأنه يمكن وفق الوساطة المُباشرة وفق لغة المصالح وتضادها الوصول لمصلحة السُودان في وقف الحرب ، فالعلاقة الجيّدة والثقة والمصالح المشتركة مابين أمريكا ورئيسها “ترامب” وإدارته ومابين تركيا والسعودية وقطر يمكن أن تلعب هذا الدور بشكل إيجابي جداً وكذلك العلاقات الجيّدة والمصالح لدول الوساطة بالسُودان ، وبالتالي فإن الداعمين للحرب يمكن لهم السيّر في طريق دعم وقفها وفق كُل لغة المصالح هذه ، بدلاً عن التصعيّد سواء بالعقوبات أو النواحي العسكرية والتحديّات ولغة المحاور وهذه الطرق المُجربة في خلق المُعاناة للسُودان والسُودانين ، لذا فإن تكرارها ليس في صالحنا ولا صالح الآخرين في منطقة ذات موقع حساس كموقع بلادنا ، وهذا الأمر إذا تم بشكل جيّد أي أمر الوساطة الثلاثية والتفاهم والتنسيق مع أمريكا وداعمي الحرب الإقليمين فإن درجات نجاحه وتأثيره تظل هي الأكبر ، خاصة في ظل الرؤية الأستراتيجية للرئيس الأمريكي في تحقيق السلام ووقف الحروب وفق مادعي له منذ إنتخابه.
لذلك علينا التركيز في الجانب الخارجي والدبلوماسي علي خلق هذا المنبر الثلاثي الجديد “تركيا والسعودية وقطر” وتفعيله.
ونواصل في الجزء الثالث والأخير كيفية التوصل لوقف إطلاق النار والحرب بين أطرافها العسكرية ، والتحضيّر لعملية سياسية إيجابية تفيد أهداف وقف الحرب وتتجه للمُستقبل في ظل كُل هذا المشهد المُعقد وللخروج منه.
الشيوعي السوداني بعد ما يبقى أمريكي بلبوبسي تجيه حالة إسمها “الفوقان” ، من فاق وإستفاق، الشيوعي السوداني لما يفوق بيبقى كوز ولذلك لا تستغربوا فوقان الجخص السوداني الأمريكي السوداني البلبوس فإنها خطا كتبت مشاعا أحمد سليمان و ع ع إبراهيم ويمشيها الحزب الشيوعي نفسه