مقالات وآراء

صراع الجهويات ومستقبل الوحدة الوطنية

احمد داوؤد

 

في ورقتنا المعنونة “جدل الهامش والمركز علي ضوء التغيرات في بنية السلطة وقوي الهيمنة” قلنا ان الحكومات والسلط السياسية في المجتمعات ما قبل الرأسمالية تكون في بعض الأحيان تحالفا لجماعات هوية اما من سياق قبلي وعرقي واحد أو سياقات مختلفة.

ماهي جماعات الهوية ؛ نرمز لها اختصارا ب “جهوية”؟

ال ” جهوية ” حسب تعريفنا هي عبارة عن تجمعات منظمة لأشخاص علي أسس عشائرية وعرقية وقبلية .

اي اشخاص ينتظمون سياسيا علي اساس انهم أبناء القبيلة أو الجماعة الفلانية .

تلعب هذه التجمعات دور جماعات الضغط. كما انها تسيطر علي الدولة والمؤسسات والأحزاب وحركات المقاومة المسلحة .

وهي تطور طبيعي لتحالفات العشائر في سلطنات ما قبل السودان الحديث.

علي ماذا تتصارع الجهويات؟

قلنا في الورقة ان الصراع الاجتماعي في فضاءات كهذه لا يدور حول تطوير وتحديث انظمة وطرق الإنتاج الاجتماعي وانما حول احتكار مؤسسات الخدمة الاجتماعية كمدخل لصناعة القيمة ونهب فائض الإنتاج الاجتماعي.

ما هي مؤسسات الخدمة الاجتماعية؟

نحن عبارة عن مجتمع . اي تجمع لأفراد فرضت عليهم بعض الشروط التاريخية ان يعيشوا داخل فضاء جغرافي محدد .

هذا المجتمع لكي يعيد انتاج وجوده بحاجة للتنظيم .

في سياق هذا التنظيم تم ابتكار مؤسسات الخدمة الاجتماعية. مؤسسات تهتم مثلا بالتعليم واخري بشؤون الأمن و الدفاع والصحة ..الخ

في فضاء كهذا تحول مؤسسات الخدمة الاجتماعية الي أدوات للثراء ومراكمة الثورة .

عليه لن تكن وظيفة مؤسسة كوزارة الدفاع علي سبيل المثال حفظ الأمن والاستقرار ، وانما مجرد أداة لصناعة القيمة أو نهب فائض الثروة والإنتاج الاجتماعي.

أولا السيطرة علي وزارة الدفاع سوف يمكنك من السيطرة علي الدولة التي تتحول هي بذات نفسها لاداة إنتاج.

ثانيا ، وزارة الدفاع مثلها ومثل أي شركة . وعليه من يسيطر علي هذه الوزارة بإمكانه صناعة القيمة والثروة عبر احتكار عقود شراع الأسلحة، الآليات والمركبات ، طعام الجنود ..إلخ.

نفس الشيء ينطبق علي مؤسسات الخدمة الاجتماعية الأخري.

السيناروهات المحتملة

لقد قاد صراع جماعات الهوية حول السيطرة علي مؤسسات الخدمة الاجتماعية الي استنزاف مقدرات وإمكانيات السودان وانقسام اجتماعي حاد يهدد بتفكيك الدولة السودانية.

كما فرض نوع من توازن القوي بين الجهويات المصطرعة يستحيل معه قيام جهوية واحدة بالحكم منفردة .

اذن سوف تكون السيناروهات كالآتي:-

١_تحالف جهويات الشمال مع احدي جهويات دارفور أو كردفان و بالتالي سحق كل منافسيها والسيطرة علي جهاز الدولة .

٢_ نجاح جهويات الشمال في كسب جهويات الوسط والشرق و دفع جهويات كردارفور علي الانفصال .

٣_تحالف جهويات دارفور وكردفان مع جهويات الوسط والشرق أما للاطاحة بجهويات الشمال أو فصل الإقليم الشمالي .

٤_ التسوية الشاملة التي تفضي الي تأسيس الدولة السودانية علي أسس جديدة وتفكيك اشكال الاجتماع والتنظيم التي تؤسس للجهويات.

[email protected]

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..