مؤسسة غزة تغلق مراكزها مؤقتاً، تزامناً مع إعلان إسرائيل الطرق لمراكز المساعدات “مناطق قتال”

مؤسسة غزة تغلق مراكزها مؤقتاً، تزامناً مع إعلان إسرائيل الطرق لمراكز المساعدات “مناطق قتال”
صدر الصورة، Reuters
- Author, شون سيدون
- Role, بي يي سي نيوز
حذر الجيش الإسرائيلي من أن الطرق المؤدية إلى مراكز توزيع المساعدات في غزة ستكون “مناطق قتال”، بينما سيتم إغلاق هذه المراكز اليوم الأربعاء.
وأعلنت مؤسسة غزة الإنسانية، وهي شبكة مساعدات مدعومة من الولايات المتحدة وإسرائيل وتثير جدلاً واسعاً، أنها ستغلق مواقعها بشكل مؤقت لأعمال “تحديث وتنظيم وتحسين الكفاءة”.
وفي بيان منفصل، قال الجيش الإسرائيلي إن الدخول إلى مراكز التوزيع أو التحرك في الطرق المؤدية إلى تلك المراكز سيكون “محظوراً”.
يأتي ذلك بعد أن أعلنت وكالة الدفاع المدني في غزة مقتل ما لا يقل عن 27 فلسطينياً بنيران إسرائيلية بالقرب من أحد مراكز توزيع المساعدات ليل الثلاثاء، في ثالث حادث دموي يقع على طرق تؤدي لمواقع مؤسسة غزة الإنسانية خلال يومين.
وقالت وزارة الدفاع الإسرائيلية إن جنودها أطلقوا النار بعد رصد “مشتبه بهم” اقتربوا منهم “من خارج المسارات المخصصة”.
تخطى الأكثر قراءة وواصل القراءة
الأكثر قراءة
الأكثر قراءة نهاية
وعقب الحادث، قال مدير مستشفى ناصر في خان يونس، عاطف الحوت، إن جرحى وصلوا إلى المستشفى بعد إصاباتهم بطلقات نارية جراء إطلاق القوات الإسرائيلية النار على “حشود من المدنيين الذين كانوا ينتظرون المساعدات غرب رفح”.
وقال المتحدث باسم الدفاع المدني في غزة، محمود البصل، إن المدنيين تعرضوا لإطلاق نار من دبابات وطائرات مسيّرة ومروحيات بالقرب من موقع توزيع المساعدات.
تخطى يستحق الانتباه وواصل القراءة
قناة “مجلة +”
يمكنك مطالعة مجموعة متنوعة من المقالات الشيقة والملهمة والتقارير المفيدة.
اضغط هنا
يستحق الانتباه نهاية
بينما وصف مسعف أجنبي يعمل في المنطقة المشهد بأنه “مجزرة شاملة”، مشيراً إلى أن عدداً كبيراً من المصابين وصلوا إلى المستشفيات.
وفي بيان رسمي، نفى الجيش الإسرائيلي “منع المدنيين في غزة من الوصول إلى مراكز توزيع المساعدات الإنسانية”.
وقالت مؤسسة غزة الإنسانية، إنها ستستأنف توزيع المساعدات يوم الخميس.
وقال متحدث باسم منظمة الإغاثة إن المنظمة طلبت من الجيش الإسرائيلي “توجيه حركة المشاة” بالقرب من الحدود العسكرية لتقليل مخاطر “الارتباك أو التصعيد”، بحسب وكالة رويترز للأنباء.
وأضافت المنظمة أنها تعمل أيضاً على تطوير إرشادات أكثر وضوحاً للمدنيين وتعزيز التدريب لدعم سلامتهم، موضحة: “أولويتنا القصوى تظل ضمان سلامة وكرامة المدنيين الذين يتلقون المساعدات”.
من جهة أخرى، طالب الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، بإجراء “تحقيق فوري ومستقل” في الأحداث الأخيرة.
وقال المتحدث باسم غوتيريش، ستيفان دوجاريك، لـ”بي بي سي” إن إغلاق المراكز يُظهر “غياب الوضوح بشأن هوية مؤسسة غزة الإنسانية” و “غياب المساءلة”، مضيفاً: “نرى مسلحين حول هذه النقاط، ولا أحد يعرف من هم ومن يتبعون”.
ويتزامن ذلك مع تحذيرات أممية من مجاعة تهدد أكثر من مليوني شخص في غزة بعد حظر شامل على دخول الغذاء والمساعدات فرضته إسرائيل على القطاع منذ 11 أسبوعاً.
وتهدف مؤسسة غزة الإنسانية إلى استبدال شبكة المساعدات الأممية في غزة، بعد اتهامات إسرائيلية متكررة بأن الأمم المتحدة لم تمنع حماس من السيطرة على الإمدادات، وهي اتهامات تنفيها الأمم المتحدة.
وفي ظل النظام الجديد، يتوجب على الفلسطينيين السير لمسافات طويلة للوصول إلى عدد محدود من المراكز الواقعة في مناطق تخضع للسيطرة العسكرية الإسرائيلية ويشرف عليها مسلحون أمريكيون.
وانتقد البعض هذا النموذج، مشيرين إلى أن الناس يُجبرون على نقل صناديق تزن 20 كيلوغراماً لمسافات طويلة إلى منازلهم أو أماكن نزوحهم.
ووصف دوجاريك نموذج مؤسسة غزة الإنسانية بأنه “ليس نموذجاً لتقديم المساعدات”، لأنه “يعرّض حياة الناس للخطر” عبر إجبارهم على التنقل في مناطق عسكرية.
وأضاف أن هذا النموذج “غير مقبول”، مكرراً وصف مفوض الأونروا، فيليب لازاريني، للوضع بأنه “فخ مميت”.
واتهمت الأمم المتحدة ومنظمات إنسانية أخرى مؤسسة غزة بعدم الالتزام بالمبادئ الإنسانية.
وتم تعيين القس الإنجيلي الأمريكي جونى مور، وهو من أبرز داعمي الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، رئيساً جديداً لمؤسسة غزة الإنسانية، الثلاثاء، خلفاً لرئيسها الأول جيك وود، الجندي الأمريكي السابق الذي استقال من منصبه وانتقد نموذج المؤسسة.
وأطلقت إسرائيل حملتها العسكرية في غزة رداً على هجوم شنه عناصر من حماس في 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، قتل خلاله حوالي 1200 شخص واحتجز قرابة 251 آخرين كرهائن بحسب السلطات الإسرائيلية.
وبحسب وزارة الصحة في غزة، قُتل ما لا يقل عن 54,470 شخصاً في القطاع منذ ذلك الحين، بينهم 4,201 منذ استئناف إسرائيل لعمليتها العسكرية في القطاع في 18 مارس/آذار الماضي.