المغتربون .. التهديد الصامت

الكورباج
عبدالرحيم محمد سليمان
نجح المغتربون الداعمين للتمرد فى اثارة التوترات وزعزعة الاستقرار من خلال نشر الفوضى وتعميق الانقسامات، وقد ساهموا فى صعود الاصوات القبلية والجهوية المتطرفة كما يظهر ذلك بوضوح فى منصات التواصل الاجتماعي التى تحولت من نعمة الى نغمة تؤطر للانقسامات وتهيئ الراي العام لتفكيك البلاد، والملفت ان معظم الاصوات النشاذ التى تعزف على وتر الانقسامات الجهوية والمناطقية تنتمي للمغتربين المقيمين في دولة الامارات، وهذه الظاهرة تثير الاستفهام، فالامارات معروفة بانخراطها الطوعي في خدمة اسرائيل اعتقادا منها ان دعم اسرائيل وتقويتها سيسهم فى بقاء الحكم فى يد اسرة بن زايد، لكن المفارقة ان هذا المسار قد يمثل فى حقيقة الامر اول خطوات فقدان بن زايد للحكم، وهذا قد لايعنينا بشكل مباشر فى هذه الزاوية لكن يعنينا ان نؤكد ان الجهد الاعلامى الذي يبذله المغتربين في دعم التمرد ليس مجرد نشاط عفوي وتزجية للوقت، بل هو مخطط مؤثر يضلل الرأي العام ويخلخل الجبهة الداخلية، ولا يقل خطورة عن الهجمات الارهابية التى تنفذها المليشيا على المدن الامنة ومواقع الجيش والمواطنين العزل، وهو مايجب علينا وضعه في سلم اولويات المواجهة باعتباره احد اوجه الحرب غير التقليدية التي تستهدف الدولة من الداخل، فلا يمكن “لود حلال” فى ظل هذه الحرب الوجودية التى تهدد كيان الدولة وتتطلب اعلى درجات التكاتف والتلاحم الوطني، ان يسمح لنفسه بصرف انتباه الجميع نحو تفاهات ومشاريع صبيانية مثل مايروج له من دولة البحر والنهر، وغيرها من الشعارات الفارغة التى لا تخدم سوى اضعاف الروح المعنوية للامة … ان مثل هذه الجرائم لا تأتي ابدا فى سياق حرية التعبير ولا فى سياق المعادلات الوطنية، بالعكس دائما تأتي في سياق مخططات تستهدف استنزاف وعي الشعوب، وتمزيق الصف الوطني وتشتيت الادراك والوعي الجمعي، لذلك لزاما على الاجهزة الامنية ان تتعامل بحزم مع هذه الاصوات الهدامة وان تضرب بيد من حديد كل من يروج للفتنة ، سواء من الخارج او الداخل، كما يجب محاسبة ومسائلة كل من يشارك او يتفاعل مع هذه المنشورات عبر التعليقات او اعادة النشر، لان هذه الفتن لا تبنى على حجة او منطق، بل على اثارة النعرات وبث الشكوك فى هذه البيئة الضحلة التى تعد فيها الاجيال الناشئة اكثر عرضة للتأثر لكونها اجيال سريعة التلقي لا تحكم عقولها فى كثير من القضايا المصيرية التى تتطلب وعيا سياسيا وتاريخيا عميقا.
احسنت يا هذا … لكن تحديدك لمغتربي الامارات بانهم اصحاب القدح المعلى في هذا الامر ربما كان يحمل شيء من التحامل فهم ليسو سواء
فيهم من له موقف واضح تجاه قضية وحدة الوطن انسان وتراب .. لكن فعلا وسائط التواصل الاجتماعي لها كبير بل بالغ الاثر في موضوع هذه الدعوى الغريبة على المجتمع السوداني اقصد الدعوى لمناطقية او قبلية او عنصرية فهي مرفوضة بكل تأكيد على الفاعلين في وسائل التواصل ان يتقوا الله في امر وحدة بلدهم السودان ارض وانسان
الكوز عبدالرحيم الشهير ب الحمار .. تبا لك يا حمار