إلى رئيس مجلس الوزراء مع التحية

طارق يسن الطاهر
أعلمُ تماما، وأنت تعلم تماما، وكل السودانيين يعلمون تماما أنك استلمت المهمة في مرحلة تعد أشد مراحل البلاد حرجا.
تعلم كما يعلم الجميع أنك لم تأتِ مختارا من الشعب في انتخابات، وقد يكون كثيرون معارضين لك، وغير راضين بتقلدك هذا المنصب.
ولتعلم تماما أن قبولك لهذا المنصب في ظل هذه الظروف التي تمر بها البلاد يعد انتحارا سياسيا؛ لأن مقومات الفشل أكثر من معطيات النجاح.
لكن كل ذلك لا يهم، المهم هو أنْ تعلم أنّه ينبغي أنْ تعلم أنك إنْ لم تنجح في مهمتك فستحرر شهادة وفاة سياسية لك، وبعدها عليك أن ترحل ولن يتحسر عليك أحد.
عليك أن تعذر من أيقن بفشلك قبل أنْ تستلم مهمتك، وعليك أنْ تعلم أنَّ هذا الشعب أصبح متشائما، ولا يرى أي ضوء في آخر النفق؛ لأنه لا يرى النفق أصلا؛ لأنه رأى من الأهوال ما تنهد له الجبال.
لقد بدأت مهام عملك بسجدة في أرض المطار، جعلت الناس يتفاءلون، ونرجو أن يتقبلها الله منك، وتكون فاتحة انطلاق لك، لتحمل هذا الوطن الكسيح لمزيد من التقدم.
تعلم أن هذه الوطن تسيطر عليه القبلية، وتسوده الحزبية، وتتحكم فيه المناطقية، وذلك إرث فظيع كرّسه حكام سابقون لهذه البلاد، عليك أن تكون رئيسا للسودانيين جميعا، لا لحزب أو فصيل أو حركة أو قطاع أو قبيلة أو منطقة …، وأن تذيب كل ذلك؛ لتجعل تنوعنا مصدر قوتنا…
نعلم تماما أنك مدرك لخطورة الملفات التي تستلمها، تلك الأزمات التي يعاني منها الوطن من حرب ضروس ونزوح وتوقف للتعليم ومن عزلة سياسية جعلتنا بعيدين عن أي اهتمام دولي، ومن تدهور اقتصادي مريع، وتدمير للبينة التحتية وتردٍّ أخلاقي، وشظف عيش…
تعلم تماما أن البلاد تضم في داخلها من الثروات الكبيرة والإمكانات العظيمة ما يمكن أن يجعلها في مصاف الدول المتقدمة إن وجدت التخطيط الجيد والنزاهة والإدارة الواعية.
توخّ الحذر، وأنت تختار وزراءك الجدد، لا يكن اختيارك على أساس جهوي أو قبلي أو حزبي، وإنما اختر بناء على الوطنية والقدرة والأمانة والكفاءة.
اتخذ إجراءاتك بنفسك، لا تتقبل إملاءات من أحد مهما كان، لا تكن ناطقا رسميا باسم حزب، أو متحدثا عن حركة، أو يدًا لفصيل، أو منفّذا لأوامر جهة…
استغل علاقاتك الدولية -وأنت الذي خدمت لعقود في الأمم المتحدة- من أجل معالجة مشكلات هذه البلاد، وإعادة الوطن للاهتمام العالمي.
تحلَّ بثقافة الاعتذار إن أخطأت، وكن شفافا، ووضح الأمور، وبيّن المواقف، وبرر القرارات.
أحسِن اختيار بطانتك، وكن ميدانيا؛ حتى تقف على الأحداث بنفسك، ولا تثق في أحد أتاك بمعلومة مشبوهة.
لا تكثر الخطابات، ولا شهود الاحتفالات، فقد سئمنا من هذه وتلك، اعمل وأرنا نتائج عملك، ودعنا نقول حين تغادر: مرّ وهذا الأثر.
أخيرا:
إن أحسست أنك مغلوب على أمرك، ولا تستطيع فعل شيء، وهناك من يكف يدك عن العمل، فعليك توضيح ذلك للشعب، ثم ترك المنصب حتى لا تشارك فيما يضر الشعب.
إن أريد إلا الإصلاح ما استطعت
وفقك الله دكتور كامل إدريس لما فيه صلاح البلاد والعباد .
لقد أسديت من النصح ما يكفي إن كان لهذه الدعي أذن تعي ..
فقد تم تعيينه بتعليمات مباشرة من حكومة السيسي وبمباركة من مطلوب الجنائية المجرم هارون ..
وهاهو يبدأ أول خطاب له بكلمة “حرب الكرامة” رغم إنها حرب عبث وذل ومهانة افتعلها الكيزان للإنتقام من شعب خرج بالملايين ضد حكمهم البغيض ولقطع الطريق أمام أي إتفاق يقود لحكم مدني .
فكل الخوف أن لا تستبين دمية الكيزان نصحكم إلا في ضحى الغد !!
يا زول كيكة جمهورية بورتكوزانستان دي بقت صغيرة.
يادوووووب قدر الكيزان والفلنقايت الداخلين بي صرفتين.
يعني مافي طريقة إستوزار.
وفر على نفسك إستجداء المناصب الصورية.
دي غابة…كلابها ديابة كما وصفها أحمد فؤاد نجم ذات يوم.
انا ما عارف ليه الشغلة ما واضحة لكتير من الناس ! كامل إدريس مهمته واحدة و الباقي شكليات مش اكتر. مهمته هي كل يوم يلبس ربطة عنق شكل من أجل تلميع حكومة تجمع المتردية و النطيحة للعالم الخارجي و بس .
لا حياة لمن تنادي، شوف ليك موضوعا آخر يالاخو.