مقالات وآراء سياسية

السودان أمامه تجربتين تجربة العالم بعد الثورة الصناعية وتجربة العالم العربي الإسلامي التقليدي الذي لم يدخل التاريخ بعد

طاهر عمر

إذا أنتبه المثقف التقليدي السوداني للتحول الهائل في المفاهيم الذي يرافق مسيرة البشرية سوف يلاحظ أن في العالم العربي و الإسلامي التقليدي على مدى القرن الأخير أن هناك علماء إجتماع و فلاسفة ومؤرخيين غير تقليديين لهم جهودهم الفكرية التي تحاول جاهدة جسر الهوة بين العالم العربي الإسلامي التقليدي والعالم المتقدم الذي قد أصبح مختصر لتاريخ الإنسانية حيث أصبح الإنسان تاريخي في مسيرة إنسانية تاريخية تسوقها معادلة الحرية والعدالة في ظل إزدهار مادي متفاوت في أنحاء العالم بداء مع الثورة الصناعية إلا أنه قد وضع بداية لم يلاحظها المثقف التقليدي السوداني وهي أن تاريخ البشرية لأول مرة يصبح تاريخ واحد لكافة البشر بعد الثورة الصناعية.

لذلك يصبح مهم جدا الإنتباه الى أن الإنكفاء و الإلتواء الذي يمارسه المثقف التقليدي السوداني قد أصبح بلا جدوى ولا يفيد معه المراهنة على الزمن كصفة ملازمة للمثقف التقليدي السوداني في أن مسيرة الفكر ستعيد مسارها متطابقة مع تفكيره الرغبوي في زمن قد تأكد فيه أن الإنسانية تاريخية وأننا في زمن مجد العقلانية وإبداع العقل البشري ودورهما في إعادة تركيب هياكل المجتمع الحديث وفقا لتجربة الإنسان وقد نضجت في مسيرها في ضمير الوجود.

لذلك قد أصبح الفعل الإجتماعي نتاج عقلانية الفعل الإنساني التلقائي العفوي المتوشح بالعقلانية النابعة من صميم الإنسان ومكنون أخلاقه وبالتالي يصبح الفعل الإجتماعي مسوّر بالعقلانية والأخلاق وأصبح فعل تلقائي من فرد أخلاقي وعقلاني يؤمن بالمساواة بينه والآخرين والأهم من ذلك أن عقلانيته وأخلاقه تجعله يؤمن بحرية الآخريين لأن الحرية هي قيمة القيم وبالتالي يصبح الفرد الآخر في نظر الفرد العقلاني المتوشح بالأخلاق غاية في حد ذاته وجبت معاملته من جانبك بما يرتقي أن تكون معادلاتك السلوكية نحوه ترتقي أن تكون في مستوى التشريع لأنك تعامله بما ترغب أن تعامل به.

وبالتالي وفقا لتجربة الإنسانية وفي ظل نتاج التقدم الذي نتج من الثورة الصناعية قد أصبحت فكرة المسؤولية الإجتماعية نحو الفرد هي نتاج لعقلانية وأخلاق المجتمع الحديث الذي يعمل بتلقائية الفعل الإنساني العفوي الذي لا يحتاج لأوامر من خارجه كما كانت تفعل الأديان والشرائع وكما يتوهم الكيزان وأذيالهم في ساحتنا السودانية اليوم. لذلك نجد في العالم العربي والإسلامي التقليدي كثر من علماء الإجتماع والفلاسفة لهم جهود فكرية هائلة تحاول أن تخرج العالم العربي الإسلامي التقليدي من متاهته الأبدية وغوصه في وحل الفكر الديني واللاهوت الديني الجدلي ونتاج فكره فكر التراث الديني المؤدلج الذي تعج ساحتنا السودانية التقليدية بحامليه وقد تجسد في فكر الكوز كعدائي حاد وعنيف غير متصالح مع نفسه وغير مقتنع بأن هناك تحولات هائلة في الأفكار قد جعلت من الإنسانية أن تكون تاريخية.

من ضمن علماء الإجتماع ذوي الجهود الفكرية النيرة نذكر كل من عالم الإجتماع الفلسطيني هشام شرابي وعالم الإجتماع العراقي علي الوردي و عالم الإجتماع التونسي الطاهر لبيب وجميعهم قد تحدثوا عن ضرورة القطيعة مع التراث الديني المؤدلج و هؤلاء نجدهم في أفكارهم جنب لجنب مع أفكار فلاسفة أوروبا لأنهم لم يغبش وعيهم بفكرة أن العالم العربي والإسلامي التقليدي له خصوصية كما يتوهم أغلب نخبنا السودانية التقليدية وهؤلاء المذكوريين أي هشام شرابي وعلي الوردي والطاهر لبيب جميعهم في جهودهم الفكرية نجد فكرهم يتكئ على أن البشرية مسيرتها واحدة وأن تاريخ أوروبا قد أصبح مختصر لتاريخ البشرية وهذا هو المستعصي على عقول نخبنا التقليدية السودانية.

لهذا السبب كان عنوان مقالنا بأن هناك نموذج عالم عربي تقليدي ونموذج عالم ما بعد الثورة الصناعية ولكل منهما آدابه التي تعتبر مدخل لكشف أغواره ومن هنا تأتي دعوتنا للنخب السودانية بأن السودان لم يعد جزيرة معزولة عن العالم ولا مخرج للسودان غير أن يسير على طريق الإنسانية التاريخية وقد أصبح عالم ما بعد الثورة الصناعية كتاريخ للبشرية كافة خارطة طريقه وليس تخبط العالم العربي والإسلامي الذي يسيطر على عقله الآن أدب التراث الديني المؤدلج نتاج فكر النهضة العرجى التي تبعها أتباع الصحوة الإسلامية وقد أوغلت بهم في متاهتهم ولم يعد بالسهولة الخروج منها بغير القطيعة مع التراث الديني المؤدلج نتاج لاهوت الكيزان الجدلي وقد تجلى في عنفهم وعدايتهم وعدميتهم في عداءها للعالم في إشراقه ووضوحه.

لذلك نقول للمثقف التقليدي السوداني أن العالم العربي الإسلامي التقليدي الآن في مفترق طرق وتجربته في القرن الأخير تجربة لا تورث حكمة لذلك ها هي سعودية ولي العهد السعودي تبعد رجال الدين من ساحة الفعل السياسي و تقول أن معهم وبفكرهم لا يمكن أن تكون هناك تنمية أو حداثة.

لذلك المطلوب من المثقف التقليدي السوداني أن يفك إرتباطه الثقافي بثقافة العالم العربي الإسلامي التقليدي لأنها الآن في حالة إحتضار من ناحية الفكر وفي مستقبل الأيام ستكون هناك أهمية لفكر قليل من المفكريين في العالم العربي التقليدي من ضمنهم هشام شرابي وعلي الوردي والطاهر لبيب وفتحي المسكيني وسيكون لفكرهم موعد مع التاريخ وموعد مع الحضارات لأنهم قد فهموا فكرة الشرط الإنساني وقد تجلت في جهودهم الفكرية أما الأكثرية من مثقفي العالم العربي التقليدي فإنهم قد حبسوا أنفسهم في إطار اليقينيات والحتميات والوثوقيات التي قد تجاوزها العالم منذ قرن من الزمان عندما أصبحت أفكار النيوكانطية قاعدة لفكرة القرار والإختيار للنظم السياسية وبالتالي قد أصبحت الليبرالية الديمقراطية بشقيها السياسي والإقتصادي تسوقها معادلة الحرية والعدالة مفسر لظاهرة المجتمع البشري و نتاجه أي الإنسانية التاريخية والإنسان التاريخي.

ولتفسير نجاح كل من فكر علي الوردي وهشام شرابي والطاهر لبيب وفتحي المسكيني وأنه سيكون فكر على موعد مع التاريخ وموعد مع الحضارات لأن فكرهم لا يقل عن أفكار الفلاسفة وعلماء الإجتماع والإقتصاديين الغربيين بل في كثير من الأحيان تجد مراجعهم التي نهلوا منها هي نفس المراجع لفلاسفة وعلماء الغرب الإجتماعيين وإقتصادي الغرب وكذلك الحال مع محمد أركون و هو يفتخر على الدوام بسعة منهجه ونجده يجعله يسير كتف بكتف مع مفكري فرنسا إن لم يكن متقدم على بعضهم والذي جعلهم في نفس مستوى فلاسفة الغرب وعلماء إجتماعه وإقتصادييه هو إنطلاقهم من أن البشرية بعد الثورة الصناعية لأول مرة يصبح تاريخها واحد أي تاريخ مشترك لكل البشر.

لذلك جاء فكرهم مفارق لفكر العالم العربي والإسلامي التقليدي وهو رازح تحت أفكار النهضة الإسلامية العرجى ولهذا يأتي تنبيهنا للمثقف التقليدي السوداني بأن يفك إرتباطه بالثقافة الإسلامية العربية التقليدية ويرتبط بتاريخ البشرية التي يختصره تاريخ الغرب وحضارته.

جاءت توصيات هشام شرابي أن حاضنة الفكر الإسلامي التقليدي لا تنتج غير فكر يمجد سلطة الأب وميراث التسلط وقد رأينا كيف كانت ممارسات الكيزان وقد تجلّت فيها شهوة السلطة وسطوة الإستبداد خلال ثلاثة عقود كالحة في حكمهم للسودان أما علي الوردي فقد نادى بالليبرالية السياسية والإقتصادية كحل لمجتمع عربي تقليدي هش التراكيب في هياكله الإجتماعية والطاهر لبيب ينادي بإعمال القطيعة مع التراث الديني المؤدلج والقطيعة مع لاهوته الجدلي الذي لا ينتج إلا كوز عنيف وحاد وعدائي والآن يتجلى في ظاهرة البلابسة أما فتحي المسكيني فأنه ينادي بالإهتمام بالفكر الذي ينتج الحريات وليس الهويات القاتلة التي تطير كطائر مشوّة بجناحي العرق و الدين.

من السهولة ملاحظة أن فكر كل من هشام شرابي وعلي الوردي و الطاهر لبيب وفتحي المسكيني يختلف عن فكر النخب السودانية التقليدية وقد رأيناه فكر ترقيعي أي فكر المثقف السوداني التقليدي الذي ينادي بالمؤالفة بين العلمانية والدين وينادي بالمساومة التاريخية بين يسار سوداني رث ويمين غارق في وحل الفكر الديني لذلك تجد سذاجة النخب السودانية التقليدية واضحة عندما يتحدثون عن أن عبد الوهاب الأفندي قد إنتقد الحركة الإسلامية السودانية وكذلك خالد التجاني النور ولما إنقلب البرهان على ثورة ديسمبر وبداء حربه العبثية بين جيش الكيزان وصنيعته الدعم السريع فإذا بهما يعودان كيزان بلا خجل وهذا ما أخجل كثير من النخب السودانية التقليدية غير الكيزان إلا أنهم يسهل خداعهم من أمثال عبد الوهاب الأفندي وخالد التجاني النور وعادل الباز وغيرهم من الكيزان في خداعهم للنخب السودانية التقليدية.

لتوضيح الفرق بين النخب السودانية التقليدية و سهولة خداعهم من قبل الكيزان نذكر أن في فرنسا مثلا أن المفكر والفيلسوف لا يجامل في فكره حتى ولو ساقه الى قطيعة مع الإصدقاء ونضرب مثلا بصداقة كل من ألبرت كامو مع سارتر ولكن عندما وصل ألبرت كامو الى قناعة أن أفكار سارتر ليست صحيحة لم يتردد في إعلان مفارقته الى حيزه رغم أن سارتر هو الذي أدخله الى ساحة المفكرين الفرنسيين.

وكذلك ريموند أرون لم يتردد أبدا في قطع علاقته وصداقته مع سارتر عندما وصل لقناعة بأنهما على طرفي نقيد عكس النخب السودانية التقليدية وهي تردد عبارة أن الإختلاف في الرأي لا يفسد للود قضية لذلك ينجح الكيزان في خداع النخب السودانية التقليدية التي تنشغل بالشلليات والاخوانيات ولا تتحرج أي لا يتحرج المفكر التقليدي السوداني من صداقته للكيزان وهذا عكس ما يدور في فرنسا وفيها يدور بين النخب أن الفكر فكر ولا يتردد أحدهم في قطع علاقته مع من إختلف معه فكريا وخاصة عندما صار سارترا مدافعا شرسا عن النظم الشمولية وخاصة الشيوعية وكذلك إختلف معه كلود ليفي اشتروس.

في ختام هذا المقال كل ما أود قوله بأن العالم العربي الإسلامي التقليدي الآن يتنفس أنفاسه الأخيرة قبل أن يلفظ روح الفكر الأصولي وإستحالة التأصيل بعد تجربة الصحوة الإسلامية الفاشلة على مدى ستة عقود وهناك كثر قد أرعبتهم شراسة الإسلاميين وقد هادنوهم وساروا بسيرهم رقم أن راحلتهم من بين الرواحل ظالع وهناك من تحداهم بل وصف من هادنوهم بالجبن وعدم الشجاعة كما وصف هشام شرابي كثير من الشيوعيين في العالم العربي ومهادنتهم للفكر الأصولي.

وها هي مسيرة الإسلاميين تصل لطريق مسدود وقد تبدد وهمهم في إعادة الماضي الذهبي كماضي حاضر لذلك قلنا أن قليل من النخب في العالم العربي والإسلامي التقليدي سوف يعبر فكرهم لأنه كان مستشرف لمستقبل لم يراه الكيزان ومن هادنوهم أما بين نخبنا في السودان فلا يفوتنا أن نشير الى عبد الله النعيم في فكره الليبرالي ومناداته بالعلمانية وفصل الدين عن الدولة وسيكون لفكره موعد مع التاريخ وموعد مع الحضارات وكذلك فكر الدكتور الصديق الزيلعي في محاولاته كسر حلقات السياجات الدوغمائية وهي حلقات شريرة عجز كثر من النخب السودانية التقليدية عن الشب عن طوقها.

[email protected]

‫3 تعليقات

  1. الكوز ذكى يصطاد فى الماء العكر ويملك عدة شغل كهنوتية قديمة جدا ومجربة ووجد مجتمعا متخلفا وقطيعا تسهل قيادته وخداعه فيعده بأقامة دولة السماء فى الارض وجنات الخلد بنعيمها فى الٱخرة فيتمكن من الدولة ومواردها وذهبها وبترولها ويوزع على شعبه ان شاء الله والبركة والرضا بما قسم لهم والدعاء والابتهال كما كان يخاطب امير المؤمنين البشير ويعد اهل بورتسودان والشرق فى كل زيارة بوصول انبوب يحمل لهم مياه النيل حتى يحافظوا على سلامة انبوب خام البترول الذى يضخ المال فى عروق الكوز ويغذيها بالشر وكان يبيع لهم السراب ولا زالت عدة الشغل القديمة تعمل بكفاءة حتى اليوم لقيادة القطيع فى الحرب اتنين بس ( يانصور ياشيهاده ) والتى يؤمن بها ويرددها حتى لصوص الرزيقات علها تنجيهم من الابادة الجماعية .

  2. عال. العال- سلطة القبور وبيوت الأشباح تخوف الشعب وتدجنه كما تري – الكل يبحثً عن السلامة من أيدي الغدر والنذالة والبراووءن يأكلون البشر وهم سقط المجتمع لا وجود لهم إلا عن التمسك بالتخلف والوهم والجنة والقتل والمثقفون ساكتون، وحرية التعبير الطريق الوحيد للخلاص وقريبا المثقفون في الميدان بعد طول انتظار علي الرصيف – حين قاد البلد شذاذ الآفاق والدجالون واللصوص والاغبياء

  3. )وبالتالي وفقا لتجربة الإنسانية وفي ظل نتاج التقدم الذي نتج من الثورة الصناعية قد أصبحت فكرة المسؤولية الإجتماعية نحو الفرد هي نتاج لعقلانية وأخلاق المجتمع الحديث الذي يعمل بتلقائية الفعل الإنساني العفوي الذي لا يحتاج لأوامر من خارجه كما كانت تفعل الأديان والشرائع(

    )أصبحت الليبرالية الديمقراطية بشقيها السياسي والإقتصادي تسوقها معادلة الحرية والعدالة مفسر لظاهرة المجتمع البشري و نتاجه أي الإنسانية التاريخية والإنسان التاريخي.(
    المقتطفات اعلاه من المقال توضح ان الكاتب يعمم افكارا بدأت المجتمعات الغربية مفارقتها.
    الكاتب يبتعد كثيراً عن الواقع في الغرب ويتحدث عن افكار على الورق لا تتوافق مع ما هو حادث فعلاً على ارض الواقع. الان في جميع اوربا ترتفع رايات اليمين المتطرف حتى وصل الى السلطة في هولندا وفي بولندا، وكادت مارلين لوبان ان تصل الى السلطة في فرنسا، وفي المانيا اصبح اليمين المتطرف جزء من تركيبة السلطة، وهو يعلن بسفور كامل في المنفستو الخاص به عداءه للمهاجرين والاسلام ويتوعد بطرد ملايين المهاجرين من المانيا، كذلك وصل اليمين المتطرف الى السلطة في ايطاليا، أما في امريكا فتعتبر ال (MAGA) ملهمة للكثير من الاحزاب اليمينة في اوربا، وهي تناصب العداء للمهاجرين وتكمم الافواه ولم يسلم من اذاها حتى الجامعات، وما السجال القانوني الدائر بين جامعة هارفارد وادارة ترمب الا شاهدا على ذلك، حيث الغت الادارة ملايين الدولارات من الدعم الفيدرالي للجامعة بسبب رفضها محاولة الحكومة الفيدرالية التدخل في المناهج وخاصة المتعلقة بالشرق الاوسط وقضية فلسطين، ومحاولتها التحكم حتى في تعيين الاساتذة الجامعيين، كل ذلك مع تنامي النزعة العنصرية، بل والنازية حتى وصل الامر اداء ايلون مسك التحية النازية على مرأي من الجميع. حالياً يتم تجهيز المسرح للهجوم القادم على المهاجرين والمسلمين حتى على مستوى وسائل التواصل الاجتماعي، خاصة بعد استيلاء ايلون مسك على منصة اكس التي اصبحت مصدرا للاخبار المعادية للمهاجرين والاقليات، وقد ساهمت كثيرا في نشر الاخبار الكاذبة عن حادثة القتل التي قام بها احد القاصرين من المهاجرين الافارقة في بريطانيا وراح ضحيتها مجموعة من الاطفال، حيث تولى اليمين المتطرف نشر الاخبار الكاذبة عن الفاعل ونسبه للمسلمين مع تلفيق اسم عربي له، مما ادي الى انتشار العنف ومهاجمة المساجد والبنايات السكنية للمهاجرين وطالبي اللجوء في طول بريطانيا وعرضها، كما لا ننسى النصر الذي حققه تحالف (Reform UK) في الانتخابات البلدية مما دفع حكومة حزب العمال لتبني سياسات معادية للمهاجرين ووصل الامر برئيس وزراء حكومة العمال الى التحذير من ان تصبح بريطانيا (Island of strangers)، كل ذلك مع صعود لافت لليميني نايجل فراج، الذي من المتوقع فوزه في انتخابات 2029، وهو النسخة البريطانية من ترمب في عداءه للمهاجرين والاقليات. مارك زوكيربرغ لم يتأخر عن هذا المولد، حيث الغى فيس بوك عقودات تمحيص الاخبار (The fact checking)، واعلن انه (platform not publisher)، كل ذلك تمهيداً للمجزرة القادمة ضد الهاجرين والاقليات، خاصة المسلمة، والمتوقع حدوثها خلال الخمس سنوات القادمة.
    أمر آخر بالغ الاهمية، وهي ان الافكار تولد من داخل المجتمعات وتجاربها الذاتية التى تجمع فيها بين واقعها والاستفادة من الارث الانساني، وهذا الامر يحتاج الى الصبر عليه وتعهده بالعمل وسط الشعوب حتى تتبنى الافكار الجديدة عن قناعة ومن خلال التجربة الذاتية، وهذا الامر يضع على عاتق المثقفين والمفكرين مسؤلية كبرى في تناول مشاكل الواقع ووضع الحلول له وتوضيح كل ذلك للشعوب بصورة ووسائل تقربه اليهم والى قبوله والعمل به.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..