توبة شاعر

حسن إبراهيم حسن الأفندي
وقد آذنت شمسي للمغيب
من وحي المولد النبوي الشريف 1430هـ
هل لي تجود بنات الشعر والفِكر
وقد أبيت وقلبي كاد ينفطر
الناس تطرب للأشعار تحسدني
والفقر يملأ أحشائي ويعتصر
وددت لو أن أشعاري أمزقها
تذرو الرياحُ لها وأداً فتندثر
أخاف يوما لقاء الله يجمعني
والشعر جاء بلا غاي به خطر
ماذا أقول لربي حين يسألني
عما كتبت من الأشعار أشتهر
إن كنت أمدحه المختار أسعدني
أو كنت أحمد كان الحظ والظفر
يا رب فاصرف شياطيني تجنّب لي
وزرا فإني أسير الخوف أنتظر
أكلما قلت من شعر يؤرقني
وما رمي خافقي الشر والبطر
لكم سجدت ودمعي سال يحرقني
عوْدا إلي الله يكسو وجهي الخفر
وكم وقفت وعبراتي تعاودني
حاولت جهدي لقول الحق أنتصر
وربما خذلت مني مواقفها
نفس لها شهوة من ضعفها أثر
آمنت أنك يا ربي لترحمها
طبيعة الخلق ما تخطي وتغتفر
كم من رجاء لنا بالدمع أنسجه
وقد علمت بعفوٍ منك يمتطر
لولاه عفوك ما عشنا علي أمل
ولا نجا من لهيبٍ حارق بشر
أستغفر الله من قولي ومن عمل
يوم الحساب به النيران تستعر
يا رب عبدك في لوم بداخله
وحسرة ليس تُبقي منه أو تذر
لمن أنادي سوي الرحمن أسأله
عفو الكريم متي هاجت بي السِير
يا طالما قلت للأشعار أنظمها
وقلت ما لم يقل في ذاك مدكر
هجوت حينا وحينا كنت ذا صلف
وإن مدحت جعلت العي يفتخر
وقد تجمع حولي ألف غانية
وكل فاتنة بالشعر تأتمر
أطلت أنظر للحسناء مشتهيا
ولا يحل لنا قرب ولا نظر
وكم أغازل يوما في مجازفة
من راق لي من جميل القد أحتبر
يجري يسابقني جوْري وأسبقه
والناس حولي لرب الناس قد ذكروا
من لي بعمر جديد بعدما صرمت
أيام عمري لعلي بعد أعتبر
أغوي الشباب لقلب لا يقاومه
يا بئس ما كسب الغاوون وادخروا
زلَّ اللسان فيا رباه مغفرة
وقد نزلت بساح فيه أزدجر
كرِهْتُ نفسي نفاقا كان لازمها
حبا لدنيا به الأحلام تستتر
وما وعيتُ مع الأحلام ما فعلت
نفسي وما وعظت من سابق عِبَر
مرَّ الربيع وها أجري براحلتي
صوب الغروب فلا غيم ولا مطر
كم من شعورغدا في الضعف يملكني
لما غدوت وقد يستهدف الحجر
الشمس تغرب مني في مغازلة
والقلب أصبح في أدوائه حذر
يا رب إن عزائي أن لي أملا
في ما رماني به في شيبي الكِبَر
فاجعل لخاتمتي خيرا ومغفرة
واجعل لقبري نعيما منذ احتضر
** *******
أتيت بابك والآلام تهزمني
والبال منشغل والقلب منكسر
والعين تهمي وأوجاعي تلازمني
والدمع يجري علي الخدين ينهمر
لما رأيت لباب العدل أوصده
قوم لهم في بلاط الشرك مؤتمر
هم يأمرون بغيرالحق مسلمنا
ونحن في عجز من لانوا ومن نُحروا
فهل تعود أبا حفص بهيبتكم
ترسي لنا العدل بعد الظلم يا عمر؟
دين به شرفت من ذلها أمم
لما تمسَّك إيمانا به البشر
ساوي محمد خير الخلق كلهم
بين الجميع فجاد الخير والثمر
ونال كل ظلوم من مساءلة
وفاز عدلا كذا في الناس من كفروا
في دينه السمح آيات مرتلة
العدل ديدنها واللطف ينتشر
من رحمة الله نحيا من مآثرها
وداً لمن صغروا فينا ومن كبروا
يا سيد الرسْل أرجو منك معذرة
فيما أُلخص من معني وأختصر
وإنما تلك مني من محاولة
وكم يقصّر في الإطراء مقتدر
حسبي بأني لم أملك لناصية
من القوافي ولا الأوزان لي درر
لكنما حبكم في القلب يغمرني
أغري لمثلي بلا حوْلٍ فأبتدر
عسي بلغت بذاك الشعر منزلة
فيها رضاء من الغفار أفتقر
لولا مديحك لم أسعد لثانية
وفي خيالي يطوف الحشر والزمر
يا سيد الخلق هذي بعض قافيتي
فهل تدافع عني وقتما قبروا
وهل تسائل ربي لي بمغفرة
أنجو بها من لهيب خافه المدر
يا سيد الخلق كم لي من مناشدة
والنفس تأمل بالإسلام نزدهر
ننام ملء جفون عن شواردها
ولا يحيق بنا ضير ولا ضرر
فازت بالمركز الأول كأفضل قصيدة فصحى نشرت بالفيسبوك خلال العام 1436هـ من قبل لجنة كونتها لهذا الغرض مؤسسة الجبالي الثقافية بمصر وقدمت المؤسسة لي في مهرجان كبير شهادة تقدير ودرعا ومبلغا متواضعا بالجنيه المصري .