التقارب المصري الإيراني قراءة في الأبعاد الاستراتيجية المتغيرة لمشهد إقليمي مضطرب.

✍️ محمد هاشم محمد الحسن
لم يعد التقارب بين القاهرة وطهران مجرد حدث دبلوماسي عادي، بل يمثل نقطة تحول محورية تتجاوز ردود الأفعال المباشرة على أزمة غزة، لتعكس إعادة تموضع استراتيجي عميق تفرضه تعقيدات المشهد الإقليمي والدولي. هذا التقارب، الذي توج بلقاءات رفيعة المستوى واستقبال الرئيس السيسي لوزير الخارجية الإيراني، يتجذر في دوافع براغماتية معقدة، تكشف عن محاولات لكلا الطرفين لتعظيم المصالح وتخفيف المخاطر في بيئة جيوسياسية شديدة التقلب.
تبحث القاهرة في هذا التقارب عن مساحة للمناورة الاستراتيجية لم تعد متاحة بالقدر الكافي من حلفائها التقليديين. ففي ظل التداعيات الكارثية للحرب في غزة، والتي تهدد الأمن القومي المصري بشكل مباشر من خلال سيناريوهات التهجير وتصاعد الفوضى، تدرك مصر أن احتواء هذه المخاطر يتطلب قنوات تواصل مع القوى الإقليمية الفاعلة، وفي مقدمتها إيران التي تمتلك نفوذاً على حركات المقاومة وبعض الميليشيات الإقليمية. الهدف ليس التحالف الأيديولوجي، بل إدارة التصعيد ومنع تحول الحدود الشرقية المصرية إلى جبهة مفتوحة تهدد استقرار البلاد ومصالحها الاقتصادية الحيوية، خاصة أمن الملاحة في قناة السويس.
الدافع المصري هنا يتجاوز مجرد التوازن الإقليمي إلى تعزيز مكانة مصر كقوة إقليمية محورية لا يمكن تجاوزها في أي ترتيبات أمنية مستقبلية بالمنطقة، مع إرسال رسالة ضمنية لحلفاء القاهرة التقليديين بأن البدائل مطروحة على الطاولة في حال استمر إهمال المصالح المصرية الحيوية، وهو ما يتجلى في تراجع المساعدات السعودية وتباين الرؤى مع الإمارات حول ملفات حساسة كالسودان وليبيا وسد النهضة. الاتصال الهاتفي لوزير الخارجية المصري مهنئاً نظيره الإيراني بمفاوضات عمان مع أمريكا حينها، متجاوزاً الأعراف الدبلوماسية المعتادة، يمثل مؤشراً قوياً على جدية القاهرة في فتح قنوات أعمق، بما يؤكد على هذا التحول البراغماتي.
من جانب طهران، يمثل التقارب مع مصر فرصة لتحقيق اختراق دبلوماسي يعزز شرعيتها الإقليمية والدولية. ففي ظل العقوبات الدولية والتحديات الاقتصادية، تسعى إيران لكسر عزلتها وإظهار قدرتها على بناء جسور مع دول عربية كبرى وفاعلة. إن إدراك إيران لثقل مصر في العالم العربي والقضية الفلسطينية يدفعها لاستغلال هذه القناة لتعزيز نفوذها أو على الأقل التأثير في مسار الأزمات، وربما تخفيف الضغوط الموجهة إليها. التطمينات الإيرانية بشأن الملاحة في البحر الأحمر، والرفض المصري لأي حلول عسكرية للملف النووي الإيراني، هي مؤشرات على تقاطع مصالح تخدم هدف رفع مستوى العلاقات التجارية والاقتصادية بين الطرفين.
تتجاوز دوافع هذا التقارب الإطار الثنائي لتلامس التحولات الكبرى في المنظومة الإقليمية والدولية. فإعادة العلاقات السعودية الإيرانية، بوساطة صينية، قد أزال حاجزاً نفسياً وسياسياً أمام مصر، ومنحها مرونة أكبر لم تكن متاحة من قبل. على الصعيد الدولي، فإن تحول الموقف الأمريكي من الضغط الأقصى إلى الانخراط التفاوضي مع إيران، حتى لو بوساطة روسية (كما تشير تقارير حول طلب ترامب لتدخل بوتين بشأن الملف النووي)، يقلل من التكلفة السياسية لأي تقارب مصري إيراني. هذا التموضع الإيراني المتزايد مع قوى عالمية مثل روسيا والصين وكوريا الشمالية يعزز فكرة وجود محور بديل، قد توفر لمصر، فرصة للانتقال من موقع التهميش إلى جزء فاعل في ديناميكيات دولية جديدة، وهو ما يفسر الاهتمام المصري بزيارة مرتقبة للرئيس الصيني كرسالة رد على تهميش سابق.
لكن هذا التقارب ليس خالياً من التحديات الهيكلية والمصالح المتباينة. فالعلاقة المصرية الإيرانية ستظل محكومة بحدود تضعها الاختلافات الأيديولوجية والتعارض في بعض ساحات الصراع الإقليمية، مثل اليمن ولبنان وسوريا. وفي السودان، يظهر هذا التباين بوضوح، فبينما ترى مصر الجيش السوداني مؤسسة شرعية وتسعى لاستقراره خشية الفوضى على حدودها، تدعم إيران الجيش لأسباب استراتيجية وأيديولوجية عبر جماعات إسلامية متحالفة معه لتعزيز نفوذها في البحر الأحمر. هذا التداخل قد يفتح الباب أمام تعاون عسكري واستخباراتي جديد في السودان، مما يثير مخاوف إقليمية لدى مصر والسعودية والإمارات. فالتقارب، وإن كان يسعى للتفاهم، لن يزيل تنافس المصالح، بل سيجعل السودان ساحة تنافس غير مباشر تسعى بورتسودان فيها لتعزيز موقعها من خلال الاستفادة من هذا التنافس.
يبقى الملف النووي الإيراني نقطة حساسة، فبالرغم من تليين الموقف الأمريكي، لا تزال القاهرة تحمل قلقاً بشأن طبيعة هذا البرنامج وتداعياته المحتملة على الأمن الإقليمي، وإن كان حديث وزير الخارجية المصري عن ضرورة خلو المنطقة من السلاح النووي يوجه رسالة ضمنية لإسرائيل كقوة نووية غير معلنة، مما يفسر جانباً من رسائل التقارب المصري الإيراني.
إن التقارب المصري الإيراني يعكس واقعاً إقليمياً جديداً حيث تدفع المصالح البراغماتية الدول نحو إعادة تقييم علاقاتها، والبحث عن حلول غير تقليدية لأزمات مستعصية. إنه دليل على أن الجغرافيا السياسية لا تعترف بالعداوات الأبدية، بل بالمصالح المتغيرة في عالم يزداد فوضى وتعقيداً. التحدي يكمن في كيفية إدارة هذا التقارب لتعظيم المكاسب وتقليل الخسائر، في ظل ترقب العالم لمسار هذا التطور وتداعياته على خارطة الشرق الأوسط المتغيرة.
كل اللعبة الخصها لك في حاجة واحدة وترامب لمح بشكل التهديد عندما طلب بالسماح للسفن الامريكية بالعبور بالمجان وقبلها طلب من ادارة المواني الامريكية بحث واسباب تاخر وتكدس ومعوقات حركة السفن الامريكية حول العالم واضح ولا اشرح ………………… في عهد البشير قامت الحكومة المصرية مع السعودية بترسيم الحدود عندما تم الاعتراف بتيران وصنافير وقتها الامن المصري في غيبوبه ولم يتم ابلاغ اي مسؤول سوداني بخصوص الترسيم مع العلم السودان دولة جارة ولديها احتلال لاراضي وتعطيل لثروات داخل البحر لكن الكلام دا ما بقوله الا زول شارب لبا ام سودانية بت اصول الكل بينفزر ما علينا ……. الامر الاخر عندما يتم تسليم الجزر سوف تتحول المياه من مياه اقليمية الى مياه دولية يعني سوف تخضع لقانون الامم المتحدة وكله خطط ومخطط له وراجعوا المشروع الاقتصادي تجاري سياسي الذي يشمل الخليج الهند اسرائيل وفتح مواني ولماذا الامارات تتصارع في السودان وجيبوتي الصومال اليمن … اليوم الخلايجة لديهم صراع حميم بالاستيلاء على جامعة الدول العربية غير معلن مع العلم هذه المؤسسة التي لم تقدم اي شيء وهي اقدم من الامم المتحدة نفسها ووضعها اليوم والاتحاد الافريقي اشبه بالحالة الصراع حوله اشبه بموقع تجاري محل اسبيرات سوبرماركت الخ…..مقره استراتيجي مربح يتصارع يتبارى عليه التجار .في السودان نسميه خلو رجل هل الخلايجة اذا دفعوا لمصر خلو رجل سوف تتخلى مصر عن الجامعة ويتم نقل المقر الى المملكة السعودية مع العلم الممول الكبير وشاهدنا تصريحات على العلن لمسؤولين خلايجة قالوا نحن ندفع مرتبات موظفي ومسؤولي الجامعة بالدولار وهي جامعة عربية من المتوقع حسب ما نقرا ونشاهد من معطيات الاحداث الايام المقبلة سوف تشهد صراع عربي محموم … ………………………………………………………………….عن دبلوماسي إقليمي، أن إسرائيل وأمريكا تحاولان تأمين وجود عسكري دائم للولايات المتحدة على البحر الأحمر شمال قاعدة ليمونييه البحرية الأميركية في جيبوتي.
وبحسب الموقع فإن “ما تريده الولايات المتحدة وتناقشه مع حلفائها الإقليميين، هو تغيير جذري في منظومة الأمن بالبحر الأحمر، بما يضعها في طليعة القوى المراقبة لهذا الممر البحري”، مشيراً إلى أن مصر – بحسب مصادر دبلوماسية – ما زالت “تقاوم الضغوط المتزايدة من الولايات المتحدة وحلفائها الخليجيين للاستجابة لهذه المطالب”.
هل هذا بعيد من الصراع بالسودان يانخب الغفلة المناطقية
هذا العمل سباق على النفوذ الصيني الروسي في افريقيا التحكم بالمواقع والممرات المائية الاستراتيجية مع صناعة انظمه حليفه لامركا اليوم فرنسا باي باي بقت دولة متسولة على مائدة امركا بعد ما كانت دولة يمكن تكون صديق ظلت مستعمر تدعم الفساد ساركوزي مول حملته الانتخابية القذافي امركا بريطانيا جابت خبره اشتبك الطليان مع الفرنسين ايام ضراوة الحرب في ليبيا وفاغنر عباره عن ثور هائج يخرب امركا تعمل بانامل ناعمه ولا دولار م تخسره وتستولى على ما تريد
عابد الصنم بطل الورجغة
قضية تيران وصنافير لا علاقة لها بالسودان فهي كانت متنازعة بين السعودية ومصر وقد آلت للأولى بإتفاق ترسيم الحدود.
المصيبة هي في أن الحدود البحرية قِبالة مثلث حلايب قد تم ترسيمها بين السعودية ومصر على إعتبار أن المثلث يتبع لمصر.
مصر والسعودية دولتان راشدتان تتعامل بخبرة مع المهددات الإقليمية والدولية وتعرفا قيمة موقعيهما وأهميتها جيبولوتيكياً
أقعد إنت ردد في هبالتك بتاعة (نخب الغفلة) وباقي السفه حقك داك.
يلا خم وصُر وشوف كيزانك وصلونا وين.