هل وزراء حكومة نتنياهو كيزان؟

حسن عبد الرضي الشيخ
نيوزيلندا، بريطانيا، وبعض ما تبقّى من ضمير هذا الكوكب، قرروا فرض عقوبات على وزيرين في حكومة نتنياهو. لا جديد يُذكر في المشهد الدموي. لكن ما استوقفني لم يكن القرار في حد ذاته، بل ردود أفعال أولئك الوزراء: مزيج صارخ من الوقاحة والغرور، يكاد ينطق بالعربية الفصحى بلكنة “كيزانية” خالصة. وكأنهم خريجو جامعة “اللاحياء واللامروءة” – فرع الخرطوم، تخصص: “البجاحة التطبيقية وإدارة الإنكار”.
أحدهم كاد أن يقول: “بريطانيا تحت نعلي”، تماماً كما هتف كوزٌ ذات هوس: “لو أمريكا ما رضت تركع، بنخليها تبكي”. إنها نفس مدرسة “الهوس النقي”، نفس عقدة الاضطهاد المغلّفة، نفس قواميس الكذب، سواء باسم الدين أو الوطن.
الكيزان، يا سادة، ليسوا مجرد جماعة سياسية أو حتى كارثة أيديولوجية عابرة؛ إنهم مؤسسة راسخة لتخريب الحياة. يمكن تشبيههم بجامعة تمنح الدكتوراه في الإرهاب، والماجستير في الاستهبال، والبكالوريوس في سحق الشعوب تحت شعارات “التمكين” و”التأصيل”. بلغوا من التفوّق في إنتاج القهر حدًّا جعل إبليس نفسه – وهو شيخ صنّاع الشر – يلجأ إليهم للاستشارة.
في إسرائيل، يُطلق الجنود النار على فلسطيني يبحث عن كيس دقيق – جريمة لا خلاف على شناعتها. أما في سودان الكيزان، فالوضع أكثر فجاجة: الكوز لا يكتفي بإطلاق النار، بل يسرق المعونة قبل أن تصل، يبيعها في السوق وقد نُقعت برائحة فساد تخرق أنف العدالة، ثم يصرخ في وجهك: “الله أكبر!”، ويشتمك إن لم تشترِ من “سوق الله أكبر”! وما أدراك ما “سوق الله أكبر”؟! إنه المزاد العلني الذي تُباع فيه الإنسانية بالدولار، وتُشترى فيه الضمائر بكيس سكر وركعة نفاق.
تأمل ما فعله الكيزان بحجاج السودان: يظلمونهم، ثم يشتمونهم لأنهم اعترضوا على الظلم، وكأن نهب الحجيج صار أحد أركان الحج!
الإسرائيلي – رغم وحشيته – لا يقتل يهودياً، على الأقل. أما الكوز، فلا يتردد في دهس ابن بلده، شقيقه في الهمّ والدم، بكل دم بارد. من أكتوبر إلى ديسمبر، من رمضان إلى رمضان، يُسفك دم الشباب السوداني في الشوارع، فقط لأنه قال: “نريد وطناً حراً”. فيرد الكيزان عليه بـ”سواطير الشريعة” و”فتاوى الشيوخ القتلة”، وكأن الحرية كفر، والوطن رجس من عمل العلمانيين!
البلد احترق. المستشفيات انهارت. المدارس سُحقت. والناس أكلت أوراق الأشجار. ومع ذلك، لا يزال الكوز يخرج علينا في التلفزيون – أو من على منبر الجمعة – وهو يبكي على أطلال “المشروع الحضاري”، وكأنه لم يكن من فجّر الألغام تحت قدميه. يحدثك عن “استهداف الإسلام”، بينما هو من جعله مرادفاً للكذب، والغدر، وسوء النية.
ثم يختم خطبته الغاضبة بالدعاء: (اللهم اهلك اليهود وعملاء السفارات والمرتزقة)، ناسياً – أو متناسياً – أنه هو من تشبّه باليهود في تطويع النصوص، وتحريف الوقائع، وبناء منظومة قمع تسجد لمصلحته وحده.
فهل يا ترى، علّم الكيزان نتنياهو ووزراءه فنون العنف بالوكالة؟
هل أهداه البرهان – في زياراته الليلية المشبوهة – كتيّبًا بعنوان: “كيف تصبح طاغية في ٩٠ يوماً – إصدار معتمد من التنظيم العالمي”؟
هل ناقش معه كيف تُدار بيوت الأشباح؟ كيف تُسحق النقابات؟ كيف تُدار الحملات الإعلامية بالكراهية؟
لا أستبعد شيئاً. فمنذ أن صار الخراب علماً، بات الكيزان هم “البروفيسورات”.
الفرق الوحيد: أن نتنياهو لا يبتسم كثيراً. أما الكوز، فيبتسم وهو يدهسك، ثم يقول لك: “دي لله، نحنا ما عايزين جزاءً ولا شكوراً!”.
وإن حكومة نتنياهو – بكل قبحها – لا تجرؤ على حرمان معلميها من رواتبهم لعامين، ثم تطلب منهم العودة إلى مدارس بلا أبواب، بلا نوافذ، بلا ماء ولا كهرباء، بلا طباشير ولا طب، بلا أمل… ولا حتى تكاليف اجرة وسيلة المواصلات من العزازي إلى الخرطوم، دعك من القاهرة أو نيروبي أو أديس أبابا!
المصيبة هي في مشاريع الهوس الديني التاريخية ومحاولة بعثها من مرقدها.
الإسرائيلي أفضل من الكوز فعلى الأقل لا يمتد أذاه لأخيه الإسرائيلي أما الكوز فلا يأمنهم عاقل فكيف لمن خلعوا بيعة شيخهم وسجنوه وعذبوا من تبعه وقاتلوه من أمن أو أمان.
نرجع لمحاولات بعث التاريخ (الميت) ومحاولة إحياءه فستكون النتيجة هي نفس نتيجة ما حدث للسودان من فساد وإستبداد وحروب أهلية يتبعها إنفصال.
يا بشر حاولوا أن تحلوا مشكلات الواقع بمعرفة كيف تعاملت الأمم المختلفة مع وقائعها لا بإستلاف حلول عبر التاريخ.
دستور علماني يفصل الدين عن الدولة والاعترف بتعدد الأديان والثقافات واللغات.
فصل كامل للسلطات الثلاث.
خدمة مدنية يتم الإختيار لها على أساس الكفاءة.
جيش ذي عقيدة وطنية واحدة.
حتى يتم ذلك لابد من وضع السودان تحت الوصاية الدولية لفترة لا تقل عن عشرين سنة..
وبعدين نشوف.
تمام..
مقال طويل وعريض في نقد الكيزان.. انا ما عارف تاعبين حالكم كده ليه والغريبة انتم لستم بأفضل منهم باي حال من الأحوال والا لما اضعنا ثورة اكتوبر٦٤م ولا انتفاضة أبريل٨٥م قبل أن يستولي الكيزان على السلطة في يونيو٨٩م..اخجلوا شوية ياخي.