شهادة توثيق ذاتية

عبد الله محمد خليل
حول أول نقد موضوعي للكتب المصرية في منهج اللغة العربية للمرحلة الثانوية بالسودان (1985) في جريدة الصحافة.
أنا عبد الله محمد خليل، كاتب ومهتم بشؤون التعليم والمناهج، أقدّم هذه الشهادة توثيقًا لمقالٍ نشرته في صحيفة الصحافة السودانية حوالي عام 1985م، بعنوان:
> “اللغة العربية في منهج الثانوية”
وقد تضمّن هذا المقال نقدًا علميًا موضوعيًا للكتب المصرية التي كانت معتمدة في تدريس اللغة العربية للمرحلة الثانوية في السودان آنذاك. وأكاد أجزم – بناءً على متابعتي وقراءتي في ذلك الوقت – بأن هذا المقال يُعد من أوائل (وربما أول) المحاولات الجادة والعلنية في الصحافة السودانية التي تناولت مناهج اللغة العربية بالنقد التفصيلي، وليس العام أو الانطباعي.
أهم ما تناولته في المقال:
1. تشخيص الخلل في المنهج، والمتمثل في:
تركيزه على الصرف والحفظ.
إغفاله الجوانب الأساسية في النحو والتراكيب.
2. الإشارة إلى عدم مواءمة المنهج لعقلية الطالب السوداني، نظرًا لاعتماده على نقل مباشر من كتب مصرية أُعدت لبيئة مختلفة.
3. الدعوة إلى وضع منهج سوداني خالص، يتولاه علماء سودانيون مختصون، يتفهمون واقع الطالب السوداني واحتياجاته اللغوية.
وقد بيّنت في المقال أن الاستمرار في هذا النهج سينتج عنه طلاب يحفظون دون فهم، ويتعاملون مع اللغة العربية كقوالب ميتة لا بنية حية.
تطورات لاحقة:
بعد سنوات، لاحظت أن الكتب المدرسية قد تمت سودنتها بالكامل، وأُعيد النظر في المناهج بدرجة كبيرة. وقد توافقت هذه التعديلات في جوهرها مع ما دعوت إليه في ذلك المقال. ونظرًا لغيابي عن الوطن لأكثر من أربعين عامًا، لم أتابع تفاصيل التحول، ولكن ما رأيته من تغييرات لاحقة عزّز قناعتي بأهمية ما طُرح في ذلك المقال.
ختامًا:
أضع هذه الشهادة بين يدي المهتمين بتاريخ التعليم في السودان، وبخاصة تطوّر مناهج اللغة العربية، مؤمنًا أن النقد الموضوعي المبكر للمحتوى التعليمي يمكن أن يُحدث فرقًا، ولو بعد حين.
كما أدعو الباحثين إلى توثيق هذه المرحلة، والعودة إلى ما نُشر حينها، لرد الاعتبار للتجارب السودانية الرائدة في نقد وتطوير المناهج.
والله الموفق.