مدير مكتب مالك عقار: شخص بلا ضوء .. خان الجميع ليبقى وحيداً (1-3)

محمد عبدالله ابراهيم
لم أكن لأنبس بكلمة عن هذا الشخص لولا ان ما جرى يتجاوز الأفراد ويتقاطع بعمق مع جوهر مسؤوليتنا الأخلاقية حيال قضايا العدالة والدفاع عن الكرامة الإنسانية، وبالأخص حين يكون الأمر متعلقاً بالمرأة السودانية، تلك التي حولها الواقع القاسي إلى ضحية مستمرة، وظلت عبر عقود طويلة تتلقى الصفعة تلو الأخرى، وتنهشها منظومات الدولة والقوانين والمجتمع، وتحاصرها أفكار جائرة ومفاهيم مشوهة للرجولة والسلطة.
المرأة السودانية منذ الاستقلال، لم تكن يوماً شريكة متساوية في الفضاء العام، بل كانت دوماً هدفاً سهلاً للانتهاك، وأسيرة لقوانين مختلة، ونظم اجتماعية بطريركية تنظر إليها كجسد للخدمة، لا كإنسان يستحق الكرامة والحرية، ومجتمع يرى في الأنثى أداة للإنجاب لا للعقل وللطبخ لا للتفكير، ويكيل المديح للرجل كلما امتلك أكثر من زوجة، وكأن المرأة غنيمة في سوق الرقيق، ويمارس أبشع أشكال الاستعباد ويصادر حقها في التعليم وفي القرار وفي الكلمة وفي الحلم.
أمثال هذه الثقافة السامة لا تزال تردد أقوالًا كـ”المرأة لو بقت فاس ما بتشق الراس”، وهذا القول ينضح بالازدراء ويذبح المرأة من الوريد إلى الوريد، ويعيد إنتاج عبوديتها جيلاً بعد جيل في صمت مذعور ومجتمع مصاب بالعمى الأخلاقي، ويشرعن قهرها تحت شعارات تقليدية وذكورية، لا مكان لها في عالم يسعى إلى التحرر والمساواة.
وسط هذا المناخ الخانق تطفو على السطح حكاية السيدة “شاهيناز”، لا باعتبارها قصة فردية، بل عن منظومة كاملة من العنف والخذلان وعبودية مستترة في ثياب العرف والدين والرجولة الزائفة، وانعكاساً لخيبة أمة، ولسقوط أخلاقي مدوي لأولئك الذين صعدوا على أكتاف النساء والضعفاء، ثم تنكروا لهم بعد أن وجدوا الظل في دهاليز السلطة.
شاهيناز امرأة شابة وأم، وإنسانة بكل ما تحمله الكلمة من معنى، اختبرت أقسى درجات الإهانة والانتهاك أثناء هذه الحرب القاسية، على يد زوج تجرد من ضميره وأخلاقه وإنسانيته، ولم أكن لأتدخل في تفاصيل حياتها، لولا أنها بنفسها اختارت أن تفتح جراحها لا لتشكو، بل لتذكرنا جميعاً بأن الصمت في وجه الظلم خيانة وأن الألم إذا لم يرو يصبح وبالاً على الجميع.
السيدة “شاهيناز” تنتمي إلى أسرة كبيرة وواسعة، لها وزنها الكبير واحترامها العميق وسط المجتمعات السودانية، ومعروفة بكرمها ومكانتها الاجتماعية التي ما زالت تحظى بتقدير واسع في أوساط الناس، وهذه الخلفية العريقة تجعل من مأساتها قضية كما اسلفت ليست فردية فقط، بل ضرباً من ضروب الخيانة للأصول والقيم التي تفتخر بها أسر مثل أسرتها، وتكشف عن مدى انحدار القيم حين تتعرض امرأة لانتهاك وانكسار.
في مارس من العام الماضي تلقيت مكالمة من صديق أحترمه كثيراً، وأخبرني أن امرأة تبحث عن رقمي لامر “شخصي ومهم”، فلم أتردد وأذنت له أن يزودها به، وبعد دقائق قليلة مرت وصلتني رسالة على “الواتساب” من رقم مجهول، وكانت هي: “أنا شاهيناز .. وآسفة على الإزعاج” .. رحبت بها بحرارة لأنني اعرفها من قبل ولكنها اختفت منذ زمن بعيد، وطلبت مني الاذن أن تتصل وتتحدث معي فبادرت بالاتصال بها فوراً.
سألتها عن أحوالها وأطفالها وأجابت بهدوء ثقيل “نحن بخير”، ولكن عندما سألتها عن زوجها “الرشيد أنور”، الذي كان زميلي في مكتب عضو مجلس السيادة مالك عقار، خيم الصمت عليها .. صمت دام حوالي خمس عشرة ثانية، فأحسست انها شعرت خلاله أن كومة من الذكريات تسقط عليها كصخور، ثم رد وقالت بعدها بصوت خافت ومتعب “لا أعرف عنه شيئاً .. لقد انفصلنا”، عندئذ شعرت أنني حفرت جرحاً قديماً في روحها فاعتذرت لها، ولأنها كانت بحاجة إلى من يسمعها ويشهد على عضها.
زوجها الرشيد أنور، الذي يعمل ضابط في جهاز المخابرات العامة، ومدير مكتب مالك عقار، كان قبل صعوده في هرم السلطة رجلًا بلا حول ولا قوة، ولم يكن يملك من أمره سوى طموح جامح وجيب فارغ، وكانت شاهيناز كل شيء في حياته، هي الزوجة والسند والممول وربة البيت والراعي لأطفالهما في أيام التشرد والمنفى، وكانت امرأة وعشرة رجال في آن، واليوم بعد أن تمدد في دوائر السلطة الظلية بعد اتفاق جوبا لسلام السودان، وارتدى بدلة ضابط أمن وتسلق بقدرة فريدة من الانتهازية والمحاباة على أكتاف المناضلين ليصير مديراً مالك عقار، نسي كل شيء وخان كل شيء، ولم يتردد في ركل كل ذلك الماضي وكأنها كانت صفحة سوداء أراد التخلص منها.
طلقها .. ولم يتصل يوماً ليسأل عن أطفاله ناهيك عنها .. فقط انسحب منهم وكأنهم غرباء صادفهم في شارع مهجور، وتخلى عنهم كما تتخلى الضباع بعد أن تنهش لحم فريستها، والأسوأ من ذلك؟ أنه تزوج امرأة أخرى قبل اندلاع الحرب بأيام، .. وبدأت زوجته الجديدة ترسل لشاهيناز رسائل فيها سخرية وتشفي ومليئة بالمكايدات والشماتة، وتغريدات على صفحاتها في السوشيال ميديا توحي بأنها “انتصرت” على امرأة أخرى وكما لو كانت النساء غنائم حرب، ولم تقف المأساة هنا: بل الرشيد نفسه اتهم زوجته السابقة بالدعارة، وهددها بالقتل مستغلاً سلطته كضابط في جهاز أمني ورجل نافذ في حكومة لا تعبأ بالنساء ولا بالأخلاق.
هربت شاهيناز بأطفالها إلى مكان مجهول، داخل السودان ام خارجه لا اعلم ولا حتى زوجها الرشيد لا يعلم، ورفضت أن تفصح لي عنه، لكنها طلبت مني شيئاً واحداً؛ “أن أنقل أوصل قصتها إلى الشخص الذي يشغل زوجها موقع مدير مكتبه، وهو مالك عقار نفسه، الشخص الذي صنع الرشيد ومنحه تلك السلطة الزائفة، لكنني للأسف لم أفعل .. ليس لجبن مني أو تجاهل، بل لأنني أعلم أن عقار ذاته لا يستطيع أن يفعل شيئاً في هذا الموضوع، وذلك لأنه فشل حتى في حل قضايا أكبر وتمسه هو وحركته .. فكيف سيتدخل في قضية لا تخصه بشكل مباشر وانما لإنصاف امرأة طعنت بخنجر السلطة الذكورية؟، مع انني تحدثت إلى بعض الرفاق وأعربوا عن أسفهم، وأكدوا أن الرشيد شخص “لا يؤتمن”، وأن كثيرين يعرفون حقيقته، بل أخبروني أن الرشيد عين زوجته الجديدة وهي لا تنتمي للحركة الشعبية ولا يعرفها أحد من الحركة في مكتب عقار نفسه!، بل وعين أحد أقاربها أيضاً، وكان يستحبها معه في سفريات وفود مالك عقار الرسمية، كلا ذلك على حساب رفاق كثر ناضلوا وضحوا في الحركة، ولكنهم في ظل حركة تدار بالمجاملات والتكتيكات الخبيثة، كانوا يغضون الطرف عن هذا الموضوع علانية ويستنكرونه سراً، وفضلوا الصمت عنه خوفاً وطمعاً كما يصمت المستعبد في حضرة جلاده، وفي ظل هذه الأوضاع، لا عجب أن يتسلق الفاسدون على حساب الشرفاء.
من يعرف السيدة شاهيناز يعلم أنها لم تكن مجرد زوجة، بل كانت عماد الأسرة، فكانت تنفق وتشتري وتغطي مصاريف البيت والزوج العاطل الذي منحته كل شيء وبقيت إلى جواره حين لم يكن له شيء، وربت أبناءها في المنفى بكرامة رغم ضيق اليد، ورفضت أن تنكسر حتى حين تعرضت للخذلان، وخانها شريك الحياة، ولكنها كغيرها من نساء هذا الوطن، اكتشفت أن أكثر ما يؤلم في هذه الحياة ليس الخيانة، بل أن يخونك من قلت له “كن لي وطناً”، وصدق الإمام علي بن أبي طالب حين قال: “عاشروا بطوناً جاعت ثم شبعت، فإن الخير فيها ثابت، ولا تعاشروا بطوناً شبعت ثم جاعت، فإن الخير فيها دخيل”.
هذا الرشيد أنور، لم يكن يوماً في الجيش الشعبي لا ضابطا ولا جندياً، ولكنه تسلق صفوف الجيش الشعبي من خلال رئيسها، الذي سمح له بذلك على حساب الاخرين، عندما سمح له بالذهاب الى منطقة اولو التابعة لسيطرة الجيش الشعبي بالنيل الأزرق، في فترة مفاوضات جوبا لسلام السودان، وعند وصوله قام برسم سيناريو، عن انه دخل المعسكر ويتلقى تدريب عسكري في الجيش، وكان يتدرب وحده وليس له أي دفعة او جماعة، وخلال فترة لا تتعدى الشهرين، عاد برتبة نقيب في الجيش الشعبي، وهو الذي اختاره لنفسه، في خرق واضح وصريح لكل قوانيين واعراف وتقاليد الجيش الشعبي منذ تأسيسه بقيادة الملهم الراحل المقيم الدكتور جون قرنق، ليس هذا فقط، بل على حساب العشرات من الرفاق الذين قدموا تضحيات كبيرة في هذا المشروع، وبعد توقيع اتفاقية السلام في السودان، بين الحركات المسلحة والحكومة السودانية في جوبا 3 أكتوبر 2020، وبموجبه تم تعين مالك عقار عضو في مجلس السيادة الانتقالي السوداني، تسلق الرشيد مديرا لمكتبه، ومن ثم عبر مالك عقار، تم دمجه في جهاز المخبرات العامة برتبة رائد، واصبح يسيطر على مالك عقار ومكتبه، ويتسلط على الحركة حاملا في دواخله حقداً دفيناً وكراهية قبيحة ضد جميع الرفاق، يستغل فيه بشكل فاضح علاقته بمالك عقار، وهي علاقة لا يعرف سرها الا القليل من الرفاق، بينما رفاق النضال يتفرجون مكبلين بالصمت والخوف.
نواصل،،،
[email protected]
يغسي عليك ياحمادة تخلي العيب يطلع منك كيف لاتكلم عقار والنسوة جاءت تبكي وقلبها محروق مش كان مفروض تقلب الطاولة علي الظالم وتخلي يطردوا من العمل عشان المنتفعه ديك تتطلق منو لانها جاءت لمنفعة وبس وكماان خلينا نتفش شوية في عقار ابو لسان طويل في كل اجتماع يجي يفضح ليك الناس دا مقرب من البرهان وسرق وعندوا عمارات وين وين مش دا عقار ابو لسان طويل كان لازم تكلم عقار او تعمل سبق صحفي في الجرائد والتلفزيون انو عقار فاسد جاب زول غير مؤهل في مكتبه ومش كدا وبس جاب زوجتة الجديد تشتغل في مكتب عقار يعني عقار الفاسد شايف الفساد في مكتبوا وساكت لالالا وين البرهان ماحمر ليه لماذا لالا من هنا وجاي لابد من قوانيين جديد والتحقيق في العاملين في مكاتب الدولة اي زول مامؤهل يطرد وعقار نائب الرئيس يعني شئ كبير وهو مش فقط رئيس الحركة وبيعمل في حركتوا في الغابة هناك او الخلاء داك عشان يجب ناس كرور ساكت كدا لالا هو بيعمل الفساد جو الحكومة وعشان لسانوا طويل لابد من تكوين لجان لفحص العاملين في مكتبة وجبريل وبقية الحركات في الحكومة والتحقيق مع عقار اهم شئ كيف يهمش ويهين النسوة كيف يعني ابو لسان طويل
يا مواطنه اذا كان عقار زاتو فاسد هل سوف يعدل!!!!!!!!هسي نشر هذا الموضوع اقوي من انو يكلم عقار لان الامر صار في متناول الجميع..الرشيد -زوجته الجديده*اقربائها الذين تم تعيينهم ورشان اوشي ونادر العبيد وما اكل السبع امثال ندي القلعه وعاشه الماجدي وهلمجرا من بقية الزباله والزبالين.
عيب عليك والله ياكاتب المقال تكشف ستر بيوت الاسر وتفضحهم حتى لو كان المراد معاقبة زوج لايقوم بمسؤولياته تجاه عياله الحل ليس بنشر اسرار الاسر على الميديا صدقني مردودة ليك في بيتك واسرتك وسيتم فضح اسرار بيتك فالبيوت اسرار خليك راجل وخلي شغل شمشرة الحريم ده