
يواجه آلاف الفارين من مدينة الدبيبات والمناطق المجاورة، أوضاعاً مأساوية في العراء على الطريق الممتد الى مدينتي أبوزبد والفولة بولاية غرب كردفان، وسط غياب الاستجابة الإنسانية.
ووصف محمد عثمان أحد النازحين الذين فروا من الدبيبات، الوضع الصحي بالكارثي، إذ تتفشى الأمراض وسط النازحين الذي يقيمون في العراء بلا غطاء ولا دواء، ما أدى إلى ارتفاع عدد الوفيات، خاصة وسط الأطفال.
وأضاف أنه “خلال الأيام الماضية توفى اكثر من 70 شخصاً بينهم أطفال في مستشفى أبو زبد، وآخرين لقوا مصرعهم في الطريق قبل وصولهم للمستشفى.
ولم تتحقق “دارفور24” من هذه الأرقام من مصادر أخرى لصعوبة الاتصال بالمنطقة.
وكانت منطقتي الدبيبات والحمادي بجنوب كردفان، والمناطق المجاورة، شهدت تصاعدًا في الاشتباكات المسلحة بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، منذ مطلع مايو الماضي.
ورسم محمد عثمان، صورة قاتمة لما آلت إليه أحوال آلاف المدنيين الذين تقطعت بهم السبل، يفترشون الطريق من جبل الفينقر الى الفولة، تحت الأشجار، وسط غياب لمراكز الإيواء والمساعدات الإنسانية.
ومع تفاقم أزمة مياه الشرب، يعتمد النازحين على “الحفاير” وهي جافة تماما الآن، وما يتوفر غير صالحة للشرب، وفق عثمان.
ويضيف أن الجوع لا يقل فتكاً عن العطش، حيث لم يتلقّ النازحون أي نوع من المساعدات الغذائية منذ فرارهم، وأنّ الأطفال هم الفئة الأكثر تضرراً، إذ ينام الكثيرون منهم لليالٍ متتالية دون طعام أو ماء نظيف، في ظل انتشار الإسهالات والحمى وسوء التغذية.
واشار محمد عثمان إلى أن موجات النزوح شملت سكان الدبيبات، والحمادي، وشوشاية، وأم سعدة، وكازقيل، وجميعهم يواجهون ذات الظروف، مشدداً على أن الوضع الإنساني في هذه المناطق يرقى إلى مستوى الكارثة.
وقالت منظمة الهجرة الدولية إن 1,821 أسرة نزحت من بلدة الدبيبات بتاريخ 29 مايو 2025، بسبب استمرار الاشتباكات المسلحة وتوسع نطاقها إلى مناطق مدنية.
دارفور 24