أخبار السودان

كيف ترى القاهرة إعلان «الدعم السريع» سيطرتها على «المثلث الحدودي»؟

أثار إعلان «قوات الدعم السريع» السودانية السيطرة على منطقة «المثلث الحدودي» بين مصر والسودان وليبيا، تساؤلات حول موقف القاهرة، من التطورات الميدانية للحرب السودانية.

وقال خبراء مصريون إن «مصر تتابع عن كثب التطورات العسكرية في السودان، وتحتفظ بحقها حال المساس بسيادتها وأمنها القومي بشكل مباشر»، وأشاروا إلى أن سيطرة «الدعم السريع» على منطقة المثلث الحدودي «مكسب معنوي للتغطية على خسائرها الأخيرة في العاصمة الخرطوم».

وتقع منطقة المثلث الحدودي، قرب مدينة الفاشر، عاصمة ولاية شمال دارفور، وهي إحدى جبهات القتال الرئيسية في الحرب الدائرة بين الجيش السوداني و«قوات الدعم السريع».

ودخلت الحرب السودانية التي اندلعت في منتصف أبريل (نيسان) 2023 الشهر الثاني من عامها الثالث، وسط استمرار القتال بين الجيش السوداني، بقيادة الفريق أول عبد الفتاح البرهان، و«قوات الدعم السريع» بقيادة محمد حمدان دقلو (حميدتي)، وتسببت في نزوح نحو 14 مليون شخص داخل وخارج البلاد، حسب تقديرات أممية.

وأعلنت «قوات الدعم السريع» سيطرتها على منطقة «المثلث الحدودي» بين السودان وليبيا ومصر، وقالت في إفادة، الأربعاء، إنها تمكنت من «تحرير منطقة (المثلث) الاستراتيجية التي تُشكّل نقطة التقاء محورية بين السودان وليبيا ومصر، في خطوة نوعية». وأضافت أنها «كبَّدت الجيش السوداني خسائر فادحة في الأرواح والعتاد، كما استولت على عشرات المركبات القتالية».

وسبق ذلك إعلان من القيادة العامة للقوات المسلحة السودانية «إخلاء منطقة المثلث الحدودي، وذلك في إطار ما وصفته بالترتيبات الدفاعية لصد العدوان». وأكدت القوات المسلحة السودانية، في إفادة، الأربعاء، أن «الخطوة تأتي ضمن خططها العملياتية لحماية السيادة الوطنية وتأمين المواقع الاستراتيجية، في ظل التطورات الميدانية التي تشهدها المنطقة الحدودية».

وتأتي تلك التطورات، غداة اتهام الجيش السوداني، «الدعم السريع» وقوات ليبية تابعة لقائد الجيش الوطني الليبي خليفة حفتر بـ«مهاجمة النقاط الحدودية في المثلث الحدودي بين مصر والسودان وليبيا، بغرض الاستيلاء على المنطقة»، عاداً ذلك في إفادة، الثلاثاء، «تعدياً سافراً على السودان وأرضه وشعبه».

وقال عضو «لجنة الدفاع والأمن القومي المصري»، اللواء محمد صلاح أبو هميلة، إن «القاهرة تتابع عن كثب التطورات في السودان، لارتباطها بشكل مباشر بالأمن القومي المصري». وقلل من التأثير الأمني لسيطرة «الدعم السريع» على منطقة الثلث الحدودي، وقال لـ«الشرق الأوسط» إنها «محاولة للتغطية على خسائرها الميدانية الأخيرة، خصوصاً في العاصمة الخرطوم»، وأشار إلى أن القاهرة «حريصة على دعم المؤسسات الوطنية في السودان، دون الانخراط في دعم طرف على حساب الآخر».

ولا يختلف في ذلك، الخبير العسكري المصري، اللواء سمير فرج، وأشار إلى أن إعلان «الدعم السريع» السيطرة على المثلث الحدودي، يشكل «مكسباً معنوياً، لا وزن له على الواقع الميداني للحرب». ويرى فرج أن «(قوات الدعم السريع) تسعى لإعلان أي إنجاز ميداني، بعد خسارة العاصمة الخرطوم»، مضيفاً في تصريحات لـ«الشرق الأوسط» أن «المتابعة المصرية مستمرة لتطورات الحرب السودانية، لارتباطها بشكل مباشر بأمنها على الحدود الجنوبية». ووفق فرج، فإن «هناك حرصاً مصرياً لعدم التدخل في الحرب السودانية».

وزعم قائد «الدعم السريع» حميدتي مراراً «تقديم مصر دعماً عسكرياً للجيش السوداني، يشمل طائرات حربية»، غير أن «الخارجية المصرية» نفت العام الماضي مثل هذه المزاعم، ودعت في إفادة وقتها «المجتمع الدولي إلى الوقوف على الأدلة التي تثبت حقيقة ما ذكره قائد ميليشيا (الدعم السريع)»، مؤكدةً أن «الاتهامات تأتي في وقت تبذل فيه القاهرة جهوداً مكثفة لوقف الحرب، وحماية المدنيين».

وتدعم مصر الشرعية في السودان «سياسياً وليس عسكرياً»، وفق أبو هميلة، وقال إن «القاهرة حريصة على استعادة السودان لمؤسساته، في ظل استمرار الحرب الداخلية، حيث رحبت بتعيين رئيس وزراء مدني أخيراً».

وكان رئيس الوزراء المصري، مصطفى مدبولي، قد أجرى اتصالاً بنظيره السوداني المكلف، كامل الطيب إدريس، الثلاثاء، أكد خلاله «استمرار العمل على تعزيز العلاقات الثنائية بين القاهرة والخرطوم على مختلف الأصعدة، بما يُسهم في مزيد من التنسيق بين البلدين».

بينما يربط عضو «المجلس المصري للشؤون الخارجية»، السفير صلاح حليمة، بين سيطرة «الدعم السريع» على «المثلث الحدودي» والاتهامات التي أعلنها الجيش السوداني بوجود دعم عسكري ليبي لتلك القوات، وقال إن «التطورات الحدودية، تعكس أن معارك الحرب السودانية لم تنتهِ حتى الآن، وهناك تطور نوعي ميدانياً».

ويرى حليمة أن «مصر ستتحرك بشكل مباشر، إذا حدث أي مساس مباشر بحدودها الجنوبية»، مضيفاً لـ«الشرق الأوسط» أن «الترقب المصري لما يحدث يأتي بشكل أساسي لحماية سيادتها الكاملة على أراضيها». كما يربط عضو «المجلس المصري للشؤون الخارجية» بين التطورات العسكرية، والموقف السياسي الداخلي بالسودان، وقال إن «تحركات (الدعم السريع) تأتي استعداداً للإعلان عن تشكيل (الحكومة الموازية) داخل مناطق سيطرتها خلال الفترة المقبلة».

وكان حميدتي قد أعلن عن تشكيل حكومة «السلام والوحدة» لتكون حكومة موازية للحكومة السودانية التي تتخذ من بورتسودان مقراً لها.

الشرق الأوسط

‫5 تعليقات

  1. بي العكس مصر هي من امرت بي احتلال المثلث وخاصة بعد اغلاق ناس حلفا للطريق زهج ومش للامارات وقال ليه كل شوية يقفلوا الطريق والبضائع باظت لازم نشوف طريق اخر وخاصة انو كل شئ بي الشاحنات من دارفور صمغ عربي وسمسم وفول وبهائم كلوا كلوا منهوب من دارفور مجان بي قروش مزورة تحت الطاولة بعيد عن حكومة دارفور بس المشكلة الكبري كيف يمر بدون علم الحكومة السودانية وناس الشمال الصاحين دايما والظاهر السيسي زهج من الشمالين وقفلهم الطريق للشاحنات كل دقيقه قال يحول للمثلث عن طريق ليبيا او يسوق المسروق في ليبيا ونقطة المثلث تبقي مركز تجاري لمصر مثل جبل علي لانو مشترك لتسرق من السودان بكل سهولة وطبعا حتفر ليبيا العميل ليها في جيبها وتصدر للعالم وتقول جاء من مصر او زرع وصنع في مصر وغيروا عشان تقدر تنهب اكثر وبسرعة الريح وفي لمح البصر وعلي راحتوا بعيد عن حكومة السودان والشمالين هووووي ها ياناس دارفور اصحوا بقي وبدل تسلموا خيراتكم لمصر بي المجان والتزور احسن ليكم يمربي الطرق القانونية والحكومة تجيب ليكم حقكم وذيادة لو كان القروش مزورة او في احتيال احسن تمشوا بي القانون اتركوا الحسادة وماتسمعوا للجاهلين وكل البلد بلدكم كان شمال او غيروا وبضايعكم بتجي الشمال تضر اكثر ما بتنفع وتهدم طريق الشمال الوحيد والازعاج والزحمة وواكيد في مساوي اكثر من محاسن لمرور بضائعكم عن طريق شاحنات مصر ولكن ناس الشمال راضين والقفل والاغلاق كل شوية دا اثبت للعالم خيراتكم كيف وكم واظهر حقيقة مصر للعالم وهي بتسرق وتنهب منكم واحسن تختوا طريق مصر دي لو عاوزين خير صحي

    1. والله كنت عايز الخص فوائد مصر ان تتعامل مباشر مع ناس المصلحه الصمغ البهائم بدل مع سماسره الشمال …..فدعم احسن لها من المشتركه لتامين البصائع من الي مصر
      الشمالين ناس صلفقه ساي ناس فقراء بس مسيطرين علي الديش ووقوف مصر معاهم السباحه عكس التيار وتاني الكيزان من الشمال ومتخالفين مع ميزان مصر يل شيوخه لان المنح المصريه لأبناء الشمال يتم تجنديهم من قبل كيزان مصر ويدينون لهم بذلك …..وهس القاعدين في مصر باشراف ميزان مصر ودول متي سنحت لهم الفرصه بنقضون علي الديش المصري …..حفتر +دعم = استقرار حدود مصر ( علي مصر اهم شيئ ان تترك جمع المتناقضين ) وشوف خسر من الحوثين وتتلاطف مع الارانيين ) يا السيسي …ما عاد ركوب سرجين ينفع وامساك دربين بيوصل ……وناس طويل وبكري دول دقه قديمه وفهم استخباراتي تاريخي ما عادا يجدي دول خلاص نزلهم المعاش ….

    2. والله كنت عايز الخص فوائد مصر ان تتعامل مباشر مع ناس المصلحه الصمغ البهائم بدل مع سماسره الشمال …..فدعم احسن لها من المشتركه لتامين البصائع من الي مصر
      الشمالين ناس صلفقه ساي ناس فقراء بس مسيطرين علي الديش ووقوف مصر معاهم السباحه عكس التيار وتاني الكيزان من الشمال ومتخالفين مع ميزان مصر يل شيوخه لان المنح المصريه لأبناء الشمال يتم تجنديهم من قبل كيزان مصر ويدينون لهم بذلك …..وهس القاعدين في مصر باشراف ميزان مصر ودول متي سنحت لهم الفرصه بنقضون علي الديش المصري …..حفتر +دعم = استقرار حدود مصر ( علي مصر اهم شيئ ان تترك جمع المتناقضين ) وشوف خسر من الحوثين وتتلاطف مع الارانيين ) يا السيسي …ما عاد ركوب سرجين ينفع وامساك دربين بيوصل ……وناس طويل وبكري دول دقه قديمه وفهم استخباراتي تاريخي ما عادا يجدي دول خلاص نزلهم المعاش …………

  2. مصر يهمها الشان السودانى ليس تفضلا منها انما يحتم عليها الجوار ذلك ولكنها لاترى الامر بعيون الحكومة السودانية والتى يقف من ورائها المتاسلمون… وجيشنا الباسل يتلقى الهزيمة تلو االخرى بل ظن ناعقهم ياسر العطا بان المشكلة لن تستمر سوى سويعات او بعض يوم واذا بنا نرى العام الثالث لهذه الحرب اللعينة تخل عامها الثالث بهدوء ولا بارقة أمل بحل قريب.. مصر لا تخفى مصالحها فى السودان سوى كانت متمثلة فى المياه او الموارد بل وحتى الاراضى الزراعية الخصبة ولكن كل ذلك لا توازى مصالح الامن القومى المصرى فى الحدود الجنوبية فى السودان.. انه من سوء طالع الدولة المصرية ان تكون كل حدودها قابلة للانفجار تحت اية لحظة فالحدود مع الدولة العبرية تظل قابلة للانفجار والحدود الغربية مع ليبيا فليسست باقل خطورة بالرغم من انها مع جارة عربية ولكن الاحتكاك فيها مع قوى اقليمية اخرى كتركيا والامارات المتحدة تجعل هذه الحدود خطرة أيضا واليوم تنضم الحدود مع السودان هذه المرحلة من التازم… دارفور كانت لها علاقات تجارية مع كل من ليبيا ومصر منذ عدة قرون عبر درب الاربعين ولكن الانقاذ بحقدها على دارفور اغلقت نقاط الجمارك فى الطريق مع ليبيا فى محطة كرب التوم ومليط وفرضت مرور التجارة عبر منافذ الشمالية وكذلك التجارة عبر درب الاربعين لمصر فكانت البضائع المتجهة لدارفور تمر عبر دنقلا مما جعل التجار يعزفون عن العمل عبر تلك المنافذ

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..