أهم الأخبار والمقالات

“سلسلة جرائم ممنهجة”.. غضب في السودان بعد مقتل عمدة فرع أولاد غبوش

الفاضل هجام اجبر .غرب كردفان

ما تزال الحرب السودانية، تشهد يوما بعد يوم، انتهاكات فظيعة بحق المدنيين العزل، عبر الغارات الجوية العشوائية، والتصفيات الجسدية، والاعتداء على الممتلكات.

وتسببت الحرب المستمرة منذ منتصف إبريل 2023، في مقتل أكثر من 120 ألف شخص، مع نزوح 14 مليون آخرين، في حين يعاني أكثر من 24 مليون شخص، حسب تقديرات الأمم المتحدة.
وضمن سلسلة الانتهاكات، أعلن هذا الاسبوع، عن مقتل“رحمة دوس” عمدة فرع أولاد غبوش وعدد من أعيان ووجهاء القبيلة، وذلك بمنطقة الدبيبات بولاية جنوب كردفان، بعد أن تم إستهدافهم من قبل مسيّرة تتبع للجيش السوداني والمليشيات المتحالفة معه.

وقال تجمع شباب الحوازمة، إن أيادي الغدر والخيانة، امتدت لتغتال العمدة “رحمة دوس”، أحد رموز الحكمة والإصلاح والسلم المجتمعي في جنوب كردفان، وركيزة الإدارة الأهلية لقبيلة الحوازمة.”

وأضاف البيان أنه لم “يكن مجرد عمدة، بل كان صمام أمان، وفارسًا في ميادين الجودية”، مشيرا إلى أن “اغتيال العمدة بهذا الأسلوب حلقة في سلسلة الجرائم الممنهجة، التي تستهدف قبيلة الحوازمة نساءً ورجالًا، رموزًا ومواطنين عاديين، في محاولة واضحة لتفكيك نسيجها الاجتماعي، واستئصال وجودها من الأرض التي عاشت فيها أجيالًا بكرامة وصبر.”
وحمّل التجمع، مسؤولية اغتيال العمدة “دوس”، للجيش السوداني ومليشياته المتحالفة معه، التي وصفها بممارسة القتل والتمييز بأدوات الدولة، وتحت مظلة الصمت الدولي والتواطؤ الإقليمي.

إدانات

وسط غضب كبير إثر مقتل “رحمة دوس”، أدان تحالف السودان التأسيسي “تأسيس”، جريمة الاغتيال، وقال في بيان، إن “جريمة اغتيال العمدة “رحمة دوس” ليست حدثاً معزولاً، وإنما حملة ممنهجة من الاستهداف العنصري الذي ظل الجيش ومليشيات الإسلاميين، يشنونه ضد المجموعات الاجتماعية السودانية”، وهي محاولة وصفها التحالف “باليائسة لضرب التماسك المجتمعي وتفكيك البنية الوطنية عبر نشر الفوضى وزعزعة السلم المجتمعي.”
وحمّل “قيادة الجيش والمليشيات التي تقاتل بجانبه، المسؤولية السياسية والجنائية عن هذه الجريمة النكراء، وأن الجريمة تؤكد ما ظل يردده التحالف أن هذا النظام يمثل نظاماً للفصل العنصري في أسوأ أشكاله ويسعى لتقسيم السودان على أساس عنصري وقبلي وتحويل هذه الحرب إلى حرب أهلية مدمرة.”
وجدد التزامه “بمواجهة المشروع العنصري التخريبي، الذي يقوده الجيش والحركة الاسلامية”، مؤكدا أن “هذه الجرائم لن تسقط بالتقادم وسيأتي يوم العقاب لا محالة.”

خسائر متتالية في كردفان

مقتل عمدة فرع أولاد غبوش، جاءت بعد سلسلة من الخسائر الفادحة، تكبدها الجيش في إقليم كردفان خلال الأسابيع الأخيرة أمام قوات الدعم السريع.
ونجحت قوات الدعم السريع، في طرد الجيش والقوات المتحالفة معه من مناطق استراتيجية بالإقليم، مع تكبيدهم خسائر فادحة، في الأرواح والعتاد.
ومن أبرز خسائر الجيش خلال تلك المعارك، هو مقتل اللواء إيهاب محمد يوسف الطيب قائد متحركات كردفان، مدير إدارة نظم المعلومات والإحصاء بالقيادة العامة، وقائد سلاح الإشارة بالإنابة، كما يعد من قادة السلاح الكيميائي الذي استخدمه الجيش خلال حربه مع قوات الدعم السريع.
وإيهاب محمد يوسف كان مسؤولا أيضا عن تشغيل التشويش، والطيران المسير التابع للجيش، وتعمل معه خليه من كتائب البراء بن مالك المتطرفة، ووصف مراقبون مقتله بالصفعة القوية، مما تتسبب في انهيار الجيش بمحور كردفان، حسب تقارير سودانية.
وقتل نائبه العميد الركن الدكتور محمد بخيت الدومة، والعقيد الركن صلاح عبد الرحمن، والمقدّم معتز محمد، إلى جانب عدد كبير من الضباط من مختلف الرتب، يمثلون غرفة الحرب في منطقة كردفان، فيما خسر الجيش والقوات المتحالفة معه بشكل عام خلال تلك المعارك 800 عنصر.

تحوّل ميداني

ولم يكن مقتل اللواء إيهاب يوسف الطيب، حدثا عابرا، اقتصر على ضربة قوية للجيش فحسب، بل كان بداية لتحولات ميدانية، وثورة على التهميش والغبن الذي بمارس بحق القبائل والعرقيات.
وتشير تقارير، إلى أن مقتل اللواء إيهاب يوسف، جاء بعد تمرّد من مقاتلي قبيلة الزغاوة الذي يقاتلون إلى جانب الجيش، وقد احتجز إثر ذلك، القيادي بالقبيلة عبد الله جنا، القائد العام للقوات المشتركة.
وترجع تقارير أسباب تمرّد مقاتلي قبيلة الزغاوة، إلى التمهميش الممارس عليهم من قوات الجيش والكتائب الإسلامية المتحالفة معه ، ومعاملتهم كمقاتلين ومواطنين من درجة ثانية.

في غضون ذلك، سبق وأن استنكر حاكم إقليم دارفور مني أركو مناوي وقائد حركة جيش تحرير السودان المتحالفة مع الجيش السوداني عبد الفتاح البرهان، قوانين الجيش التي تمنع مجموعات مثل الزغاوة والمساليت والفور، من الترقي إلى رتب عليا، مع تصنيفهم برمز “مفز” في الاستخبارات العسكرية.
وشدد مناوي القيادي بقبيلة الزغاوة قبل شهرين، على أهمية تكريم من سماهم الأبطال، “سواء كانوا جنودًا في القوات المسلحة، أو أفرادًا من المجتمع السوداني، الذين قدموا تضحيات كبيرة في سبيل الكرامة.”
وقال في خطاب، إن “الانتصارات التي حققها السودان مؤخرًا لم تكن نتيجة سهلة، بل جاءت بفضل تضحيات الشهداء والجرحى الذين بذلوا أرواحهم في سبيل الدفاع عن الوطن وحمايته”.
كما أكد أهمية تحقيق العدالة الاجتماعية من خلال تعزيز المساواة في التعويضات ودعم عودة النازحين إلى مناطقهم، وهو ما اعتبره مراقبون احتجاجا على تهميش قبيلة الزغاوة داخل المجتمع السوداني.

وتواجه قبيلة الزغاوة، تهميشا من طرف الجيش السوداني، فيما واجه أفرادها الذين يعيشون في العاصمة الخرطوم وأم درمان انتهاكات عنصرية بعد دخول الجش تلك المدن في الأشهر الأولى من العام الجاري
انتهاكات فظيعة،

اقتباس من ميثاق السودان التأسيسي

خطاب مناوي الذي تضمن عبارات احتجاجية على تهميش الزغاوة، رأى مراقبون ، أنه يتماشى مع مضامين ميثاق السوداني التأسيسي الذي تقدمت به قوات الدعم السريع.
وينص ميثاق السودان التأسيسي، على بناء دولة علمانية ديمقراطية لا مركزية تعترف بالتنوع، وتأكيد الهوية الوطنية، وتحقيق التوزيع العادل للسلطة والثروة؛ ما يسهم في بناء مجتمع متماسك ومتطور.
كما يهدف إلى إنهاء الحرب والتقسيم، مع تقديم حلول للقضايا التاريخية والأزمات السودانية في الحكم، التي لم تُعالج في الوثائق السابقة بسبب استيلاء الجيش على السلطة.

ويحظر الميثاق، تأسيس أي حزب أو تنظيم سياسي على أساس ديني أو عنصري. كما يقر بحق تقرير المصير في حالة عدم الإقرار بالعلمانية أو انتهاك أي مبدأ من المبادئ فوق الدستورية، فيما تركز المبادئ السياسية، على حقوق المواطنة المتساوية، الهوية السودانية المبنية على التنوع، وإدارة العاصمة القومية كمرآة تنوع البلاد.

ويؤكد الميثاق، كفالة الحريات والالتزام بمواثيق حقوق الإنسان الدولية، وحماية المبادئ الداعمة لحريات العمل النقابي والطوعي والتجمع السلمي والتعبير، وتعزيز مشاركة جميع المواطنين في العملية السياسية، واستقلالية المؤسسات العدلية والمفوضيات القومية، وتمكين المرأة لضمان مشاركتها الفاعلة في كافة مؤسسات الدولة. الدعم والتعاون الإقليمي والدولي.

وما يزيد الطين بلة، أن هذا التصعيد يأتي في ظل عقوبات أمريكية ودولية مشددة مفروضة على السودان، خاصة بعد ثبوت استخدام الجيش، بأوامر من البرهان، أسلحة كيميائية في مناطق النزاع.

هذه الاثباتات الخطيرة، والتي تضاف إلى سجل الانتهاكات، تعمق عزلة النظام الحاكم وتضعف أي فرصة للحصول على دعم دولي ضروري للخروج من الأزمة.
إن هذه التصرفات لا تعكس سوى حجم اليأس والفشل الذي يعيشه البرهان وقادته، في محاولة يائسة للهروب من واقع كارثي صنعه بأيديهم.

‫5 تعليقات

  1. اي ناظر او عمدة جنجويدي يجند رجال قبيلته لقتل ونهب المواطنين واغتصاب النساء هو هدف مشروع تماما… ولعل في استهدافه حماية لابناء قبيلته من الموت سنبلة باسم العروبة والاعراب من حوازمة ومسيرية ورزيقات وسلامات وبني هلبة هم اشد كفرا ونفاقا واجدر الا يعلموا حدود ما انزل الله.. وعقبال مادبو وبابو نمر والسماني وغيرهم من اوباش القبائل.. ولا نامت اعين الادارات الاهلية عبيد الدرهم والدينار.. وسودان بلا اوساخ

  2. من يقتل السودانيين يقتل ولا كبير ولا عزيز فوق رقاب السودانيين يا زارعي الفتن لن تنجو بفعالكم السوداء

  3. غضب في السودان وين الكلام دا… عمدة يمجد في المليشيا ويجند لهم ….. حق مشرووووع و هدف نضيف…. قال غضب في السودان

  4. عبارة غضب فى السودان تطلق أحدث شبيه لما فعلته مليشيا اسرة ال دقلو الإرهابية بالسودان لكن مقتل عمدة اولاد غبوش او قتل كل من تعاون مع مليشيا ال دقلو الإرهابية من ال غبوش لو قتل لن يحدث غضب فى السودان ولا ام برمبيطة ولكن قد يحزن المواطن الفاضل هجام اجبر لان ال غبوش هذا كان من بتأتى لهم بالمال من ال دقلو
    موت بحزنك لو وحدك والعقاب ات لكل من باع الوطن بدراهم اماراتية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..