توبة قلب

حسن إبراهيم حسن الأفندي
وقد آذنت شمسي للمغيب
اختلاط من كل فج عميق
خالطوا شربهم جميل رحيق
وتنادوا مع المواسم سعيا
طلقوا من شؤون صحب رفيق
ما لهم إلا خالقا قصدوه
علّهم نالوا صادق التوفيق
هللوا ، كبروا لله ملء نفوس
من خشوعٍ أجرى دموع دفيق
طرفهم ذارف ليغسل ذنبا
كان ما كان فى طويل طريق
أحرموا فى ثياب زهد حبيب
وتساووا فى مظهر وبريق
أبيض الثوب ناصع فى جمال
مثل قلب لعابدٍ صِدِّيق
أشعلوا قلب شاعر من حريق
أي هذا الذى شوى من حريق
يا مقام الخليل شوق قواف
وبصدرى للبيت فيض شهيق
بابه للسلام ظل مرامى
فمتى حان موعدى للعتيق؟
يا شفاء الصدور من كل غل
ومراد النفوس مفتاح ضيق
فمتى يا ترى متى من مزار
تسكب الدمع عين صبٍ رقيق
كلما كان ذكر أحمد يبكى
ويعانى ما كان ذنب سحيق
ذاكرا للرسول فى عرفاتٍ
راسما للقويم فى تدقيق
أوضح الطيبات من أفعال
والسَوِيَّ الذى بلا تلفيق
أحمد الخير حبكم فى عروقى
والهوى يا شفيع ذنبٍ معيق
شاعر خاف من دقيق حساب
ومقامٍ يُحصى دقيق دقيق
أملٌ لازم الفؤاد المُعانى
حسن ظنٍ فى الله جدُّ عميق
إن يسامح فراحم ورحيم
ستر العيب بعد خوفٍ محيق
إنما نحن فى ضعيف مآل
بَيْدَ أن الآمال فى الترفيق
عادل فى علاه يرقب عبدا
قال إن الله المفرّج ضيقى
فتجاوز يا رب عن عثرات
وذنوبٍ كم أقلقت لغريق
أملٌ فيك والرجاء عظيم
سرمديٌ ودفْقُ فكرٍ عريق