أخبار السودان

ما سر الهجوم على “مثلث الحدود” السوداني المصري الليبي؟

فجأة ودون سابق إنذار، تحولت الأنظار فجأة في السودان من جبهات المعارك في سهول كردفان ودارفور إلى أعلى نقطة في الشمال الغربي للبلاد، على الحدود مع ليبيا ومصر، وليس بعيداً أيضاً من حدود السودان مع تشاد، وذلك بعد إعلان قوات الدعم السريع السيطرة على منطقة المثلث الحدودية بين السودان وليبيا ومصر، عقب معارك هناك.

وأضاف الدعم السريع، أنه كبد الجيش السوداني خسائر فادحة، في الأرواح والعتاد واستولى على عشرات المركبات، معتبراً أن انفتاح القوات على محور الصحراء الشمالي يُعد “تحوّلاً استراتيجياً في تأمين الحدود وحماية البلاد”.

وفي المقابل، قال الجيش السوداني إنه قام بإخلاء المنطقة، متهماً ما وصفهما بـ”الميليشيا الإرهابية” في إشارة لقوات الدعم السريع، و”قوات حفتر” في إشارة للجيش الوطني الليبي الذي يقوده المشير خليفة حفتر، بالهجوم على محيط هذه المنطقة.

وتمثل هذه المنطقة بعداً استراتيجياً للأطراف المتقاتلة في السودان، إذ تشكل ممراً حيوياً بين السودان وليبيا.

حرب وقود

بدت حرب السودان، في الأشهر الأخيرة، مثل رقعة شطرنج، يتبادل طرفاها تحريك القطع، واستخدام عوامل المفاجأة، وتنويع الأسلحة.

وبعد أن تمكن الجيش من السيطرة على ولايات الوسط، الخرطوم والجزيرة وسنّار، وجّه قواته إلى كردفان، بغية طرد الدعم السريع من هذا الإقليم، وتأمين عاصمته، مدينة الأبيض الاستراتيجية، ومن ثم الاندفاع غرباُ، باتجاه شمال دارفور، لفك الحصار عن مدينة الفاشر.

في المقابل لجأت قوات الدعم السريع لعمليات التفاف ومباغتة تمكنت من خلالها من السيطرة على مواقع مهمة في كردفان، كما أنها متهمة باستهداف منشآت نفطية، يبدو الغرض منها، بحسب محللين، حرمان الجيش من إمدادات الوقود باتجاه القوات في كردفان ودارفور.

ويرى مراقبون، أنه لا يبدو أن عملية “المثلث الحدودي” بعيدة عن هذا أيضاً، إضافة إلى أهداف أخرى لهذه القوات.

مثلث الذهب

وتقع منطقة المثلث الحدودي عند جبل العوينات على ارتفاع نحو ألفي متر فوق سطح البحر، وسط أمواج من رمال الصحراء الكبرى، في بيئة قاسية وجافة جداً، مغطياً مساحة تزيد على 1500 كيلومتر.

وعلى مدى عقود، عُرفت تلك المنطقة كمنفذ للتجارة الحدودية، وتهريب البشر، والأسلحة، والبضائع.

وعلى صخور الجبل، نقوش ورسوم تعود إلى حقب سحيقة في التاريخ، ما يعني أن المنطقة كانت مأهولة وخصبة، قبل أن تتحول إلى صحراء جرداء.

وقال المحلل السياسي عبد المنعم أبو إدريس لـ”الشرق”، إن “المنطقة التي سيطرت عليها قوات الدعم السريع، تقع في بقعة صحراوية قاحلة، وغير مأهولة بالسكان، ما عدا نحو 5 إلى 6 آلاف، غالبهم من الذين يعملون في مجال التعدين والتجارة”.

وأشار إلى أن “المنطقة تحوي معادن ثمينة، وبها سوقان لتجارة الذهب المستخرج من باطن الأرض”، مضيفاً أن “التقديرات تشير إلى أن الدعم السريع دفع بنحو 5 آلاف مقاتل إلى هذه المنطقة، معتقداً أن هذه القوات حظيت بإسناد كتيبة (سُبل السلام) المتحالفة مع قائد الجيش الليبي الوطني خليفة حفتر”.

وذكر أن “المثلث الحدودي تمر عبره الكثير من البضائع والوقود الذي كانت قوات الجيش والقوة المشتركة المتحالفة معه تستفيد منها”، لافتاً إلى أن “الدعم السريع سيتمكن من تأمين تدفقات الوقود المهرب والأسلحة”.

ويرى أبو إدريس، أن “مصر ربما تخشى من تمدد الاضطرابات إلى صحرائها الغربية، بما يسمح بتدفقات المهاجرين غير الشرعيين والجماعات الإرهابية وتهريب الأسلحة والمخدرات، ما يبقي عينها الأمنية مفتوحة على هذه التطورات في حدودها الجنوبية الغربية”.

ماذا حدث؟

ووسط تباين في الروايات بشأن ما جرى في “المثلث”، قال أستاذ العلوم السياسية بجامعة السلام الدولية الأكاديمي الليبي أحمد المهداوي لـ”الشرق”، إن “دورية تابعة لقوات حرس الحدود الليبية تعرّضت قبل أيام لاعتداء من مسلحين سودانيين داخل الأراضي الليبية”، مشيراً إلى أن “رواية الجيش السوداني بشأن مشاركة ليبية في الهجوم على الحدود غير صحيحة”.

ولفت إلى أن بلاده “تنأى بنفسها تماماً عن الصراع السوداني، محاولة فقط تأمين حدودها من عمليات تهريب البشر والأسلحة والجريمة المنظمة علاوة على تدفق الجماعات الإرهابية”.

وقال المهداوي إن “القوات الليبية تعاملت قبل وقت وجيز مع قوة معادية أتت من تشاد، إلا أن الجيش السوداني درج بعد كل هزيمة على تحميل دول الجوار المسؤولية”.

لكن المتحدث باسم القوة المشتركة في السودان أحمد حسين ذكر لـ”الشرق”، أن “الكتيبة السلفية” أو ما يعرف بـ”كتيبة سبل السلام” التابعة لقائد الجيش الوطني الليبي خليفة حفتر “هاجمت قواتنا داخل الأراضي السودانية في بوابة جبل كسي في العوينات”.

واتهم حسين هذه الكتيبة الليبية بـ”المشاركة إلى جانب الدعم السريع في هجمات على الفاشر خلال أوقات سابقة”.

من ناحيته، رأى المدير السابق لمركز البحوث والدراسات الاستراتيجية في الجيش السوداني اللواء متقاعد أسامة محمد أحمد في حديث لـ “الشرق”، أن “الرواية الليبية بشأن تعرض دورية لحرس الحدود لاعتداء سوداني غير صحيحة”، لافتاً إلى أنه “من غير المنطقي أن تكون للجيش السوداني مصلحة في إخلاء المنطقة”.

وذكر أن “تحييد مطار نيالا في جنوب دارفور، وتعثر مرور الأسلحة إلى الدعم السريع من مطارات تشاد، بعد تغيير ملاحظ في موقف القيادة في نجامينا، أدى للتركيز في إمداد الأسلحة لقوات الدعم السريع، عبر مطار الكفرة، جنوبي ليبيا، وبذا نشطت هذه الجبهة”.

“تأمين الظهر وترتيب الصفوف”

من ناحيته، نفى عضو المجلس الاستشاري لقوات الدعم السريع عمران عبد الله، في تصريحات لـ”الشرق” صحة هذا التحليل، مضيفاً أن “أي حديث عن إمداد لقوات الدعم السريع عبر ليبيا غير صحيح البتة”.

وأشار إلى أن “قوات الدعم السريع بعد سيطرتها على مثلث الحدود، ستمنع تدفق السلاح العشوائي وتضطلع بأدوار سابقة كانت تؤديها في الحيلولة دون الهجرة غير الشرعية وعمليات الاتجار بالبشر والإرهابيين”.

ويرى عبد الله أن “الخطوة تعني عملياً أن الجيش وحلفاءه لن يتمكنوا مرة أخرى من شن هجمات في دارفور، فيما الدعم السريع أمنّت ظهرها، وترتب صفوفها حالياً، بعد فشل محاولات وقف الحرب، لتبدأ التحرك باتجاه مدينة الأبيض في شمال كردفان، وكذا الولاية الشمالية”.

انقسام ليبي

ورافق التطورات في الحدود السودانية المصرية الليبية، انقسام في الآراء في الداخل الليبي، حيث رفض الجيش الوطني الليبي، اتهامات القوات المسلحة السودانية له بالتدخّل في مناطق حدودية.

واعتبر الجيش الليبي، أن “ما تروج له الخرطوم بشأن الاستيلاء على أراضٍ سودانية، أو الانحياز لأحد أطراف النزاع، يهدف إلى تصدير الأزمة الداخلية السودانية، وخلق عدو خارجي افتراضي”.

ولفت البيان إلى أن “حماية الحدود الليبية وسيادة أراضيها واجب مقدس وعقيدة راسخة لدى القوات المسلحة”، مشدداً على أن “الحفاظ على الأمن القومي الليبي هو حق وواجب لا حياد عنه تجاه المواطنين والوطن”.

في المقابل، قالت وزارة الخارجية في حكومة “الوحدة الوطنية” التي يرأسها عبد الحميد الدبيبة، إن المجموعة المسلحة المشتبه في تورطها في العمليات العسكرية على الحدود مع السودان “لا تتبع لسلطة وزارة الدفاع الليبية”، معبرة عن “استنكارها الشديد ورفضها التام الزج بأبناء الوطن في أعمال من شأنها زعزعة أمن واستقرار حدود الدول الشقيقة، أو الانخراط في النزاع الدائر في السودان”.

وحمّلت الوزارة “المسؤولية القانونية والجنائية لكل من يثبت تورطهم من أفراد وجماعات في هذه العمليات”، مؤكدة على “موقف حكومة الوحدة الوطنية الثابت والداعم لأمن السودان واستقراره، ووحدة أراضيه، والداعي إلى وقف الحرب وإنهاء الاقتتال، وصولاً إلى حل سلمي يحقن الدماء، ويعيد الأمن والاستقرار للشعب السوداني الشقيق”.

وفي وقت سابق، وجهت أطراف ليبية اتهامات للقوة المشتركة السودانية، التي تضم مقاتلين يتبعون حركات مسلحة من بينها حركتان يقودهما حاكم دارفور ووزير المالية السابق السودانيين، بالتوغل داخل الأراضي الليبية.

إمداد لـ “الدعم السريع”

ورأى اللواء متقاعد أمين إسماعيل في حديث لـ”الشرق”، أن “في هذه التطورات، ما يشي بسيطرة الدعم السريع فعلياً على الحدود بين السودان ومصر وتشاد علاوة على ليبيا”.

واعتبر أن “انسحاب القوات المشتركة السودانية-الليبية، من المثلث الحدودي، يعني أن النقاط الحدودية التي كانت تقدم إنذاراً مبكراً باتت بلا أهمية”.

وأضاف أن “سيطرة الدعم السريع ستغيّر حتماً في معادلات خطوط الإمداد، وغالباً ما تلجأ هذه القوات، تبعاً له، لتأمين هذه الخطوط، عبر ليبيا، بعد تغيير تشاد موقفها، وامتناعها عن تقديم الدعم لقوات الدعم السريع”.

وبشأن الأهمية الاستراتيجية لهذا المثلث، أشار إسماعيل إلى أن “المنطقة تجارية بامتياز، تمر عبرها المواشي والمحاصيل الزراعية السودانية إلى الجوار الإقليمي، علاوة على أن الجيش اضطر لسحب قواته لتأمين الولاية الشمالية، وخاصة مدينة الدبة، وبالتالي فإن هذه الولاية ستشهد تحشيداً عسكرياً من قبل الجيش”.

وأردف: “قوات الدعم السريع ستحاول الوصول إليها، لفتح جبهة جديدة هناك، ومنع الجيش من التحرك منها لفك الحصار عن الفاشر بشمال دارفور”.

وأوضح إسماعيل أن مصر لن تتدخل عسكرياً، وستفضل الوسائل السياسية، والتفاوض والقوة الناعمة لتأمين حدودها، ومصالحها مع السودان.

article image

تعرضت مدينة بورتسودان في السودان، الثلاثاء، لهجمات بالمسيرات مجدداً، استهدفت مواقع استراتيجية، من بينها الميناء البحري والمطار وعدد من الأهداف النفطية والمدنية.

وفي ذات الاتجاه ذهب المحلل السياسي السوداني أيوب نهار، مشيراً في حديثه لـ”الشرق”، إلى أن القاهرة سترد على التطورات “بشكل عقلاني”، ولن تميل إلى التصعيد في منطقة وصفها بـ”الملتهبة”.

وقال نهار، إن “الجيش والقوة المشتركة كانا يستخدمان منطقة المثلث الحدودي في جلب الوقود إلى القوات بمنطقة الدبة في شمال البلاد، والطينة ووادي هور في شمال دارفور”، مشيراً إلى أن “الأمر سيصعب جداً، في ظل خطوط إمداد بعيدة جداً من بورتسودان في الشرق، إلى القوات غرباً”.

ولفت إلى أن “الأمر غالباً ما يرتبط أيضاً بهجمات شنت على منشآت ومستودعات نفطية في بورتسودان والولايات الشمالية وولاية النيل الأبيض، رغم إنكار الدعم السريع لضلوعه فيها”.

وأضاف أن “السيطرة على المثلث، علاوة على حرمان الجيش من الوقود المهرّب، ستسمح للدعم السريع بتأمين ظهرها إن نوت التوجه إلى الشمالية، فيما بات فك الحصار عن مدينة الفاشر في شمال دارفور، شبه مستحيل، بعد هذه المستجدات العسكرية”، مقرونة بـ”تشتيت الدعم السريع لمتحرك الصياد التابع للجيش في كردفان” الذي عطل خطة فك الحصار عن أكبر مدن دارفور.

وذهبت الكاتبة المصرية المتخصصة في الشؤون الإفريقية أسماء الحسيني، بوصف التطورات الأخيرة على حدود بلادها مع السودان وليبيا بأنها “جرس إنذار خطير جداً”، و”مؤشر على تفاقم الأوضاع، ودليل أن حرب السودان تتمدد إلى دول الجوار”.

وأضافت الحسيني لـ”الشرق”، أن “التطورات بين السودان وكل من جنوب السودان وتشاد وكينيا ودول أخرى في الفترة الماضية، كلها خطيرة جداً”، مشيرة إلى أن “القاهرة تشعر، بدون شك، بقلق كبير لأن الحدود مع السودان وليبيا جزء من أمنها القومي، والأكيد أنها تأخذ الاحتياطات كافة لتأمين حدودها الجنوبية والغربية”.

وقالت إن “استمرار الأزمة في السودان سيكون له تداعيات كارثية تلحق ضرراً بالأمن القومي المصري وكل جوار السودان والمحيطين العربي والإفريقي”.

ورأت أن “الحرب السودانية تجذب حالياً المزيد من التدخلات الخارجية والتعقيدات ما يفتح أبواب جهنم على كل دول الجوار، وبما يلزم لتحول الحرب إلى حرب إقليمية، وربما دولية بالوكالة على الأراضي السودانية”، لافتةً إلى “سعي مصر لوقف الحرب، ومحاصرة تداعياتها السلبية على أمنها القومي”.

‫2 تعليقات

  1. لا للدخول في أي حرب مع أي طرف خارجي .لا لتدمير البلاد .لا للتحزب داخل البلاد المسلح .لا نحتاج لأحد افهموا لا نحتاج لأحد حتى نتدخل وناخد وش القباحة مع أي طرف

  2. من المعروف ان المثلث الذى استولت عليه قوات الدعم السريع هو امتداد لهضبة تبيستى وحتى جبال تمارانزبست بين النيجر والجزائر حيث تقطنها مجموعات الطوارق والتبو والامازيغ الصحراوية والتى تجوبها دون اعتراف منها بالحدود الدولية فهى موزعة فى كل هذه الدول وتقيم مهرجانات سنوية للاحتفال بثقافاتها ولعل ابرزها مهرجان الصحراء الموسيقى فى مالى ويؤمه كبار الموسيقيين فى المنطقة أمثال على فاركا تورى وابنه المسمى شايب على فاركا والمطربة المالية العالمية اومو سانقارى ومجموعات موسيقية اخرى من النيجر كمجموعة شاووا والفنانة النيجرية ذات الاصول السودانية خديجتو امين أمى… المهم ان هذه المنطفة الممتدة من العوينات شرقا حتى تخوم الاطلسى غربا ليست بالممر الامن لجيش نظامى يفتقر الى المركبات المناسبة لوعورة المسالك والكثبان الرملية المتحركة كما ان جماعات الجريمة العابرة للحدود تنشط فيها بكثافة فهى تتاجر فى اى شئ بدءا بالبشر وانتهاء بالسلاح والمخدرات بينما تنتشر على امتدادها مجموعات الباحثين عن الثراء من المعدنين التقليديين عن الذهب … تاريخيا وحسبما اورده أطلس جغرافية السودان فان منطقة العوينات سيما الجانب السودانى هى أقل المناطق سكانا للبيئة الصعبة فيها ولكن بعد ازدهار صناعة النفط فى ليبيا خاصة بعد ثورة اسعار النفط فى سبعينات القرن الماضى ازدهرت حركة التجارة بين ليبيا وشمال دارفور مما دفعت الحكومة السودانية الى اقامة نقاط امنية وجمركية ولكن هذه النقاط كانت تتاثر بشكل مباشر بتوتر العلاقات بين طرابلس والخرطوم خاصة فى عهدى النميرى والبشير من جهة والقذافى من جهة اخرى .. واللافت هو ان البشير كان يخشى البوح علانية بعدائه للقذافى بينما كان يساعد سرا الجماعات الاسلامية المنهضة للقذافى… اما اللواء خليفة حفتر والذى اسرته القوات التشادية فى الحرب التى دارت بين تشاد والقذافى قطاع اوزو فكان اول من تم اخلاؤه من العاصمة انجمينا الى زائير عقب دخول قوات الجنرال ديبى الى انجمينا عام 1990م وهروب حسين هبرى الى السنغال.. وقد تم نقل حفتر بعد ذلك الى ولاية فيرجينيا الامريكية ولم يظهر الا بعد سقوط القذافى وغيابه عن المسرح السياسى الليبى….وحسب بيان الجيش السودانى فان اعلان مشاركة قوات حفتر فى الهجوم على المثلث يخدم أكثر من غرض لعل احد هذه الاغراض استدراج مصر الى الحرب السودانية بشكل صريح وربما يحدث هذا وقيعة بين القاهرة وابو ظبى لاختلاف الرؤى بين العاصمتين حول الحرب فى السودان مثلما هو الحال مع قوى اقليمية اخرى كتركيا والسعودية.. اما الغرض الثانى وهو غير معلن وهو وقوف الجكومة السودانية مع جكومة الدبيبة فى طرابلس ذات التوجهات الحركية الاسلاموية والتى تتفق مع توجهات حكومة بورتسودان وقد اسرعت حكومة طرابلس الى استنكار الهجوم على المثلث منذ الوهلة الاولى ونأت بنفسها بل القت اللوم على بنغازى… واضح الان ان الحدود السودانية والمعابر قيها باتت تحت سيطرة الدعم السريع عدا الحدود مع مصر وارتريا…. وما يقال عن هذه الحدود انها غير مرسومة وذات أبعاد طويلة تصعب السيطرة عليها وهى الحجة التى ظلت ترددها جكومة الانقاذ باستمرار لتبرير عدم سيطرتها على حركة الاتجار بالبشر المتجهة شمالا… ولعله من المفارقات ان الدعم السريع هو من سيطر على الحركة فى هذه المنطقة ايام الانقاذ حتى كافأه الاتحاد الاوروبى بمبلغ اربعين مليون يورو ولم يفسد هذه العطية سوى المظاهرات التى اجتاحت العواصم الاوروبية عام 2016م بعد المجازر التى وجهت الاتهامات للدعم السريع بارتكابها فى دارفور وكردفان.. المثلث الحدودى مهم جدا للدول الثلاث فمن تكون له السيطرة عليه يستطيع التحكم بقدر كبير على الحركة فيه وبالنسبة للدعم فان ذلك يسهل له طريق الامداد لقواته فى شمال دارفور وشمال السودان أما مصر فلديها استثمارات زراعية وتعدينية كبيرة فى جانبها من المثلث وليبيا نفسها فالمثلث يمثل لها معبرا بريا الى السودان ولاكثر من اتجاه فيه…. بقى ان نعرف ان تركيا التى اوقفت تمدد حفتر غربا نحو طرابلس سوف لن تقف مكتوفة الايدى امام تمدد حفتر جنوبا حبث توجد لها قواعد ومصالح كبيرة فى السودان فضلا عن ان السلاح الذى يستخدمه الجيش السودانى جزء كبير منه وارد من المصانع التركية…. ويظل التساؤل الذى يحتاج لاجابة هل تصرف الجنرال خليفة حفتر بمفرده ام اشعل له الضوء الاخضر من ولاية فيرجينيا الامريكة حيث عاش فيها دهرا ونال منها بطاقة المواطنة الامريكية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..