مقالات سياسية

المدارس السودانية الخاصة بمصر .. رهق يعتري أولياء الأمور (3-3)

ونافذة كسب عارية طفقوا يقصفون عليها من ضمير بلا حياء

م/ معاوية ماجد

هناك ضوء في آخر النفق ..
أصدرت مدرسة الصداقة السودانية التابعة لسفارة جمهورية السودان بالقاهرة تعميمًا رسميا بالنمرة م/ ص / س / ق / 23I وبتاريخ 4/6/2025م، خاصًا بالضوابط الجديدة لعمل المدارس السودانية الخاصة العاملة في جمهورية مصر العربية، وقد جاء فيه ما يلي :
1- التنسيق مع السلطات المصرية في القضايا التعليمية المتعلقة بالمدارس السودانية هو شأن يخص السفارة السودانية بالقاهرة.
2- ربط استئناف الدراسة بنتائج الزيارات الميدانية للسلطات المصرية.
3- حظر القبول والتسجيل المبكر للعام الدراسي القادم قبل الحصول على إشعار رسمي من مدرسة الصداقة السودانية.
4- التقيد بالتقويم الدراسي الموحد الذي تصدره مدرسة الصداقة السودانية (بداية ونهاية العام الدراسي) هو أمر ملزم لكافة المدارس الخاصة العاملة بجمهورية مصر العربية.
5- طباعة المقررات الدراسية يتم عبر مدرسة الصداقة السودانية فقط.
وجاء فيه أيضا الإشارة إلى أن مدرسة الصداقة السودانية ذات اختصاص فني يراقب ويقيم من كثب أداء ونشاط كافة المدارس الخاصة العاملة بجمهورية مصر العربية.

هو في تقديرنا خطوة جيدة نحو الإصلاح نرحب بها، ولكن ينبغي أن لا يقتصر دور العقل العملي (الإرادة) لمدرسة الصداقة السودانية التابعة لسفارة جمهورية السودان بالقاهرة على الاختصاص الفني فقط، والمنوط به الحفاظ على التعليم العام كشكل يحمل شعار الوزارة ومتابعة تدريس المنهج السوداني بالإشراف على مطبوعاته فقط، والمجتمعة في خجل بائن في إطار معايير الرقابة والتقييم المدرسية. بل إلى جانب ذلك يمكنها القفز على حواجز فوضى منظومة أصحاب “رحلة الشتاء والصيف” المتعلقة بالاستثمار في التعليم الخاص في المدارس السودانية بمصر المنتشرة بأسماء متباينة كأنها متاجر للسلع تتلصص على عسر التمني، والمتفقة في البيئة التعليمية الفقيرة، وفي أسلوب الكسب المالي الذي أرهق كرامة أولياء الأمور. والهبوط بقرار صارم يلزم كافة المدارس بتفعيل آليات الإدماج المقترحة “بالضرورة الغائية” حتى تصير مدرسة واحدة ممتدة الفروع وتحمل اسماً واحد له مدلولات وفيرة “مدرسة الصداقة السودانية”، والتي صُودِق على عملها من قبل السلطات المصرية كجهة معنية بالتعليم العام السوداني داخل جمهورية مصر، لا كمنسقة لفوضى الاستثمار في المدارس الخاصة. هو أمر يعكس التراتبية التنظيمية لعمل السفارة السودانية بالقاهرة والتي من أولى اهتماماتها إبراز الوجه المشرق للسودان.

على الرغم من انتشار “تعميم” مدرسة الصداقة السودانية الخاص بضوابط العمل الجديدة إلا أن الاستغلال في الكسب المالي من قبل غالب المدارس السودانية الخاصة بمصر نجده ينشط على أوجه شتى ويتشكل في ملامح وجه مناشط كاذبة يريدون بها عكس اهتماماتهم المغلفة لشروخ النفس، في معادلة لا تفرق بين أنانية الخاص وحب الوطن وإنسانه، وهو أمر يفضح ثقتها المستندة على سلطة المال، وفي ذلك نجد منها من تنادي بإقامة مساق دراسي “كورس” صيفي مجاني مرتدية ثوب الخير وفي ذات الوقت تمد يدها مطالبة بتسديد رسوم تسجيل “رمزية”، وهي أي هذه الرسوم الرمزية كافية لتغطية تكلفة الدراسة إلى جانب الربح الوفير الهدف المعني من الفكرة، وهو أمر يعكس دناءة المسعى. وأخرى تعلن عن مسيرتها التعليمية والاستعداد لعام جديد في احتفالية تفتقر إلى التنظيم ” مدفوعة الأجر” من قبل أولياء الأمور لتوزيع نتائج نهاية العام الدراسي. وثالثة غير أخيرة تحتفل بوالدة أحد الإداريين أو ثلة منهم في احتفالية أقيمت بمال أمهات الطلبة والطالبات متجاوزة بذلك الحس الإنساني وعدم التقدير والاحترام لمن أُجبوالسيرالمجي والسير على السجادة الحمراء ودموعهن يغسلن رهق الآباء أمام نجاح الأبناء، كان الأحرى بقابضي الأجر الغير مشروع الاحتفاء بأمهات المحتفى بهم في “شكل إعلان”، وتوجد طرق كثيرة في ذلك لمن يسعى. وثالثة ممتدة يشع نور الخلاص في عين من يديرها وهو يخاطب منتسبيها الذين يتراقصون وانتشاء أوداجهم يمسك بهم من السقوط فرحا، بأنهم أي أصحاب المؤسسة هم رسل من الله يحملون أسباب الرزق الوفير لهم، ضارباً بذلك مناداة الضمير الحي في قذفهم المستمر للرهق المضني الذي اعترى أولياء الأمور الطرف الأصيل في المعادلة.

منظومة أصحاب “رحلة الشتاء والصيف”هو لوبي معاد للطروحات التجديدية في أمر التعليم العام الخاص التي قدمها الكثيرون، ولن يحسم هذا الأمر المتعلق بإزالة رهق أولياء الأمور وسد نافذة نزعة الاستغلال المهين المغالية في السفه، إلا بتدخل مباشر وحاسم من قبل القائمين على الأمر ووضع خطة “إنسانية” في إطار اجتماعي أقرب إلى التدافع الأسري في الملمات، وتوافقها ضمنيا مع الحالة الاستثنائية التي يمر بها غالب أولياء الأمور الذين وجدوا أنفسهم في وسط لهيبها المتسع بفعل إنتاج الفكر الشيطاني والطرق المفتحة له بأيد غرباء لتحقيق طاقاته.

ألغيت برسالة في بريد سعادة السفير الفريق أول ركن مهندس/ عماد الدين مصطفى عدوي، تحمل سلاما وأمنيات ومناداة للتدخل والإصلاح، لا أدري إن كان التعميم الذي صدر من مدرسة الصداقة السودانية هو رد فعل لذلك أم مجرد مصادفة لوحت بالسلام. أتمنى أن يكون رد فعل إيجابي للتناول الذي حظي به هذا الأمر من عدة جهات. نريد لهذه المقالة “الرسالة” الأخيرة المستمرة إلى جانب سعي أولي الأمر أن تكون نبراسا يستضاء به في السير داخل نفق أصحاب “رحلة الشتاء والصيف” لطرد الفعل السلبي لوطاويط الظلام، وبذلك نحمل معاً المقدار الضروري للمبادرة لنصل به إلى ضوء الخلاص في آخر النفق.

[email protected]

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..