لانجاة لملالى ايران … الا بالخضوع عبر المفاوضات … او الفناء بالحرب

سهيل احمد الارباب
ايران بطريق مسدود …. الطيران الصهيونى يسرح ويمرح على كل سماء ايران … مما يعنى التناقص المضطرد كل يوم لمنصات اطلاق الصورايخ الايرانية والمؤثرة على الداخل الاسرائيلى….
ولذلك تستخدمها القيادة الايرانية بوتيرة تجعلها كرت الضغط المتبقى بطاولة المفاوضات بعد ان فقدت اهم كروتها مسبقا والمتمثلة كانت فى خطوط دفاعها المتقدمة بسوريا ولبنان مسبقا .
وهى التى كانت تعتبر من اهم تكتيكات القيادة الايرانية الدفاعية وفى الادارة السياسية لملفها النووى والسياسي بالمنطقة وماتضيفه لها من امتيازات ردع عند انطلاق الحرب وميزات نوعية لطبيعة اسلحتها…
وهذه السيطرة الجوية تعنى امكانية اسرائيل تدمير كل الموانى وحقول البترول والمصافى الايرانية .. وكل السفن البحرية … وتدمير كل القواعد الصناعية بايران واهمها منصات الصناعات العسكرية والمدنية خلال يومان فقط .
ولكن يبقى الثابت بالنسبة لاسرائيل والمتمثل فى نقطة ضعفها انه ليس بامكانها تدمير البرنامج النووى الايرانى شديد التحصين بسبب انها لاتملك القنابل الاختراقية التى تمكنها من ذلك والمتوفرة حصريا فقط لدى الجيش الامريكى.
فان حدث ذلك وتم تدمير البرنامج النووى الايرانى فسيكون بواسطة سلاح الطيران الامريكى وهى مرحلة مؤجلة الان من ترامب وقيادته العسكرية والتى ترى امكان انجاز ذلك بتكتيكات الحرب الجارية الان بمرحلة المفاوضات بتنازل ايرانى طوعى عن برنامجها …
وهو مايعتبر خيار الادارة الامريكية المفضل بسبب الخوف من رد فعل ايرانى غاضب ان تدخلت مباشرة الان بضرب قواعدها وحلفائها بالخليج العربى ولاترى عجلة فى ذلك الخيار وحتمية تفرضه…
وهو مايعنى التهديد بارتفاع اسعار الطاقة مما يضر ابلغ الضرر بالاقتصاد الامريكى واقتصاد العالم ككل..
وهو مايمنع ايران ايضا من اغلاق مضيق هرمز…خشية من ان يدفع ذلك امريكا للتدخل المباشر ويعكس ايضا رغبتها بالتفاوض والذى ربما تجد فى ادارته بذكاء بعض المكاسب…
وايران تعلم ان تدخل امريكا المباشر هو ماسيعنى الفقدان المبكر للمعركة ومايعنيه ذلك من تدمير البرنامج النووى وتغير نظام الملالى
ولربما الامتداد بذلك الى تقسيم الدولة الايرانية الى عدة دول وتشمل اقليم القوقاز فى الشمال والاكراد واعراب الاهواز بالشرق وهو مايعنى فقدان الامبراطورية الفارسية الكثير من مساحتها التاريخية وثرواتها….
القيادة الايرانية تعلم ان الضربات الصاروخية على اسرائيل موجعة ومؤلمة لكنها غير كافية للانتصار بالحرب وحسم المعركة..
وتعلم ايضا عدم امكانية الاستمرار بزخمها فى ظل معدل خسائر مرتفع باستخدام اعداد كبيرة منها بالهجمات … ممايعنى تناقص مخزونها…
خاصة فى ظل انكشاف جوى تام لايمكن من تعويضها بتسريع عملية الانتاج … وهى معقدة لاسباب فنية ولاسباب الحرب وسيطرة الطيران الصهيونى على سماء ايران بالكامل…
لذلك يظل خيار المفاوضات لايران هو الخيار المفضل كما كان منذ البدء … لعلمها المؤكد بانها لاتملك الكثير للاستمرار بالمعركة والاهم بانها لاتملك مايحسمها ولاتملك مايؤلم اكثر ولاتملك مايحميها من هجمات الطيران الاسرائيلى بعد تحيد كامل منظومة دفاعاتها الجوية وقد تحولت الى قوة صفرية.
لقد حسمت هذه الحرب مبكرا بحجم الاختراق الاستخباراتى المهول لمنظمات واجهزة الدولة الايرانية وقياداتها وهو الذى جردها من اسلحتها الفعالة المتمثلة بخطوط هجومها المتقدمة عبر حلفائها بسوريا ولبنان.
وهو الذى اعجزها ايضا بافساده المؤسسة الامنية من امكانية ان تعالج ماتكشف من ثغراتها الامنية والذى سبب لها كارثة نجاح الهجمات الاولى للعدو وجردها من القيادات والقدرات الدفاعية وكثير من منصات هجومها الصاروخية .