سؤال الى الدكتور كامل ادريس لمن يعزف صناع الكوارث المزامير في البحر الأحمر؟

حسن أبو زينب عمر
رماني الدهر بالأرزاء حتى
فؤادي في غشاء من نبال
فصرت إذا أصابتني نصال
تكسرت النصال على النصال
أبو الطيب المتنبي
(1) منذ غروب شمس مايو من كل عام يبدأ العد التنازلي count down لشهور المعاناة في ولاية البحر الأحمر التي تتلخص في أزمة المياه وأزمة الكهرباء دون أن تخف حدتها حتى حينما أصبحت عاصمة إدارية للسودان اذ عاد كثير من الذين نزحوا اليها بداية للاحتماء بها خوفا على أرواحهم من حمامات الدم والانتهاكات الأخلاقية من ميليشيات آل دقلو المجرمة الى ديارهم حينما وجدوا أنفسهم أنهم أقرب الى حالة المستجير من الرمضاء بالنار.
(2) لكن الغريب هنا ان الذي يرفع حواجب الدهشة والحيرة أن الأكثر ضجيجا والأكثر رفعا لعقيرة الشكوى والاحتجاجات عن انقطاعات المياه والكهرباء هم الذين يستمتعون بهذه الخدمات النادرة مجانا .. كيف ؟ هؤلاء يشيدون الأحواض لحجز المياه القادمة من أربعات للسطو على استحقاقات المواطنين وبيعها من وراء القانون وولاة الأمر وأثروا من التجارة المحرمة وحينما لعبت الفلوس في جيوبهم تزوجوا مثنى وثلاث ورباع وتطاولوا بريع المياه التي جعل منها الله كل شيء حي في البنيان. أذكر هنا والشهادة لله أن محمد طاهر أيلا هو أول من تصدى لظاهرة سرقة المياه للمتاجرة فيها لتداعياتها ونتائجها الخطيرة على المجتمع.
(3) قال لي محدثي وكان يحتل منصب نائب مدير شرطة بورتسودان ان والي الولاية وقتها كون لجنة قادها مدير هيئة المياه وكانت تضم ممثلين للشرطة والأمن والمحلية والمجلس التشريعي لبدأ حملة اعلان حرب على مشيدي الأحواض غير القانونية وقد مارست اللجنة دورها للوقوف على كل هذه التشوهات والمخالفات فاكتشفت مالم يكن في الحسبان فقد قادتها الحملة الى (مولد صاحبه غائب) من سحب المياه من الخط الرئيسي باستخدام صنابير يفوق قطرها السعة القانونية المسموح بها للزراعة حينا وحينا لتخزينها وبيعها للتناكر وسائقي (الكارو) .. وانتهت الحملة بضبط الكثيرين من الجناة منهم أعضاء في المجلس التشريعي فتم هدم وتدمير عشرات الاحواض .
(4) كان إنجازا فريدا غير مسبوق ولكن تخللته اعتداءات دموية على أفراد الحملة منها ان سيدة من الجنس اللطيف تنتمي لعصابة تجار المياه اعتدت على أحد المسؤولين وسددت ضربة بسيخة استقرت في رأسه وفتحت جرحا قطعيا استدعى 10غرز .. ولكن الدماء التي سالت من رأس المسؤول تحولت الى مهرجان من الأفراح في حي الميرغنية (أحد الأحياء الجنوبية) المحرومة في الولاية فقد تلقت لجنة الولاية خطاب شكر من المواطنين يفيد بأن المياه دخلت صنابيرهم وهي رميم لأول مرة بعد فراق دام سنين عددا .. وأذكر أني كتبت مقالا عن ظاهرة سرقة المياه تحت مانشيت يقول (بارونات المياه في بورتسودان) .. بعدها تلقيت اشادة وتهنئة قادمة من أعالي البحار ومن على بعد عشرات الآلاف من الكيلومترات مصدرها سفير السودان في الصين التي تغنى لها الحسين الحسن في رائعته التي سارت بها الركبان (آسيا وأفريقيا)
لليالي الفرح الخضراء في الصين الجديدة
والتي أعزف في قلبي لها ألف قصيدة
(5) تلقيت أيضا رسالة اشادة أخرى من سفير السودان في موسكو عبر أحد الأصدقاء .. أرسلت رسالة شكر لسفيرنا في بكين على لفتته البارعة لأزمة خانقة نعيشها نحن في بورتسودان فقال لي ان اشادته ناتجة عن حديثي في شأن عام يهم الوطن لكونه يفتح ملف مدينة تعتبر بكل المقاييس الرئة التي يتنفس بها كل السودان .. المؤسف ان القضية الحيوية المطروحة التي تفاعلت معها سفاراتنا في موسكو وبكين في المنافي البعيدة لم تحرك ساكنا مع ولاة الأمر في بورتسودان التي تحتضن الجرح النازف لماذا لا أدري سببا سوى غياب الارادة والمساهمة في صناعة الأزمات والاكتفاء بالتفرج عليها يغذيها تفشي قصور فاضح أصبح الآن ثقافة والعياذ بالله .. أما أزمة الكهرباء الطاحنة فحدث ولا حرج فهي فضيحة أخرى مماثلة .. وهي الاعتداء على عواميد الكهرباء في الشارع العام بجر وتوصيل الخطوط الى البيوت للحصول على الخدمة الدائمة (ملح) دون مقابل .
(6) هذا يعني بالعربي الفصيح أن هناك قلة في هذا البلد الكئيب الممحون الذي يعاني الضنك وشظف العيش يتمتع بالإمداد الكهربائي والمائي مجانا وهي نعمة لا تتوفر لمواطني سويسرا واليابان وكوريا الجنوبية الذين تتصدر دولهم قائمة الرفاهية في العالم ويعيش أهلها في جنات تجري من تحتها الأنهار ناهيك عن بلادنا التي يعيش انسانها رزق اليوم باليوم. ولكن الفارق هنا وهناك انه في الوقت الذي يعمل وينتج ويراقب فيه الآخرون تنفيذ القوانين واللوائح وردع الاختلالات والتشوهات والاعتداءات نجلس نحن تنابلة كسالى ونطلب النصر على عدونا من عنده تعالى كما يقول نزار قباني .
(7) لا تتناطح عنزتان على انه لا يوجد عاقل يطالب (الآن) من حكومة تعيش ظروفا استثنائية وهي تخوض حربا مكلفة مفتوحة على كل الاحتمالات وسيف مقاطعة مشهور في وجهها بجلب الماء من النيل الى بورتسودان ففي تقديري ليست هذه أولوياتها كما أنه و(الصراحة راحة) كما يقولون ليس من السهولة دفع متأخرات محطة (كليناييب) لتأمين الإمداد الكهربائي رغم ان ما تم إنجازه يقدر ب 45%.
(8) لكننا نقولها بالفم المليان في وجه الدكتور كامل ادريس الذي صال وجال في المؤسسات الدولية التي تتخذ الشفافية والحوكمة ومحاربة الفساد منهجا للحكم وطريقا للعدالة أن يدشن برنامجه كرئيس للوزراء بضرب أوكار الفاسدين والمفسدين في هذه الولاية بيد من حديد فاذا كانت البلاد والعباد محتشدة بالغالي والنفيس لتقديم التضحيات تصديا لعدوان غادر مدعوم من كل قوى الشر في معركة مصير شعارها (نكون أو لا نكون) أو ليس من العار والخذلان أن نستسلم لحفنة مجرمين يمتصون الدماء وراء ستار الفساد وأكل حقوق الناس والدولة .. من الآخر هذه محنة بورتسودان السنوية التي وراء عذابات عباد الله وهي تخوض كل عام معركة رهنها فقط أضعف الايمان ولكن يبقى السؤال هل يوجد رجال في هذه الولاية المنكوبة وهل فيهم من يملك أضعف الايمان؟؟؟ .
كرئيس للوزراء بضرب أوكار الفاسدين والمفسدين في هذه الولاية….
تنفخ في قربة مقدودة !! اذا كان العينو فاسد و مفسد يمتلك القصور و الملايين في تركيا منتهك الدستور الخونة العرر المتسببين للدمار الماثل امامك جاي تتكلم لي عن فساد عمل ليه حفرة تجميع مياه الاكلو ميزانياتها عشرات المرات لصوص حكم ٥٦ من زمن نميري . لكنها عقل السوداني البائس الذي يرى لا ابعد من ارنبة انفه و كالعادة عتاة المجرمين حقا في السلطة و سلوك المواطن ممهما بلغت لن تكون اكثر من حصاة امام جبال هؤلاء السفلة و لكنها عقلية السوداني البدائية و دونك واقع اليوم الذي يمثل هذه العقلية عقلية ذيل الكلب عمرها ما تنعدل
الزول ده واقصد كامل إدريس ما عندو اى علاقه ب(الشفافيه والشرف) رجل (مزور) وكاتب المقال يبدو أنه فاسد مثله او يحاول تملق شخص فاسد ومجرد من اى مصداقيه وأخلاق !! ثم من الذى رشحه ولمن (اللعيسر هو الذى رشحه لمن هو أفسد منه !! والثلاث “البرهان وإدريس واللعيسر” إذا ضربتهم فى خلاط وصفيتهم لإزالة الشوائب النتيجه سوف تكون إنك أجهدت الخلاط والمصفاة فيما لا طائل منه!!).