مقالات وآراء

عويضة الكُج ْ والرقم (٧) وحكايات الحرب !!

سيد محمود الحاج

 

عويضة دا بالمناسبة هو الأضاف لقب ( الكج ) لي إسمه … أيوة هو بذات نفسه السمّى روحه كدا … يعني كان إسمه عويضة بس .. وحسب كلام الناس البعرفوه والقريبين منه والناس الكبار الحضروا ولادته قالوا عويضة إتولد قبل أذان الفجر بشوية ولما الشمس طلعت لقوا البقرة حقتهم متندلة في الزريبة وعجلها الكان ياداب عمره اسبوع يرضع فيها وهي ميتة ، وماكانت مصابة بأي مرض واتعشت في أمان الله لا بيها لا عليها وكانت ياها العائشين من خيرها … الحليب وبيع عجولها …أبو عويضة جاب اتنين من الجيران عشان يجروا معاه البقرة بره الزريبة ورغم حزنه علي بقرته كان بردد : ” البركة في العجيل وفي عويضة .. الله عوّضنا بيه “..الحقيقة الغائبة والشيء الما معروف هل ابوه سماه عوض عوضاً عن البقرة الماتت والا أصلاً كان من الأول ناوي يسميه عوض وكمان جملة ” الله عوضنا بيه” القالها دي هل كان قاصد بيها العجيل وألا عويضة !! عموماً الحقيقة لاحدي يومنا دا مافي زول عارفها !!

يوم السماية يعني بعد اسبوع من ولادة عويضة وموتة البقرة أبو عويضة جاب خروف السماية وضبحه بنفسه : “الله أكبر .. سميناك عويضة وإن شاء الله تشيل الإسم وتبقى عوض” وبعد انتهى من عملية الضبح غسل إيدينه وفكر يشيل العجيل اليتيم يمشي يرضعه في بقرة جارهم و صاحبه ( عبدالغفار ) لكن لمن دخل الزريبة شاف العجيل نائم في الركن وتمتم في سره : “والله موتة أمك حارة وتقطع القلب لكن البركة فيك وتبقى عوض” لكن لمن مسك العجيل عشان يشيله لقاه لحق أمه وأمات طه كمان .. آي ميّت ويابس مما يدل علي إنه مات من بالليل !!

أبو عويضة اتنهد وهو يردد و شايل العجيل بين ايديه : “أسبوع واحد بس بعد أمّك .. لا حول ولا قوة إلا بالله” !! بعد اتوزعت كيمان لحم السماية علي الجيران والنساوين الكانن مع ام عويضة اتفرقن ورجعن علي بيوتن ابو عويضة دخل وشال عويضة ختاه فوق كرعينه وكان بعائن في وجهه بتركيز مرات يكشر ومرات يبتسم ومرات يضحك عديل ويديه قرصة خفيفة في إضنينه ويقول ليه : ” والله حكاية حكاية يا عويضة يا ولدي” .. لكن حكاية عويضة البقصدها دي شنو ما صرّح بيها لكن قالوا أبو عويضة دا كل ما تمر سبعة شهور كان بضبح كرامة ولما يسألوه عن السبب كان بقول إنها كرامة تزيل البلاء وكان بحرص إنه يشيل عويضة أثناء ضبح الكرامة ويكون قريب من الضباح .

 

أبو عويضة بعد فترة خلى شغل الجزارة وبقى يمشي سوق ود حسونة كل يوم جمعة و يشتغل في شراء البهائم .. يجيب بهيمتين تلاتة يبيعن على الجزارين و يترزق الله … لكن الناس الشافوه قالوا كان بزور القبة و يقعد فترة طويلة جواها لكن بقول في شنو ما معروف لكن صاحبه ( ود الشائب) قال في مرة سمع أسم عويضة يتردد كتير في الكان بقول فيه ابو عويضة .

عويضة الحمدلله كبر و شارف سن الدخول للمدرسة ويمكن يكون ابوه ما انتبه للحقيقة دي إلا لما أم عويضة قالت ليه : “هوي الناس كلهم مشوا سجلوا اولادهم القدر عويضة للمدرسة .. دحين امشي سجل ولدك قبال التسجيل يقفل “… ابو عويضة قطع الحركة وبقى يعائن بعيد قبل ما يقول لزوجته : ” بالله عويضة حصل السبعة .. عليك الله شوف السنين دي بتجري كيف “!! فردت عليه :” أيوة بعد شهرين إن شاء الله بكون قفل السبعة .. يعني مع فتحة المدرسة ” !! أبو عويضة وجهه انقبض وسرح بعيد لكن ما قال حاجة .

 

اليوم داك وصادف يوم جمعة أبو عويضة كان راجع من سوق ود حسونة وفي صحبته تلاتة نعاج إشتراها عشان يتربّح من وراهن .. اللوري كان مليان ركاب ومعاهم مشترواتهم والهواء كان طراوة … وابو عويضة مرات تجيه دقسة لكن مرات يصحيه الدقداق وفجأة اللوري يطلع من شارعه ويتمايل يسار يمين ويبدو إنه السواق فقد السيطرة والناس يكوركوا .. يا ساتر … يا لطيف.. يا ساتر .. يا قوي !! وبردلب اللوري انقلب..

الناس إتشتت فوق التراب ومن فوقن الشوالات والصفائح … أبو عويضة حاول يقوم لكن ما قدر .. جوا اتنين من الشباب عشان يرفعوه لكن قبّال ما يرفعوه كورك فيهم : ” أنا خلوني هسع .. كدي أفقدوا النعيجات “!!

أبو عويضة والشكية لي الله كرعينه الإتنين اتكسرن والنعجات يجيركم الله التلاتة إنجغمن … اكتشفوا الحقيقة دي في النهاية لأنهن التلاتة كانت تحت اللوري .. والغريبة مافي زول تاني من الركاب إتعوق إلا زلطات بسيطة لبعض الركاب . المهم الناس رفعوا ابو عويضة وختوه تحت شجرة في انتظار تجي عربية يشيلوه بيها للحلة وفي الوقت داك الألم زاد عليه وقعد يهضرب : ” والله يا عويضة يا ولدي حكاية حكاية .. الليلة تميت السبعة بالتمام والكمال .. والله حكايتك حكاية .. البقرة وتاني وليدها والليلة النعيجات التلاتة وكمان كرعين أبوك الإتنين !!… دا كلام شنو يا عويضة يا ولدي … نقول بس الله يدينا خيرك “!!

في البيت وبعد جابوا البصير وطوّب الكرعين الإتنين ابو عويضة الليل كله مانام من الوجع والألم والهضربة زادت : ” البقرة علقتوا ليها .. العجيل رضعتوه .. والله يا بتول النعاج ديل قلبي يقول لي ما تبيعن وأحسن تسعاهن وفجأة يغير : ” والله يا عويضة يا ولدي قصتك قصة … بتول هوي الدور جاييك .. انا نصيبي أخدتو ” وبتول مرات تبتسم ومرات تدمع وما فاهمة حاجة من خطرفات راجلها ولا عارفة حكاية عويضة البكرر فيها دي شنو !!

عويضة كبر ودرس وخرج للحياة العامة وأشتغل لكن ابوه المسكين بقى يمشي علي أربعة لآخر يوم كان في عمره … فكر في الزواج لان امه كانت بتلح عليه وخطبت ليه كمان بت أختها وعويضة بدا يجهز نفسه واخيرا حدد زواجه يوم سبعة في عيد رمضان لكن فجأة الحرب قامت والناس نزحت كل زول علي جهة وعويضة فقد الشيلة والشنطة ومبلغ المهر وبقى هو في بلد وبت خالته الكان داير يتزوجها اصبحت في بلداً طيره عجمي !! في النهاية حتى إسم عويضة إتلاشى وحتى هو ذاته نساه واتخلى عنه وبقوا ينادوه بالكج …أيوة الكج حاف !!!

[email protected]

‫2 تعليقات

  1. كرررررا وسجمي وفعلا عويضة دا ولد كوج خلاص قوم علينا الحربة مش بس قتل البقرات وكسر كرعين ابوة ولد كوج ذي دا من اول فعل كوجه منه تجيب الشيوخ والفقراء يقروا لية مانفع طوالي ترسلوا لي دار الماقيوم وتخلص منو ايوة نحن نعيش الحياة مرة واحد وماعاوزين ناس كوج يكوج لينا الحياة الوحدة دي هههههه

  2. هسع زولنا برهان دا ما ياهو عويضه زاتو من يوم ما حل علينا والبلد ما ضاقت عافيه فحقو نسميه برهان الكج لانو فعلا كج مأصل

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..