بين يمين إسرائيل ويمين (كيزان) السودان!

نتنياهو يحاول اغلاق ثغرة السابع من أكتوبر والهروب الى الامام من المحاسبة على مسئولية حكومته، بإشعال مزيد من الحروب تحيل المنطقة كلها الى جحيم. توقف الحرب يعني فتح كل الملفات بما فيها اتهامات بالفساد، ينطبق نفس الحال على مؤتمر الكيزان الوطني. كانت الحرب هي وسيلتهم الوحيدة بعد فشل انقلاب أكتوبر 21 للهروب من المحاسبة ولمحاولة طمر الذاكرة الوطنية بجرائم الحرب التي يأملون في ان تغطي على جرائم الثلاثة عقود من حكمهم. الغريب أنهم كانوا في سنوات حكمهم الاولى يتباهون بسيطرتهم على السلطة في الوقت المناسب قبل ضياع الوطن، ومن هنا جاء اسم انقلابهم الذي اسموه ثورة الإنقاذ. وذاعت في حقبة التسعينات شعاراتهم مثل: ما لدنيا قد عملنا نحن للدين فداء! قبل ان يتضح انهم لم يعملوا سوى للدنيا وان الدين كان مجرد جسر للعبور الى المغانم والمكاسب.
الحرب بالنسبة لهم هي الوسيلة الوحيدة للتخلص من الثورة ومن رموزها من المدنيين. وإحداث واقع جديد خلال وبعد الحرب يعيد إليهم زمام الأمور لقيادة الفوضى.
مثلما رفض نتنياهو كل محاولات وقف حربه على غزة التي يدفع ثمنها الأطفال والمدنيين الأبرياء. يحدث نفس الشيء في بلادنا، يرفض الكيزان كل محاولات انهاء الحرب وكل مبادرات السلام، خوفا من صفقة تخرجهم من المشهد تماما بل وتعرّضهم للمساءلة حول دورهم في اشعال الحرب ودورهم في انشاء وتقوية المليشيات.
يجمع بين يمين إسرائيل المتطرف والكيزان رفضهم التام لوقف الحرب. هدد اليمين المتطرف في إسرائيل بإسقاط الحكومة ان جنحت لوقف الحرب، ويهدد كيزان السودان أيضا العسكر ان حاولوا الجنوح للسلم، وواضح ان البرهان يقع تحت ضغط شديد كلما تجاوب مع دعوات وقف الحرب انتشرت شائعات استبداله بضابط قريب من الجهات المؤيدة لاستمرار الحرب!
وتستمر الحرب التي يدفع ثمنها الباهظ المدنيون الأبرياء من ارواحهم وممتلكاتهم ومستقبل أطفالهم ويموت الأطفال في كل مكان بالكوليرا وسوء التغذية.
(قال مسؤول في مجموعة عمل أوروبية معنية بالعمل الإنساني، إن القتال المستمر في كردفان ودارفور أدى إلى وفاة أكثر من 1200 شخص جوعًا في الأشهر الأخيرة)
المشكلة انّ من يديرون الحرب ويصرّون على استمرارها لا يهمهم موت الناس جوعا او مرضا، لا يحرّك موت الأطفال شعرة في ضمائر ميتة. فشعار المرحلة هو (او ترق كل الدماء)!
#لا_للحرب