مقالات وآراء

ملحمة المريسة.. عندما ثار القحاتة على الخمر المسكوب

د. حامد برقو عبدالرحمن

(١)

الاسلاميون أو الكيزان الذين نصطف معهم اليوم و نتقاسم الخندق نفسه في معركة الدفاع عن وحدة تراب بلادنا و كرامة أمتنا ؛ كانوا و في أوج هذيانهم أيام انقلابهم قبل ثلاث عقود قرروا ما أطلق عليه (إعادة صياغة الإنسان السوداني) .

و في ذلك المسعى شرعوا في تغيير أسماء بعض القرى و المدن بعضها محمودة في مجملها( لكن هنالك أخريات لا تتعارض حتى مع صحيح الدين ).

و من القرى التي أصابوا في تغيير أسمائها ؛ قرية زمزم( أو خسار مريسة) عند مدخل مدينة الفاشر و التي تحولت إلي معسكر للنازحين تقصفه مليشيا الدعم السريع ليل نهار بذريعة تواجد القوات المشتركة تبريرا لمشروع إبادتها لأهل السودان؛ في الفاشر أو ام درمان ، لا يهم .

لإسم خسار مريسة (دون التاء المربوطة بحسب العامية الدارفورية) الذي يعني خسارة مريسة ،العبارة التي أستبدلت الي زمزم قصة..!

يحكى أن الحاكم الانجليزي للاقليم قرر حفر بئر في المنطقة بمعاونة المواطنين.

و كان كعادة بعض المواطنين السودانيين في معظم بقاع السودان يعصرون الخمر في المناسبات الاجتماعية ( و ليس الخمر وجبة أساسية كما إدعى الدكتور عبدالباري وزير العدل بحكومة القحت ).

تداعى المواطنون من كل حدب وصوب لحفر البئر؛ لكن عن المغيب اخبرهم المهندس البريطاني بأنهم وصلوا إلي صخرة يصعب كسرها بآلياتهم المتاحة وقتذاك.

هناك قال الناس :( والله خسار مريسة)

اي خسارة للمريسة أو للخمر الذي اعدوه للمناسبة – من هنا جاء الاسم قبل أن تصبح زمزم و تتحول الي معسكر للمعاناة يسكنه الفارون من جحيم الحرب و يصطادهم الجنجويد بأسلحة الكفيل الخليجي.

(٢)

بالأمس الأول أجتاح الأسافر و وسائل التواصل الاجتماعي غضب عارم من قبل قادة و أنصار ثلاثي الخيبة ( قحت – تقدم – صمود ) على حدث عابر وهو قيام إحدي منتسبات مليشيا الدعم السريع ،( و هي تحمل شارة نقيب خلاء) بسكب قليل من الخمر بجرة صغيرة على الأرض.

رافضة بفعلها عقر الخمر من قبل الناس في مكان تواجدها.

أتصور أن حجم الغضب الذي أصاب بعض كبار كتابنا كفيل بتغيير مسار الكثير من اخفاقاتنا الاجتماعية لو أنه وظف بشكل سليم.

(٣)

أظنني كنت ضمن أكثر من دافع عن رئيس مجلس وزراء الفترة الإنتقالية الاخ الدكتور عبدالله حمدوك .

ذلك لا لصلة أو سابق معرفة بيننا ، لكن كنت أرى عبره بصيص ضوء قد يقودنا الي نور المدنية و الديمقراطية و المواطنة المتساوية في بلد كريم و مزدهر يكفي أهله و يفيض خيره للعالمين من حوله .

لكنه اي الاخ حمدوك قد خيب ظني مثلما حدث لي من قبل الأخ الراحل/ محمد حمدان دقلو .

و لأن لا ثابت لدي في شأن الوطن غير سلامة أهله و وحدة ترابه ؛ عدت لأقول بحقه بأنه قد باع السودان و أهله بزجاجة خمر ، و المحزن فإن الأمر كذلك ..!!

(٤)

مثلما قلت في أكثر من مساحة سابقة فإن الأقليات الفكرية و الأحزاب المجهرية التي سرقت ثورة السودانيين في ديسمبر في حين غفلة من الزمان كان هدفها الذي لا يحتمل المساومة أو المقايضة هو انتزاع الإيمان الذي في صدور السودانيين .

على ذلك وضعوا مفردات تخويفية ليطلقوها على كل ما يعظم رب (الكيزان و القحاتة) و الناس أجمعين .

مفهوم أن الجوع وحده الذي أجبر الكثير من كتاب الأعمدة على الإنحياز لمليشيا الدعم السريع في الحرب التي تشنها إمارة أبوظبي على السودان و السودانيين

لكن ما الذي دعا هؤلاء الكتاب الي تبني فكر الأقليات الطائفية و القوى المجهرية في محاربة الدين الذي يعتنقه أغلب أهل البلد؟

خاصة أن الفعل المستهجن من قبلهم نفسه قد جاء من قبل إحدي منتسبات ولي نعمتهم بالوكالة ؟

لا مكان لشكر المليشاوية المقيتة شيراز ، لكن تبقى لي أن أتمنى و من كل قلبي أن الذي حدث بسبب سكب جرة الخمر على الأرض مجرد إظهار للغضب و ليس الغضب نفسه ، اعني على شاكلة إظهار رقم…في تلميحاتنا الاجتماعية ( غير البريئة) .

إلا فإن رهانهم على انتزاع إيمان السودانيين؛ رهان خاسر بإمتياز .

[email protected]

‫6 تعليقات

  1. دكتور حامد برقو خليك من ثلاثي الخيبة ( قحت – تقدم – صمود ) وحتي حمدوك وأمسك في ناسك (الكيزان الواقف معاهم في معركة كرامتك ) , اما وحدة تراب البلد التي أصبحت كما المريسة الكل يتسابق علي النيل منها ,وإذا كان الغرض من موضوعك إثارة الناس علي ( القحاتة ) بالهمز واللمز عن المريسة فأنت تدري بأن أكثر الناس شرباً (للخمر ) هم إثنيات معروفة في البلاد يصنعونها الأن ولها روادها من قوات نظامية وغيرهم لا يوجد بينهم (قحاتي) .
    كسرة : في حياتي زرت وعشت في كثير المدن السودانية , غالباً ما تجد في اطراف المدن ( الأنداية ) بتصريح رسمي من السلطات وإذا لم تكن هذه الخمور المصنوعة في الانداية وجبة اساسية كما قال (عبدالباري) فأنها مهنة أساسية ومحترمة بالنسبة لمن يعيشون في أطراف المدن , ولا أظن بأن هذه الانادي وأهلها وروادها خرج من نسلهم ( قحاطي ) .

  2. ما هذا النفاق الذي تمارسه يا برقو (لا مكان لشكر المليشاوية المقيتة شيراز )
    معنى كلامك هذا أنك ضد من يمنع شرب الخمر و الكل يعرف ان شرب الخمر من الكبائر في الاسلام
    يمكنك ان تتحدث عن جرائم الدعم و السريع أو حتى جرائم شيراز ان كانت مثبتة و لكن هذا لا يجب ان يكون ضمن سكبها للخمر المحرمة
    فالفاتل اذا صلى لا نلومه على الصلاة و لكن نحاسبه على جريمته
    هل فهمت ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
    قل خيرا أو أصمت اذا كنت تؤمن بالله و اليوم الاخر

  3. ((الاسلاميون أو الكيزان الذين نصطف معهم اليوم و نتقاسم الخندق نفسه في معركة الدفاع عن وحدة تراب بلادنا و كرامة أمتنا)
    هم يحاربون امثالك يا برقو،، لماذا تفضلون ان يتم اسعبادكم مرات ومرات بداية من بولاد وانتهاء بخليل ابراهيم وجبريل ومناوي؟؟؟ ما الذي يجعلكم تصطفون مع قاتلي اهلكم وعشيرتكم؟؟ عندما تم تحريركم على ايدي شباب ثورتنا الخالدة، وجئ بكم من وسط الادغال وعقارب الصحراء، اول هدية لكم لثورتنا كانت الخيانة والغدر،،
    الثورة منتصرة رغما عن انوفكم وانوف مسعبديكم وارعى بقيدك يا برقو

    1. فإن رهانهم على انتزاع إيمان السودانيين؛ رهان خاسر بإمتياز .
      ما هو ايمان السودانيين؟
      ما الفائدة من انتزع ايمان السودانيين لديهم؟
      خاسر بامتياز و ما النجاح الحاصل يعني؟
      هذه الأمة السودانية هي سلسلة الملهاة الإنسانية ( ان تحمل عليه يلهث او تتركه يلهث) مكتوب عليكم ( البهدلة) إلى يوم البعث

  4. هذا مانجنيه وتجني بلادنا من خريجي وكر الارهاب الذي ظهر فجأه كنبت شيطاني
    لايعرف احد تحديدا من وراء انشائه الا وهو جامعة القرآن الكريم الجامعه التي تقبل
    كل فاقد تربوي حايم لتدرسه اصول وعلوم الارهاب وأصول الباس الحق بالباطل وأصول
    أكل اموال الناس بالباطل وفقه التحلل منها من بعد ذلك وفنون الزنا في نهارات رمضان شهر القران الكريم والناس صيام واصول زنا المحارم بما لايخالف شرع الشيطان .

    الفاقد التربوي كاتب المقال عب الكيزان الذي يجد أن كل متاع الدنيا عنده في ان يكون عبدا للكيزان
    هو احد كهنة المعبد الماسوني الاسلاموي الارهابي وظهر ذلك جليا فيما كتب في محاوله بائسه فاشله من عنده
    وبعنوان يخاطب الغرائز والعواطف قبل ان يخاطب العقول حين عنون مقاله بعنوان عندما ثار القحاته علي الخمر المسكوب ظنا منه ان يمكنه استغفال واستحمار القراء كما استغفل هو واستحمر من قبل رغم علمه ان الوعي الجمعي للناس في بلادنا بعد الثوره ليس كما كان قبلها وفي هذا الصدد لم يحدد او يوضح لنا عب الكيزان الكوز البرقاوي واقعه بعينها ثار فيها القحاته علي الخمر المسكوب .

    لعنة الله وملائكته والناس اجمعين علي من أنشا واقام جامعة ووكر ومركز تفريخ الارهابيين جامعة القران الكريم
    لتفرز لنا أمثال الفاقد التربوي البرقاوي عب الكيزان والفاشل الارهابي الناجي مصطفي .!!!!

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..