نهاية الإسلام السياسي في السودان بخسارة إيران للحرب

إسماعيل عبد الله
بات في المؤكد أن الضربات الموجعة التي سددتها إسرائيل للحرس الثوري الإيراني، ستعمل على إسقاط النظام الداخل، لا سيما وأن رئيس الوزراء الإسرائيلي وجّه خطاباً للداخل الإيراني، حثّ فيه الإيرانيين على التحرك لتغيير نظام القمع المذهبي، الذي جثم على صدورهم لما يقرب نصف القرن، وطمأن سكان إيران على أن الضربات الجوية والصاروخية، التي يشنها جيش الدفاع الإسرائيلي على القوة الصلبة لنظام الملالي لا تستهدفهم، وإنّما القصد منها إزالة الدكتاتورية وإبدالها بنظام حكم يلبي طموحهم في الحرية والانعتاق، لقد مثل النظام الخميني الرمزية القوية للدولة الدينية المتشددة لستة وأربعين عاما، وكرّس مقدرات البلاد لتأسيس ترسانة عسكرية قوية، صارت المهدد الأول لأمن المنطقة، هذا فضلاً عن دعمه لأذرعه من المليشيات والجيوش الموالية له، في كل من العراق والشام ولبنان وفلسطين واليمن والسودان، إنّه نظام الحكم الديني الوحيد الذي مدّد قوته العسكرية ونشر نفوذه الأمني إلى خارج حدود الدولة التي يحكمها، وهذا الانتشار الخارجي مثّل خطراً داهماً وكابوساً مرعباً أرّق الغرب – أمريكا وإسرائيل – زماناً طويلا، ووصل هذا الخطر مداه بعد تدشين المشروع النووي لأنصار الخميني هؤلاء، فحمل المحور الأمريكي الإسرائيلي الأمر محملاً جاداً منذ ما قبل فترة حكم الرئيس الأمريكي باراك أوباما، الذي توصل مع النظام الإيراني لاتفاق نووي لم يرضي صقور الحزب الجمهوري.
ما أن فاز الجمهوريون بالانتخابات – عهد ترامب الأول – حتى عملوا على إهمال الاتفاق، باستحداث جولات تماطل وتسويف تفاوضية جبّت ما قبلها، واجهضت ما تم الاتفاق عليه، وعصفت بالاتفاق بإشعال حرب اليوم، وأعقب شن الهجوم الإسرائيلي على إيران هجمات قوية اضعفت أذرع إيران في المنطقة، لبنان وفلسطين وسوريا واليمن، وبعد هذا الاضمحلال الذي أصاب النظام الإيراني ببتر أذرعه، بانت مؤشرات على اتجاهه نحو مرتكزه الأخير – ميناء بورتسودان، على ساحل البحر الأحمر والقريب نوعاً ما من دولة إسرائيل، والذي يعتبر مركزاً كبيراً للحرس الثوري الإيراني، الذي استثمر فيه منذ وقت ليس بالقصير، مثلما فعل بصنعاء اليمن التي حولها لثكنة عسكرية تابعة له، فالكل يعلم ارتباط الإسلاميين السودانيين الوثيق بالملالي الإيرانيين، ودعم الاخيرين لإسلاميي السودان الدعم السخي، الذي وصل مداه أن زودوهم بالأسلحة الكيميائية والخبراء المختصين، الأمر الذي سوف يؤدي لتحريك رادارات تل أبيب باتجاه ميناء السودان الأول، فجيش الدفاع الإسرائيلي ومنذ صبيحة يوم السابع من أكتوبر، عندما صحا الإسرائيليون على ضربات صواريخ حركة “حماس” المنطلقة من غزّة، علم أن راحة بال مواطنيه تستوجب الدفاع الوقائي الملاحق للعدو خارج الحدود، فشهدنا نهاية اسطورة “حزب الله” وانحسار طموح “حماس” بإحالة قطاع غزة إلى ركام من الجثث المتحللة تحت ركام الأسمنت.
إسلاميو السودان دفعوا ثمناً باهظاً جراء تقويضهم ثورة الشعب، بانقلابهم على حكومة الثورة التي رأسها الدكتور المهذّب عبد الله آدم حمدوك، وبإشعال الحرب الشاملة في البلاد، دون مراعاة لحرمة الدماء التي أهدروها في الشهر الفضيل، فدارت عليهم الدوائر منذ يوم ارتكاب هاتين الخطيئتين، كعقاب من الرب لما ارتكبوه من بشاعة جرم وشناعة فعل منكر لم يشهد السودان مثيل له، إنّ الهزائم الداخلية المتتالية التي تكبدتها كتائب الإسلاميين السودانيين، وانهيار منظومتهم الدفاعية رغم الإسناد الإيراني، تؤكد أمر واحد، هو حتمية لحاقهم بنفس المصير الذي آلت إليه حماس وحزب الله، وللأسف سيكتوي السودانيون مجدداً بنيران حرب أخرى لا ناقة لهم فيها ولا جمل، ستندلع بين جيش الدفاع الإسرائيلي وذراع إيران العسكري في ميناء بورتسودان، ذلك الجيش الذي لم يترك بؤرة واحدة من بؤر الإرهاب في المنطقة، إلّا وزارها ليلاً بصواريخه بعيدة المدى وطائراته الحاجبة لإشارات رادارات الرصد، فإضعاف القدرات العسكرية والأمنية الإيرانية، ينسحب عليه انهيار الأنظمة والجيوش والمليشيات التي يساندها الحرس الثوري، في لبنان وفلسطين واليمن والسودان، وسوف تستبدل شعوب هذه البلدان الأنظمة القمعية
المتطرفة، بنظم حكم مدني تضع الأمن المجتمعي ورفاه الشعوب في سلم أولوياتها، والسودان من أكثر هذه البلدان جاهزية للتأسيس المدني الديمقراطي البديل.
مقال بائس و لولا معرفتي بعلاقتك الوثيقة بالدعم السريع لقلت انه مقال مضلل في صالح جيش البرهان
انت تعرف ان أكبر داعم للجيش في هذه الحرب عسكريا و سياسيا هو دولة مصر الجارة القريبة و ايران لم تقدم دعما بالسلاح للجيش الا مؤخرا و اذا غابت فهناك بدائل
و لم يتبق لك الا ان تدعو بالنصر لدولة الكيان
عجبا عجبا
المقال يصور الصراع كمعركة أخيرة ضد محور “الشر”، بأسلوب تعبوي عاطفي لا يستند إلى توازن في التحليل أو استقراء واقعي لموازين القوى. تفنيده لا يعني بالضرورة تبرئة إيران أو حلفائها، بل يهدف إلى توضيح أن التحليل الجاد يقتضي الابتعاد عن الخطاب الدعائي المبني على التمنيات أو التعميمات غير المدعومة بأدلة.
ذكر الكاتب ان إيران اتخذت من بورتسودان قاعدة خلفية بعد خسارتها مواقع أخرى؛ لا توجد أدلة موثقة تؤكد وجود قاعدة إيرانية عسكرية نشطة في بورتسودان كما ان الوضع في السودان معقد ومحكوم بصراع داخلي متعدد الأطراف، وقد يتم تضخيم دور إيران فيه لأسباب سياسية.
الشعب الإيراني يعاني بالفعل من مشكلات داخلية، لكن تحركاته غالبًا ما تكون بدوافع اقتصادية أو سياسية داخلية، لا بتوجيهات خارجية، تاريخيا الرسائل الدعائية عبر الإعلام أو التصريحات السياسية نادرًا ما تحرّك الشارع في الأنظمة المغلقة.
كيل الاتهامات باستخدام أسلحة كيميائية في الحرب الدائرة الآن في السودان تستوجب تحقيقات دولية، وليس سرداً صحفياً إنشائياً.
ادعى الكاتب ان السودان هو البلد الأكثر استعدادًا للانتقال الديمقراطي! اقول رغم الطموح الشعبي الكبير، فإن السودان غارق في نزاعات مسلحة وأزمة إنسانية عميقة فالقوى المدنية مشتتة، والتدخلات الإقليمية والدولية تعقّد المشهد، مما يجعل الانتقال الديمقراطي صعبًا دون تسوية شاملة.
المقال يفتقر إلى الحياد الصحفي، ويعتمد على لغة تعبئة وتحريض مليئة بالتوصيفات المطلقة والاتهامات، مثل “نظام قمعي مذهبي”، “رمزية متشددة”، “ثكنة عسكرية”، “جثث متحللة”.
المقال يخلط بين التحليل السياسي والتمني الأيديولوجي، ويقدم رؤية متطرفة في الطرح تتماشى مع موقف سياسي واحد، دون مساحة للنقد أو الرأي الآخر.